كثرت التوقعات والتكهنات بشأن ملامح القوة العربية الموحدة التي يتم تشكيلها الآن؟ وإمكانية نجاحها؟ وأي الدول التي ستتزعمها؟ وأهدافها؟.. فالاجتماعات تتوالى واحداً تلو الآخر ولازال التوافق بين القادة العسكريين غائباً بحسب مراقبين. القوة العربية المشتركة ستظل حديث الشارع العربي لفترة طويلة، خصوصاً مع تزايد الصراعات داخل غالبية البلدان العربية والتي قد تنتظر تشكيل تلك القوة لمساعدتها في تحقيق استقرارها. مهام غامضة المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم ل"مصر العربية" أن الغموض وعدم التوافق بين قادة الأركان يسيطر على تشكيل القوة العربية المشتركة، موضحين أن اجتماعات القاهرة قد تستمر لأسابيع. الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء نبيل فؤاد قال، إن قادة الجيوش العربية إلى الآن لم تتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تشكيل القوة المشتركة، مضيفاً أن الإجتماع يغلب عليه تردد من بعض ممثلي الدول المشاركة بشأن شروط وأهداف تلك القوة. وأوضح الخبير العسكري ل"مصر العربية" أن تشكيل قوة عربية موحدة ليس أمراً سهلاً، مشيراً إلى أن هناك أسئلة هامة يجب الإجابة عليها.. ما هو الهدف الحقيقي من تلك القوة؟ وما هي مهامها؟ وما هي مصادر تمويلها؟ وأماكن تواجدها؟، وبالتالي فالإجابة على تلك التساؤلات سيحدد مصير هذا التشكيل. وتابع: القوات التي سيتم تشكيلها يجب أن تكون قوات خفيفة الحركة، مثل قوات الإنتشار السريع، وأيضاً تكون قوات رئيسية مشكلة من دبابات وآليات عسكرية، هذا إلى جانب القوات الجوية والبحرية. ولفت أن غياب التوافق الكامل على تشكيل القوة المشتركة يجعل الغموض يسيطر على مصيرها، متسائلاً هل تلك القوة ستتدخل في الأزمات الخارجية أم الداخلية للبلدان الأعضاء؟ وماذا لو حدث تمرد من جانب مواطني بعض الدول مثل ما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا؟. أمر ضروري بدوره قال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد علي بلال، إن الجيش العربي المشترك بداية لتوحد البلدان العربية عسكرياً، مضيفاً أن استمرار تفعيل القوى العربية المشتركة أمر ضروري. وأوضح الخبير العسكري في تصريحات سابقة ل"مصر العربية" أن "هناك سيناريوهان، ستسير عليها الدول العربية، الأول: تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وعمل حلف عربي مكون من مجموعات من القوات العربية، والثاني: أن يتم اختيار دولة عربية للتدريبات وأعداد غرف للعمليات ويتم فيها تجميع كل قوات التحالف العربي ليتم تدريبهم وثقلهم عسكرياً." وأشار إلى أن تحديد مهمة القوة العربية المشتركة، سيحدد مدى قوتها وتأثيرها في المنطقة، لافتاً أن تلك القوة العربية يجب أن تكون تحت قيادة مشتركة ولا يمكن أن تكون تحت قيادة دولة بعينها، حتى لا يحدث اختلاف بين صناع قرارها. جانب من اجتماع رؤساء الأركان العرب وقال اللواء طلعت موسى الخبير العسكري والاستراتيجي، إن القوى العربية الموحدة تهدف إلى لم الشمل العربي، مضيفاً أن كيفية تنفيذ تلك القوى على أرض الواقع، ترجع إلى القيادة العسكرية التي قد تقوم بتلك المهمة. وأوضح الخبير العسكري ل"مصر العربية" أن آليات تنفيذ تلك القوى، لم تتحدد بعد، لكن بكل تأكيد، أنه عقب دخولها حيز التنفيذ، فستتشكل تلك القوى من كل الدول العربية، كما أنها ستختلف في نوع القوات المشتركة، من الصاعقة والمظلات وغيرها، أيضاً ستختلف في نوع الطائرات الحربية والناقلة للمقاتلين. وعن أماكن تلك القوى، هل ستتمركز في دولة واحدة أم في عدة دول؟ أشار موسى إلى أنه إلى الآن لم تحدد دولة لتلك المهمة، كما أن المهام التي ستقوم بها تلك الدول ستكون ضد الإرهاب الأسود الذي يطول تلك البلدان. وتابع أن الجيش العربي الموحد قادر على دحر الإرهاب في المنطقة العربية، إذا ما توحدت تلك القوى على قلب رجل واحد. تهديدات إرهابية ويجتمع رؤساء أركان الجيوش العربية، بمقر الجامعة العربية، لاستكمال مناقشة تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية. وكانت القمة العربية بشرم الشيخ اعتمدت قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء قوة عربية مشتركة، حيث دعا القادة العرب رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع بهدف بحث آليات إنشائها، بهدف خدمة القضايا العربية المشتركة، وحماية الأمن القومي العربي. ويترأس 20 قائدًا عسكرياً وفود بلادهم وهم (مصر، الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، جيبوتي، والسعودية، السودان، الصومال، العراق، عمان، فلسطين، قطر، جزر القمر، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، موريتانيا واليمن). مندوب الجزائر بينما يرأس وفد الجزائر سفيرها بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، وظل مقعد سوريا شاغرًا تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا منذ 2011. ويشارك في حضور الاجتماعات الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، وذلك بعد أن كلفته القمة العربية الأخيرة بالتنسيق مع مصر لدعوة لجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع بشأن تشكيل القوة المشتركة. وكان رؤساء أركان الجيوش العربية أكدوا في اجتماعهم الأول ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة وعلى أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة، كما شدد رؤساء الأركان على ضرورة الاستجابة لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإداراتها وإيجاد التسويات اللازمة لها وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية. وفي تصريحات سابقة قال مسؤولون مصريون أن القوة العربية المشتركة ستتكون من 40 ألف جندي من قوات النخبة، في البلدان العربية، وسيكون مقرها في الرياض، وستدعمها طائرات حربية، وسفن حربية، ومدرعات خفيفة، وفقاً ل "أسوشيتدبرس". مصر العربية