من سوريا إلى العراق وصولاً إلى "ليبيا".. أينما وُجِدت الثورات والنفط، يظهر داعش، هكذا وصفت التحركات التي قادها التنظيم المسلح في غالبية الدول العربية التي ظهر بها. تنظيم "داعش"، بات وكأنه لغزًا يحيّر الجميع، لا يعرف من هو؟ وما أهدافه؟ ولماذا يحارب السُّنّة رغم أنه ينتمي إليهم؟ التنظيم المسلح، ظهر في السابع من يوليو لعام 2014، في سورياوالعراق، عبر رسالة من أمير تنظيمه أبي بكر البغدادي، معلنًا نفسه خليفة للمسلمين، ولم يمر سوى بعض الأيام إلى أن أعلن التنظيم استهداف العشائر السنية التي خرجت ضد الأمريكان، وقتلت مئات السنة من قبيلة البوفهد والبونمر، فكانت أولى الألغاز التي تركها التنظيم في العراق. العراقوسوريا ومن العراق إلى سوريا، فالموقف لم يتغير، "فداعش" ظهر في سوريا، في نفس توقيت ظهوره بالعراق، حتي إنه اتخذ نفس موقفه من ثوار سوريا والجيش السوري الحُر الذي يقاتل شبيحة بشار الأسد، فأعلن التنظيم، استهداف بعض قيادات الجيش الحُر، وبدأ في قتالهم بعدما أعلنت بعض قيادات التنظيم في أكتوبر من العام الماضي، تحالفها مع جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ضد الجيش الحُر. وكذلك الحال في ليبيا، التي ظهر بها داعش في ال 19 من نوفمبر الماضي بمدينة درنة بإقليم برقة الليبية، ثم تمدد في سرت وهو الآن على أبواب مصراته، فليبيا، بعد ثورة 17 فبراير التي أسقطت نظام معمر القذافي، وبدأ الثوار في السيطرة علي الدولة لتحقيق أهداف ثورتهم، حتى جاء الجنرال العسكري خليفة حفتر والذي أعلن عمّا يسمى بعملية الكرامة، في محاولة منه القضاء علي الإسلاميين. فجر ليبيا ومع قرب تفوق قوات فجر ليبيا وثوار 17 فبراير، على بقايا نظام القذافي، ظهر تنظيم داعش لأول مرة في ليبيا، في 19 نوفمبر من العام الماضي، وبدأ يتمكن في بعض المدن الليبية ويسقطها واحدة تُلو الأخرى. وارتبط أيضًا وجود تنظيم "داعش" في البلدان العربية، بوجود النفط، ففي العراق كانت السيطرة علي غالبية حقول النفط في كركوك وديالي وصلاح الدين، وكذلك الحال في سوريا، وليبيا، حيث سيطر التنظيم على حقول النفط في سوريا وبيعها واستغلالها في حربه الدائرة ضد المعارضة. وفي ليبيا، فيتجه الآن تنظيم داعش إلى حقول نفط السدرة، حيث قال مصدر عسكرى بقوة حماية حقل المبروك النفطى بالقرب من ميناء السدرة بمدينة سرت، بأن مسلحى تنظيم "داعش" هاجموا حقل الباهى النفطي، حيث أن حقول "الظهرة والباهى والمبروك" هى حقول نفطية قريباً جداً من بعضها البعض، وفقاً لوكالة (أ ش أ). حكام العرب الخبير العسكري اللواء عبد الحميد عمران قال إن اتجاه تنظيم داعش لحقول النفط في البلدان التي يعلن تواجده بها، أمر منطقي، فهو يريد استغلال تلك الحقول وتسخيرها لمساعدته في شراء السلاح، واستمرار القتال. وأوضح الخبير العسكري" أن تشبث الحكام العرب واستخفافهم بعقول شعوبهم، تسبب في وجود حالة انتقام من بعض المضطهدين، تجاه دولهم، كما حدث في بعض البلدان مثل ليبيا، قائلاً إن داعش تنظيم محنك سياسياً وعسكرياً، ولديه القدرة علي مواصلة القتال في عدة مناطق في آن واحد. وتابع: أن دعم داعش عسكرياً، ووقوفهم ضد بعض ثورات الربيع العربي يرجع إلى رفض غالبية الدول خاصة العربية لوجود ربيع عربي في المنطقة العربية. أمريكا تمول داعش بدوره قال اللواء عبد القادر ثروت الخبير العسكري: إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من صنعت داعش، متسائلاً من يمول التنظيم المسلح؟ ، مضيفاً أن التنظيم مؤامرة أمريكية صنعت لتقسيم الدول العربية. وأوضح الخبير العسكري ل"مصر العربية" أنه لا ثقة في الولاياتالمتحدة وقراراتها، قائلاً إن ما يحدث في البلدان العربية هي مؤامرة أمريكية لإسقاط العرب وتقسيم دولهم. وتابع: أن ارتباط داعش بالنفط، محاولة للسيطرة علي مقدرات البلدان التي يظهرون بها، لافتاً أن النفط المرمي الأول لنفوذ داعش في البلدان العربية. وارتبط ظهور تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في كلٍ من سورياوالعراق وليبيا، بمحاربة قيادات المعارضة في البلدان التي اقتربت فيها من الحكم، خصوصاً في البلدان العربية التي شهدت أراضيها موجة ثورات الربيع العربي.