رحلة معاناة في "الشرقية" من أجل الحصول على كوب مياه نظيف

سادت حالة من الإستياء لدى المواطنين فى مراكز شمال محافظة الشرقية، وذلك بسبب ندرة مياه الشرب وتلوثها، ما أدى إلى اعتمادهم على مياه الجراكن غير معلومة المصدر، منذ سنين دون جدوى.
حيث يواجه الأهالي عناء شديد من أجل الحصول على كوب مياه نظيف، خالي من الشوائب، وهو ما يحدث بمدينة الإبراهيمية وسط تجاهل تام من مسئولي الانقلاب بالمدينة.
يقول إسلام محمد فوزى، من أهالى الإبراهيمية، إن مياه الشرب داخل المدينة وقراها تم تصنيفها إلى نوعين الأول بلون الشيكولاتة، نظرا لأن المياه فور نزولها من صنبور "الحنفية" تكون بها نسبة عكار كبيرة كلون الشيكولاتة، والآخر بلون الفانتا ليكون لون المياه أصفر غامق، مما دفع الأهالى إلى عدم استعمالها والبعد عنها حرصا على سلامتهم.
ويضيف محمد مجدى، رئيس برلمان شباب الإبراهيمية، أنه تم إنشاء محطة معالجة بمنطقة كفر أبو حطب، بدائرة مركز ههيا، عن طريق المنحة اليابانية لتغذى مراكز ههيا والإبراهيمية وديرب نجم، بمياه الشرب النظيفة، ولكن فوجئنا بأن العمل داخل المحطة مقصور على مركز ههيا فقط دون غيره، مما أثر بالسلب على نظافة مياه الإبراهيمية وأجوارها وجعل الأهالى يلجأون إلى شراء المياه من التجار بسعر 4 جنيهات للجركن، ولا نعلم مصدره.
ويشير علاء الصادى، من أهالى أبو كبير، إلى أن أرواح المواطنين معلقة بيد المسؤولين، مطالبا القائمين على مياه الشرب والصرف الصحى بتشديد الرقابة على محطات المياه حتى لا نواجه أشخاصا بأعينهم ويكون الأمر به نوع من التعنت بين المواطن والموظف بالمحطة، مع العلم بأننا نشترى الفلاتر لتنقية المياه حرصا على أرواحنا وأرواح أبنائنا.
ويؤكد عبدالعزيز البطل، من أهالى الحسينية، أن خط مياه الشرب المغذى لقريته وتوابعها، التى يتعدى سكانها نحو 10 آلاف نسمة، تم إنشاؤه منذ عام 2006 بطول 12 كيلو مترا، إلا أنهم فوجئوا بانقطاع كامل للمياه وعدم وصولها إلى القرية منذ سنوات، وأن القرية بها وحدة صحية مجهزة بأحدث الأجهزة، إلا أن معمل التحاليل وعيادة الأسنان متوقفان عن العمل بسبب انقطاع المياه عنهما.
ويوضح محسن راضى، "مزارع"، أحد أهالى مركز صان الحجر، أن المياه ملوثة ولا تصلح للمواشى، مع العلم أن المواشى فى البلاد المجاورة لنا تشرب مياها عذبة وتلوث المياه وكثرة الشوائب بها عرضت الكثير من المواطنين للإصابة بأمراض الفشل الكلوى والأوبئة المختلفة.
ويقول إنه تم عرض الأزمة على محافظ الشرقية السابق فى شهر إبريل من العام الماضى، ووعد بإدراج المشروع ضمن خطة يوليو للعام الحالى، ولكن لم يتم تنفيذ أى وعد حتى الآن.
ومن جهته، يؤكد الدكتور صلاح بيومى، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن خدمة مياه الشرب بمنطقة شمال الشرقية تعانى من بعض المشاكل من حيث الضغط والكمية، نظراً لطبيعة توزيع هذه المراكز ومساحتها وخاصة مركز الحسينية.