في سوريا.. المعارضة سيطرنا على غالبية معاقل بشار الأسد، الأسد محاصر ويترنح "تقدم مذهل نحو انتصار الثورة السورية"، أيام قلائل ويظهر التنظيم معلناً سيطرته على أكثر من نصف سوريا، ويتجه نحو إسقاط المدن التي يسيطر عليها الجيش الحُر في دير الزور وحمص.. الوضع مشابه في ليبيا، قوات الفجر والمعارضة وثوار ال17 من فبراير، يسيطرون على طرابلس وبنغازي وغالبية المناطق الحيوية، وحينما اقتربوا من تحقيق نجاح ثورتهم، ظهر "داعش" في سرت وإقليم برقة، ويعلن قتاله لقوات الفجر.. وكذلك الحال في العراق، فبعد أن استقرت العراق لبعض الوقت، وبدأت العشائر السنية في استعادة مكانتها، ظهر تنظيم "داعش" وظل يتمدد حتى استولى علي غالبية المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية وكذلك محافظة الأنبار والرمادي، ليصبح على أبواب العاصمة العراقيةبغداد. الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض البلدان العربية التي ظهر بها التنظيم المسلح "داعش"، أكدت أمرين أولهما: ارتباط التنظيم بتقدم المعارضة في تلك البلدان، وثانيهما: زحف التنظيم على النفط وثروات تلك الدول. وارتبط تمدد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الأونة الأخيرة، بتقدم المعارضة في البلدان التي اقتربت فيها من الحكم خصوصاً في البلدان العربية التي شهدت أراضيها موجة ثورات الربيع العربي، فمن سوريا إلى العراق وصولاً إلي ليبيا، تتقدم المعارضة ويتمدد "داعش".. هكذا وصفت التحركات التي قادها التنظيم المسلح في غالبية الدول العربية التي ظهر بها. تنظيم مسلح تنظيم "داعش"، بات وكأنه لغزًا يحيّر الجميع، لا يعرف من هو؟ وما أهدافه؟ ولماذا يحارب السُّنّة رغم أنه ينتمي إليهم؟ التنظيم المسلح، ظهر في السابع من يوليو لعام 2014، في سورياوالعراق، عبر رسالة من أمير تنظيمه أبي بكر البغدادي، معلنًا نفسه خليفة للمسلمين، ولم يمر سوى بعض الأيام إلى أن أعلن التنظيم استهداف العشائر السنية التي خرجت ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقتلت مئات السنة من قبيلة البوفهد والبونمر، فكانت أولى الألغاز التي تركها التنظيم في العراق. مقاتلون للجيش السوري الحر ومن العراق إلى سوريا، فالموقف لم يتغير، "فداعش" ظهر في سوريا، في نفس توقيت ظهوره بالعراق، حتي إنه اتخذ نفس موقفه من ثوار سوريا والجيش السوري الحُر الذي يقاتل شبيحة بشار الأسد، فأعلن التنظيم، استهداف بعض قيادات الجيش الحُر، وبدأ في قتالهم بعدما أعلنت بعض قيادات التنظيم في أكتوبر من العام الماضي، تحالفها مع جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ضد الجيش الحُر. ومع تقدم المعارضة السورية في الأونة الأخيرة في جسر الشغور والقلمون وحمص واللاذقية، ومع الحديث عن اغتيال بشار الأسد وسقوط مقاتليه في المعارك الأخيرة، سرعان ما أعاد تنظيم "داعش" تمدده في غالبية المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة. وأعلن "داعش" سيطرته على مدينة تدمر الأثرية وبعض المناطق القريبة من دمشق، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش " تمكن من السيطرة على أكثر من 50% من مساحة الأراضي السورية، إثر هجمات نفذها منذ إعلانه "دولة الخلافة" في ال 28 من شهر يونيو من العام الماضي 2014 . وحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، "بات التنظيم، بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية السورية، يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع، من المساحة الجغرافية لسوريا، ويسيطر ويتواجد في تسع محافظات سورية، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، إضافة لوجود موالين له في محافظة درعا". قوات فجر ليبيا وكذلك الحال في ليبيا، التي ظهر بها داعش في ال 19 من نوفمبر الماضي بمدينة درنة بإقليم برقة الليبية، ثم تمدد في سرت، فليبيا بعد ثورة 17 فبراير التي أسقطت نظام معمر القذافي، وبدأ الثوار في السيطرة علي الدولة لتحقيق أهداف ثورتهم، حتى جاء الجنرال العسكري خليفة حفتر والذي أعلن عن عملية عسكرية أسماها الكرامة. وبعد 6 أشهر من العملية العسكرية، ومع قرب تفوق قوات فجر ليبيا وثوار 17 فبراير، ظهر التنظيم لأول مرة في ليبيا، في 19 نوفمبر من العام الماضي، وبدأ يتمكن في بعض المدن الليبية ويسقطها واحدة تُلو الأخرى. موانيء النفط وارتبط أيضًا وجود تنظيم "داعش" في البلدان العربية، بوجود النفط، ففي العراق كانت السيطرة علي غالبية حقول النفط في كركوك وديالي وصلاح الدين، وكذلك الحال في سوريا، حيث سيطر التنظيم على حقول النفط في سوريا وبيعها واستغلالها في حربه الدائرة هناك، وفي ليبيا اتجه داعش في الآونة الأخيرة إلى حقول نفط السدرة بحقل المبروك النفطى بالقرب من ميناء السدرة بمدينة سرت، وتزامن مع اتجاه التنظيم نحو حقل المبروك، اتجه أيضاً إلى حقل الباهى والظهرة النفطي. مجموعات لتنظيم داعش الدكتور عبد الخبير عطا أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط قال إن تنظيم الدولة "داعش" سيظل لغز يصعب الكشف عن هويته وأهدافه؟ لكنه أيضاً هو أحد العلامات المؤثرة في إرباك الوطن العربي عقب ثورات الربيع العربي، مضيفاً أن علاقة تقدم المعارضة بتمدد التنظيم يؤكد غموض "داعش". وأوضح الخبير العسكري أن داعش على أبواب الأردن، وأن الأيام القادمة سيظهر التنظيم بقوة في المملكة، وسيعقبه تصريحات إسرائيلية عن ضرورة صد التنظيم ومواجهته، ومطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمحاربته، ثم يتفكك الأردن وينضم لباقي الدول التي ظهر بها التنظيم. وتابع: علاقة "داعش" بالخارج غير واضحة في العلن، لكنها في الخفاء علاقة جيدة، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تساعد التنظيم على التمدد بشكل مباشر كما حدث من قبل مع أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في أفغانستان، لكن الخطر هنا هو خروج "داعش" من تحت عباءة أمريكا، وهو ما بدأ بالفعل من بعض قيادات التنظيم في سورياوالعراق. وأضاف: الملفت للنظر هي تصريحات الولاياتالمتحدةالأمريكية بتمدد التنظيم في العراق، خصوصاً في الأنبار، وحديثه عن انهيار الجيش العراقي الذي قد يحتاج لجيل كامل حتى يقف على قدمه. مؤامرة أمريكية بدوره قال اللواء نبيل ثروت الخبير العسكري: إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من صنعت داعش، متسائلاً من يمول التنظيم المسلح؟ ، مضيفاً أن التنظيم مؤامرة أمريكية صنعت لتقسيم الدول العربية. وأوضح الخبير العسكري في تصريحات سابقة أنه لا ثقة في الولاياتالمتحدة وقراراتها، قائلاً إن ما يحدث في البلدان العربية هي مؤامرة أمريكية لإسقاط العرب وتقسيم دولهم. وتابع: أن ارتباط داعش بالنفط، محاولة للسيطرة علي مقدرات البلدان التي يظهرون بها، لافتاً أن النفط المرمي الأول لنفوذ داعش في البلدان العربية. يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تمدد في المدن التي أعلن التظيم وجوده بها، في سورياوالعراق وليبيا.