فى الوقت الذى مازالت وزارة الصحة مترددة فى إتخاذ قرار بتطعيم جميع الأطفال دون سن السادسة باللقاح المضاد لفيروس «AH1N1»، المعروف بمرض أنفلونزا الخنازير، قررت البدأ فى تطعيم نحو 5 ملايين من طلبة المدارس والجامعات باللقاح كمرحلة أولى، وهو القرار الذى أصدره د. أحمد نظيف، رئيس الوزراء وتسبب فى نوع من القلق بعد تراجع الوزارة عن تحذيراتها السابقة بشأن تطعيم من هم تحت سن ال16، فيما طمأن خبراء المواطنين بشأن ذلك الإجراء، مؤكدين أمان وسلامة اللقاح. كما بدأت الوزارة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، فى مخاطبة الشركات المنتجة للقاح وبعض الدول الأوروبية التى لديها فائض من اللقاح، لاستيراد نحو 4 ملايين جرعة منه، للبدء فوراً فى تطعيم التلاميذ والطلاب، بالإضافة إلى السيدات الحوامل والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وقالت مصادر مطلعة، إن بعض مسؤولى الوزارة يتحفظون على تطعيم الأطفال دون سن السادسة، نتيجة لعدم وجود الدراسات العلمية والأبحاث الإكلينيكية الكافية عن أمان وسلامة اللقاح بالنسبة للأطفال فى تلك السن، غير أن الدكتور عادل خطاب، مستشار وزير الصحة للأمراض الصدرية، أكد أنه من الناحية العلمية فإن الدراسات، حتى الآن، تنصح بعدم تطعيم الأطفال تحت 3 سنوات، أما الأطفال من 3 إلى 6 سنوات فلا خوف عليهم، رغم أن بعض الدول، مثل كندا، تحظر تطعيم من هم دون ال6 سنوات، وأوضح «خطاب» أن الخلاف ثار حول إعطاء التطعيم للأطفال بمحفز من عدمه، واستقر الرأى على إعطائه لهم حتى سن ال12، بمحفز لأن الجهاز المناعى لديهم يكون ضعيفاً، مع ضرورة أن يكون التطعيم المقدم لهم على مرحلتين، مشيراً إلى أن قرار الحكومة جاء بعد الانتشار السريع للفيروس داخل المدارس، وتداعيات ذلك على عدم انتظام الدراسة بسبب إغلاق المدارس وتأجيل الامتحانات. وقال الدكتور عبدالهادى مصباح: «ليس هناك أى داع للقلق من اللقاح الذى ثبتت سلامته وفاعليته»، مضيفاً أن «التضارب» و«اللخبطة» بين منع تطعيم من هم أقل من 16 سنة والسماح به الآن، كانا خلال الفترة الأولى لظهوره، ونظراً لعدم التأكد من سلامته بعكس ما يحدث حالياً، والدليل أنه لم تثبت أى أعراض جانبية خطيرة له». وفسر الدكتور أحمد عبدالعزيز، أستاذ الصيدلة الإكلينيكية فى جامعة حلوان، المستشار العلمى لمعامل أيدى سان بفرنسا، التناقض فى تحذيرات الوزارة، بأن التجارب أثبتت أن اللقاح آمن وسليم، ولا توجد أعراض جانبية، وبالتالى فلا خوف من تطعيم التلاميذ به، ودلل «عبدالعزيز» على ذلك بالمخاوف التى أثيرت حول تطعيم الحجاج ولم تحدث أى مشكلة صحية لمن تناولوه.