تنتظر بابا الفاتيكان بيندكت السادس عشر سلسلة فعاليات تنديدية بمواقفه خلال زيارته إلى تركيا الأسبوع المقبل، وهو ما حدا بالشرطة التركية إلى مناشدة مواطنيها ضبط النفس. ودعت قوى سياسية ومجتمعية تركية إلى التظاهر في الميادين التركية تنديداً بزيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية، التي تبدأ في الثامن والعشرين من نوفمبرالجاري، وتستمر حتى الأول من ديسمبر المقبل. وقد بدأت بعض الفعاليات التنديدية بالفعل، وما لفت الانتباه منها قيام قرابة أربعين محتجاً بالاعتصام في مسجد آيا صوفيا الذي حوّلته الجمهورية التركية إلى متحف سنة 1935، وهو ما ردّت عليه الشرطة بالتدخل وفض الاعتصام. وسيكون مسجد أيا صوفيا من المحطات التي تتضمنها زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة. وأعلنت الشرطة في غضون ذلك إنه ينبغي "عدم التمادي" في الفعاليات التنديدية بزيارة البابا، وسط مخاوف المراقبين محلياً من استخدام العنف لفض المظاهرات المرتقبة. وينظر بعض المراقبين إلى زيارة بابا الفاتيكان إلى تركيا المسلمة باعتبارها مؤشراً حساساً على مدى عمق الأزمة بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الإسلامي، والتي اندلعت في سبتمبر الماضي عبر إساءات وجهها بيندكت السادس عشر للدين الإسلامي وللمقام النبوي الشريف. ورفض الفاتيكان التراجع عن ذلك الموقف محاولاً التغطية عليه بالتواصل الدبلوماسي، لكنّ العلماء المسلمين أعلنوا عدم جدية الفاتيكان وأكدوا انهيار الحوار الديني مع الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر أنّ بابا الفاتيكان الحالي جاهر برفضه الصريح لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما تبرِّره قيادة الكنيسة الكاثوليكية بمسألة "الحفاظ على الهوية الأوروبية".