أكد خبراء إستراتيجيون أهمية الإسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة التى أقرتها القمة العربية الأخيرة فى شرم الشيخ لتكون رادعا للتنظيمات الإرهابية وأداة موحدة فى مواجهة المخططات والمؤامرات التى تحاك لدول المنطقة العربية للنيل من مقدراتها وثرواتها وتقسيمها إلى دويلات . وفى هذا الإطار وتنفيذا لقرار القمة العربية الأخيرة فى شرم الشيخ التى ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل هذه القوة العربية المشتركة لدحر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وفى صدارتها تنظيم "داعش" الإرهابي، تستضيف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "الأربعاء" اجتماع رؤساء أركان القوات المسلحة فى الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية للنظر فى تنفيذ قرار القمة العربية الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة ومناقشة المهام المنوطة بهذه القوة العربية المشتركة وكيفية تمويلها. ومن المقرر ان يناقش الاجتماع الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها على أن يتم عرض نتائج أعماله على القادة العرب بواسطة لجنة تضم رئاسة القمة الحالية (مصر) والسابقة (الكويت) والقادمة (المغرب)، فى غضون الثلاثة أشهر المقبلة، على اجتماع مجلس الدفاع العربى المشترك لإقرارها . وفى هذا السياق شهدت أروقة الأمانة العامة للجامعة العربية على مدى اليومين الماضيين الاستعدادات الخاصة لاستضافة الاجتماع والترتيبات اللوجيستية والأمنية الخاصة فى هذا الشأن . وكانت القمة العربية فى دورتها العادية ال 26 بشرم الشيخ يوم 29 مارس الماضى اعتمدت قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء "قوة عربية مشتركة " ودعا القادة العرب رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع خلال شهر لبحث آليات إنشائها، بهدف "خدمة القضايا العربية المشتركة." وكلفت القمة العربية الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى بالتنسيق مع مصر لدعوة لجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت إشراف رؤساء اركان القوات المسلحة بالدول العربية للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة جميع جوانب الموضوع بشأن تشكيل القوة المشتركة . من جانبه أكد اللواء الدكتور سامى كاشور الوزير المفوض مدير الشئون العسكرية بالجامعة العربية سابقًا على أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة فى ظل التحديات الخطيرة التى تواجه دول المنطقة العربية خاصة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن . كما شدد على أهمية تفعيل معاهدة الدفاع العربى المشترك كانطلاقة لهذه القوة لمنع أى تدخل خارجى مشيرا إلى أن عدم تفعيلها يرجع للاتفاقيات الثنائية العربية العربية من جهة واتفاقيات بعض الدول العربية والأجنبية مما حال دون تفعيلها منذ التوقيع عليها. وأشار إلى أن توافر الإرادة السياسية لتفعيلها أمر ضرورى لمواجهة الإرهاب الذى يستهدف المنطقة والعمل على إعداد قوة عسكرية عربية للتدخل السريع لمواجهة المخاطر التى باتت تمس كل بلد عربى وفى صدارتها الإرهاب، ومن ثم سيكون اجتماع رؤساء أركان القوات المسلحة العربية انطلاقة حقيقية نحو تحقيق هذا الهدف وتبادل الخبرات والمعلومات والتعاون الاستخباراتى من أجل حماية وصون استقرار أمن دول المنطقة. من جهة أخرى اعتبر مراقبون أن اتفاق مصر والسعودية على تشكيل لجنة لتنفيذ "مناورة إستراتيجية كبرى" على الأراضى السعودية بمشاركة خليجية بعد محادثات تناولت التقدم فى حملة الضربات الجوية على الحوثيين أمر مهم ويصب فى صالح الدور المنتظر والمتوقع للقوات العربية المشتركة للحفاظ على سيادة واستقرار الدول العربية. ويأتى هذا الاتفاق فى اطار التقارب بين مصر والسعودية فى مجال التعاون العسكرى وخطوة مهمة على الأرض نحو تشكيل قوة عربية مشتركة تعتبرها القاهرة ضرورية لمواجهة الأخطار التى باتت تهدد الدول العربية. وتهدف المناورة بحسب خبراء إلى رفع المستوى القتالى لدى جيوش المنطقة ورسالة لباكستان وتركيا والغرب وإيران بأن العرب قادرون على حماية أنفسهم .