لم تكن قصة فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" فكرة لها توقيت وانتهت بميعاد محدد، بل كان للقصة التي كتبها الصحفي جلال الدين الحمامصي عام السبعينيات لها امتداد طيلة التاريخ، حيث تكررت قصة اعتقال مواطنين بالمصادفة ولم تكن تلك المرة مثلما حدث في الأتوبيس وإنما كانت أثناء تناول السحور أحيانًا وأخرى أثناء تواجدك في دورة تدريبية أو محاضرة، وثالثة لحملك مسطرة عليها كلمة سياسية، وتتناول "المصريون" عددًا من حالات الاعتقال التي حدثت بالمصادفة خلال الفترة الأخيرة. "ياسر ياسين".. ذهب للجامعة فاعتقل لنسيانه البطاقة لم تتوقف دموعها ونبرة الحزن بصوتها وأنين استغاثتها للإفراج عن نجلها وعائلها الوحيد بعد وفاة والده وهو في عامه الأول. فلم تكن والدة ""ياسر ياسين" الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التربية جامعة الأزهر تعلم أن مصيره من الحياة خلف القضبان 7 أعوام في تهمة الطموح وبناء مستقبل ليليق بها وبأحلامها. وحيث تروى "والدة ياسر" لتؤكد أن نجلها تم اعتقاله في شهر نوفمبر الماضي عندما كان ذاهبًا إلى الجامعة بدعوى عدم وجود بطاقة معه، ما أدى إلى اعتقاله والاشتباه به من قبل قوات الأمن المتواجدة أمام جامعة الأزهر متهمين إياه بالتظاهر ومقاومة قوات الأمن وأعمال شغب بالجامعة ليتم الحكم عليه بعدها ب7 سنوات. وتؤكد "والدة ياسر": "ابني معتقل بسجن الفيوم ونقلوه على سجن طرة عشان الامتحانات، يرضي مين أفضل أتعذب عشانه زيارة كل أسبوع من كفر الشيخ لطره وادفع 500 جنيه وأنا معاشي 300 جنيه". وفي نبرة يأس وحزن تتابع "والدة ياسر": "ابني مالوش علاقة بأي حاجة ومالوش أي انتماء لأي حد ولا بيشارك في مظاهرات أو غيرها، وبيشتغل مبلط بعد الجامعة عشان يصرف عليا أنا وأخته اللي مالناش غيره بعد ربنا بعد ما والده مات وعنده سنة". وتتابع بقلب شغوف: "أريد أن يساعدني أحد للإفراج عن ابني، إحنا غلابة ومش عارفين نعيش وهو عائلي الوحيد، أنا وأخته وياسر من صغره شايل المر وبيشتغل وهو فى إعدادي عشان يصرف علينا، نفسي حد يصور بيتنا اللي مالوش يقف عشان يتأكد أن ياسر مظلوم ومالوش في المظاهرات والإخوان ومش فايدة معلقة من دهب زي الناس التانية اللي بينزلوا مظاهرات". وتضيف: "ياسر قاللي أنا هخرب إزاي الكرسي اللي بتعلم عليه ولا الجامعة اللي بتعلم فيها، نفسي اطلع وأكمل تعليمي واشتغل". مدير مدرسة.. تجديد عامين والتهمة مسطرة "تهمة والدى المسطرة" هكذا كانت بداية كلمات إسلام، نجل الأستاذ عبدالحميد حسيني، الشهير بعبده حسيني 52 سنة من بلبيس محافظة الشرقية ويعمل مدير مدرسة، موضحًا أنه تم اعتقال والده الساعة الواحدة صباحًا بعد مداهمة منزله نهاية العام قبل الماضى موجهين له تهمًا بانتمائه لجماعة الإخوان. وفجر محمد مفاجأة بقوله إن تهمة والده الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وحيازة مسطرة مكتوب عليها "مرسي رئيسي ومأثورات الشهيد حسن البنا"، مؤكدًا أن الاتهامات الموجهة إلى والده ملفقة ويعرف عنها التزامه وعدم الدعوة إلى العنف مطلقًا، ليوضح أن والده اعتقل بعد قيام قوات الأمن بمداهمة منزلهم بشكل سيئ للغاية فلم تترك قوات الأمن لأهل المنزل ارتداء أية ملابس، خاصة أن هناك فتيات داخل المنزل وتم اعتقال والدهم قسريًا، وتم أخذ كل النقود التي كانت موجودة في المنزل إضافة إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به كما تم التجديد له لأكثر من عام ونصف بتهمة حيازة مسطرة. وأشار إلى أنه لا يوجد راعٍ للمنزل وشؤونهم، خاصة أن لديه أربع بنات لا ذنب لهن فيما يجرى هم ووالده الذي تم اعتقاله بجرائم لم يرتكبها على الإطلاق بل هي ملفقة له بسبب سيرته الجيدة في بلدهم قائلا: "يعرف عن والدى حسن خلقه وسيرته العطرة التي امتدت منذ شبابه وحتى كبر سنه". الفضول دفع التلاميذ الأربعة لنيابة الأحداث روى محمد عبدالرحيم، والد عمر عبدالرحيم، طالب بالمدرسة الإعدادية المعتقل مؤخرًا قصة اعتقال ابنه، مؤكدًا أنه اعتقل منذ أيام مع عددٍ من طلاب المرحلة الإعدادية من مدرستهم وأثناء اليوم الدراسي من معهد شبين الكوم الديني النموذجي بشبين الكوم، قائلا: "خرج الطلاب من المعهد إثر سماعهم صوتًا عاليًا يشبه انفجارًا أو ألعابًا نارية فخرجوا يتتبعون الصوت، فناداهم مدير الأمن الإداري وأدخلهم غرفة وأغلقها عليهم، ثم كتب بلاغًا ضدهم وقع عليه شيخ المعهد - معتمد مؤمن -، ثم أبلغ النجدة التي اصطحبتهم لقسم الشرطة، ومنه للمباحث التي قامت بالتحقيق معهم مدة لا تقل عن سبع ساعات". وأضاف تجمعنا تجمع عند القسم لاصطحاب أولادنا إلى البيت؛ إلا أن المباحث قررت أن يمضي الطلاب ليلتهم في قسم الشرطة، تمهيدًا لعرضهم على النيابة وعرض الطلاب على نيابة الأحداث، التي أصدرت قرارًا بالتحفظ عليهم مدة أربعة أيام على ذمة التحقيق. وأشار عبدالرحيم إلى أن ابنه في الصف الثانى الإعدادي وليس له أي علاقة بالأنشطة السياسية وتم اعتقاله مع كل من معاذ أشرف الحفناوي ويوسف عبدالرحمن وتم اقتيادهم للقسم ومنه إلى نيابة الأحداث، مؤكدًا أن والدته تعانى من المرض بسبب ما جرى لابنهما الذي يعرف عنه التفوق في العملية التعليمية، كما أن اعتقاله جاء بطريقة خاطئة للغاية وبظلم وافتراء على ابنه حيث لم يكن مشاركًا في أى أنشطة سياسية أو غيرها. معتقلو الكورس.. من التليفزيون المصري للسجن المهندس كريم أحمد عرفة تيرم 8 قسم ميكانيكا، أحد طلاب الأكاديمية العربية كان مسئول فريق ميكانيكا في فريق egels الذي حصل على المركز الثانى في مسابقة ROV بالأكاديمية ظهر في قناة النيل الثقافية منذ شهر ليتحدث عن موضوع تطوير المناهج ليجد نفسه في السجن، حيث ألقى القبض عليه ومعه 32 طالبًا من سنتر تعليمي بالإسكندرية أثناء حضور أحدى الكورسات ومن ضمنهم 8 طلاب هندسة لدى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. ويقول أصدقاء كريم إن ترتيبه كان الأول على دفعته على مستوى مصر والوطن العربي وإفريقيا في البرمجة وعلوم الكمبيوتر بشهادة أكبر المؤسسات العالمية كما عمل في جوجل وفيسبوك وميكروسوفت ومسئول عن تدريب فريق من المبرمجين ويشارك عالميًا في مسابقات العالم ويكرمه كل وزراء الاتصالات والتعليم ورؤساء الجامعات سنويًا. وأشار عاطف راضى أحد أصدقاء كريم، إلى أنه من أنجب الطلاب الذين أخرجتهم الجامعة المصرية، كما أنه متفوق دائمًا في مجال البرمجيات وتهمته الوحيدة هو وأكثر من 30 طالبًا في مجال الحاسب الآلى انهم كانوا يحضرون كورس تعليمى. "رفيدة إبراهيم" ... تعانى بين السجينات والتهمة حضرت امتحان "ابنتي البريئة في عنبر واحد مع الجنائيات وسط تجار المخدرات ومتهمات قضايا الآداب"، هكذا كان أولى كلمات إبراهيم نصر والدة رفيدة طالبة كلية التجارة جامعه الأزهر إحدى المعتقلات في سجن الأبعدية بدمنهور والتي حكم عليها ب5 سنوات في تهم التظاهر بدون ترخيص وإتلاف منشآت عامة. ويؤكد "والد رفيدة": "أخشى على صحة ابنتي فهي تعاني من حساسية الصدر، حيث تدهورت حالتها الصحية نتيجة إصابتها بحساسية شديدة، حيث تقيم في زنزانة ضيقة بصحبة جنائيات يدخن بشراهة، ويضربن بعرض الحائط شكواها، من معاناتها بسبب التدخين. ويضيف "رفيدة" لا تنتمي لأي فصيل ولا تشارك في مظاهرات حيث جاءت ظروف اعتقالها عقب خروجها من الامتحان نهاية العام قبل الماضي، وعلى الرغم من تقديم عدة مذكرات إلا أن رفيدة مازالت تقبع مع السجينات الجنائيات خلف الأسوار بدون تهم حقيقية. واستنكر "والد رفيدة" استمرار اعتقال نجلته على الرغم من وجود تحريات الشرطة بعدم ورود أي مذكرات تفيد بمشاركتها في أي مظاهرة أو غيرها من الأحداث. ويضيف: "زاد من صعوبة موقف رفيدة رفض إدارة السجن نقلها إلى مستشفى السجن، بل ووضع عقبات أمام دخول الأدوية التي طالبت بها طبيبة محتجزة مع رفيدة بنفس الزنزانة، إذ منعت دخول الأدوية المهمة المخصصة للحالة مكتفية ببعض المسكنات. وأشار "والد رفيدة" إلى أن الطالبات السجينات تعانين أشد المعاناة داخل محبسهن بسجن القناطر سيدات، حيث تتواجد أكثر من 70 طالبة في أحد العنابر الضيقة بالسجن، فيما تنعم السجينات الجنائيات والمتهمات في قضايا أموال عامة بممالك خاصة داخل السجن، حيث تتعامل سلطات السجن بشكل مجحف مع حرائر لم يرتكبن أي ذنب. معتقلو السحور.. وجبة واحدة تكفى لدخولك السجن ولم يكن يعرف 11 شابًا ذهبوا ليتناولوا وجبة السحور شهر رمضان الماضي أن يتم إلقاء القبض عليهم قبيل أن يتناولوا وجبتهم ليتهموا بالاعتداء على المنشآت أو على الأفراد، حتى تتحول التهمة إلى جناية أو جنحة تستوجب الحبس الاحتياطي. وتروي هبة أبو المجد، شقيقة محمد أحد المعتقلين بسجن الأبعدية في القضية التي عرفت إعلاميًا باسم قضية معتقلي السحور أنه في شهر رمضان الماضي فوجئت عائلتها بخبر اعتقال شقيقها وأصدقائه من منزل صديقه خلال تناولهم وجبة السحور في منزل أحد أصدقائه في 3 يوليو الماضي. وأشارت إلى أن قوات الأمن قامت بالاعتداء على أخي وأصدقائه وتحطيم محتويات المنزل بالكامل والحصول على الكاميرا واللاب توب والأموال التي كانت معهم، وتم اقتيادهم إلى سجن الأبعدية، حيث يقضون من يومها مدة حبسهم الاحتياطي في 10 اتهامات أهمها التظاهر بدون ترخيص وتحطيم شركة سياحية والانتماء لجماعات إرهابية.