أصبح القضاء المصري ، في ظل الانقلاب، ينظر إليه على أنه اليد التي يبطش بها الانقلابيون ، وينكل من خلاله بمعارضيه، وهذه النظرة لم تعد قاصرة على الداخل فحسب بل، بل دول العالم ينظر إليه على أنه أصبح قضاءا مسيسا. وقد وصف نشطاء وسياسيون قرار القضاء الألمانى بالإفراج عن الإعلامى بقناة "الجزيرة" - أحمد منصور - دون توجيه أى تهمة له، بأنها إشارة واضحة إلى أن أحكام القضاء المصرى غير معترف بها دوليا، وينظر إليها على اعتبار أنها مسيسة وانتقامية. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد اشتعلت بالتغريدات والتعليقات الساخرة من الحكومة المصرية والداعمين لها، وذلك عقب قرار الإفراج عن الإعلامى أحمد منصور؛ حيث إن القرار تزامن مع تأكيد أغلب الصحف ووسائل الإعلام الداعمة للسيسى ووزارة الداخلية المصرية، أن مصر كانت تنسق مع ألمانيا لتسليم أحمد منصور للقاهرة ومحاكمته على الأراضى المصرية، وهي الأخبار التى سرعان ما انهارت صحتها عقب الإفراج بشكل رسمى عن الإعلامى أحمد منصور، حسب وراء الأحداث. انتصار لحرية الصحافة وعقب الإفراج عن "منصور" اعتبر مدير قناة "الجزيرة" ياسر أبو هلالة أن الإفراج عنه يعد انتصارا لحرية الصحافة، معربا عن استغرابه من أن تضع دولة كبيرة مثل مصر كل إمكاناتها لملاحقة صحفي. وقال: "إننا لم نشك لحظة فى براءة منصور، ولكن احتجازه فى ألمانيا أحدث ضررا كبيرا"، مشيرا إلى أن محنة صحفى الجزيرة أظهرت مدى قوة القناة وقوة الإعلام النزيه. فيما لفت مراسل "الجزيرة" فى برلين إلى أن احتجاز منصور لقى تفاعلا على مختلف الأطراف بألمانيا، فشمل أحزاب المعارضة ووسائل الإعلام الألمانية، وقال إن قضية منصور أصبحت تحتل حيزا من اهتمامات الرأى العام الألماني. وفى السياق ذاته أشاد رئيس الائتلاف المصرى الألمانى لدعم الديمقراطية على العوضى بالقضاء الألماني، معتبرا أن قرار الإفراج يشكل صفعة لقادة الانقلاب فى مصر، حسب وراء الأحداث. فضيحة لمصر فيما علق الإعلامى المعروف بقناة "الجزيرة" جمال ريان، على خبر إفراج السلطات الألمانية عن أحمد منصور قائلا " الإفراج عن الزميل أحمد منصور فضيحة كبرى لمصر، لو كنت فى موقع السيسى - لا سمح الله - لعاقبت من ورّط وفضح سمعة مصر ومسح بها أرض القضاء والعدل فى العالم .. صفعة على جبين النظام". وتابع "ريان" عبر حسابه ب"تويتر" قائلا: "فليعلم العالم أجمع ومنظمات حقوق الإنسان أن هناك فى السجون والمعتقلات المصرية الآلاف من أحمد منصور محبوسين بأحكام ظالمة من القضاء الانقلابي". العالم لا يعترف بأحكام القضاء المصري واعتبر الكاتب والمحلل السياسى محمد جمال عرفة أن الإفراج عن "أحمد منصور دون توجيه أى اتهامات له يعتبر دليلا على أن العالم لا يعترف بأحكام القضاء المصري. وكتب "عرفة" عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلا: "فضلت ساكت على الغباء الإعلامى اللى عمال ينشر أن (السلطات المصرية ستتسلم أحمد منصور خلال ساعات) لغاية ما أصدر المدعى العام الألمانى، اليوم، قرار بالإفراج عنه دون أى تحقيقات أو اتهامات، عشان أقول حاجة واحدة بس وهي: (كده العالم لا يعترف بأحكام القضاء المصري) .. ببساطة كده) !. خيبة لأمنجية مصر وبشكل ساخر اكتفى الدكتور سيف الدين عبد الفتاح بالتعليق على خبر إطلاق سراح الإعلامى أحمد منصور قائلا: "أحمد منصور أفرج عنه دون توجيه أى تهمة وهو فى طريقه للدوحة.. خبتم يا أمنجية مصر؟!. بينما غرد الدكتور والداعية الكويتى طارق السويدان قائلا "أبارك لأخى الإعلامى الكبير أحمد_منصور انتصاره على باطل الانقلابيين بخروجه بدون تهمة فى ألمانيا". فيما علق الدكتور محمد محسوب الوزير السابق فى حكومة الدكتور مرسى قائلا "الحمد لله، خرج أحمد منصور مرفوع الرأس لتنتصر قيم الحرية على مؤامرات الأنظمة القمعية، وقريبا تنتصر قيم العدالة بأرض الكنانة". ضربة للسيسي أما الإعلامى حسام الشوربجى فسخر من تداول أخبار فى الإعلام المصرى تؤكد أن مصر أوشكت على تسلم أحمد منصور من ألمانيا وذلك قبل ساعات من قرار الإفراج عن "منصور". وقال الشوربجى عبر ال"فيس بوك": "أحلى حاجة إن مصراوى والشروق واليوم السابع قالت منذ ساعة، مصادر أمنية رفيعة المستوى .. ألمانيا ستسلم أحمد منصور لمصر اليوم .. خيبة السيسي". وغرد الدكتور محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف السابق قائلا "تم الإفراج عن أحمد منصور ويبقى أن تعلن ألمانيا لماذا تم القبض عليه أصلا؟ أحمد رجع بفضل الله منصورا، ويبقى السيسى مذموما مدحورا".