أكد "روبرت تيرنر" مسئول عمليات وكالة "الاونروا" في قطاع غزة إنه وفي حال بقيت الوتيرة الحالية لإعادة إعمار قطاع غزة من حيث السرعة وضخ الأموال اللازم لها، فإن غزة لن تُبنى أبدًا, وذالك خلال لقاء مع الصحفيين بمقر "أونروا" بمدينة غزة الخميس. وتابع"أننا لا نرى اي تغيير بخصوص الوضع العام للناس في غزة وخارجها، كما أن لدى هؤلاء الناس حالة إحباط وغضب، وأنا أشاركهم هذا الشعور، لأن المدى الذي تسير فيه عملية الإعمار بطيء جدًا، وكذلك الأمر بالنسبة لعملية السلام". وزاد "بعد مرور 8 أشهر على وقف إطلاق النار بغزة، لم تتم إعادة بناء ولو مسكن واحد مدمر كليًا في غزة، ولقد تلقت الوكالة تمويلاً فقط لإعادة بناء 200 من أصل 9161 مسكنًا من مساكن اللاجئين الفلسطينيين التي تم تقييمها بأنها مدمرة بشكل كامل". وفى اجابته عن سؤال حول مشروع ضخم تقدمت به "أونروا" للمانحين قال تيرنر : "هناك أسباب جعلت هذه الأموال لا تصل إلى غزة، وأحد أهمها أن ما تم التعهد به في مؤتمر الإعمار، كان معظمها لمشاريعه قائمة وموجودة سابقًا" وتابع "بغض النظر عما يشوب تفكير الجهات المانحة تجاه الوضع بغزة، لا يجب أن يعاقب أهل غزة على ذلك، لأننا نتحدث عن عمل إنساني، ولذلك لا يجب أن يعاني أهل غزة من صراع ولعبة سياسية". كما قال "أرى أن الصراع لا يجب بل لا يؤثر كثيرًا على الجهات المانحة، ولكن الوضع السياسي القائم على صعيد المصالحة الفلسطينية الداخلية، يمكننا أن تحدث عن أثره بشكل كبير، خاصة في ظل فجوة سياسية في الحكومة بغزة". وأشار إلى "أن وإذا لم تزد وتيرة العمليات من حيث البناء وإرسال الأموال لإعمار غزة، فإننا لن نستطيع بناء غزة أبدًا، كما أنه لا يوجد أموال كافية لنفعل شيئًا بغزة". وفي هذا الإطار، أشار إلى أن 60 ألف عائلة متضررة من العدوان الأخير على غزة تلقت المساعدات الخاصة بها بما يتعلق باصلاحات منازلها، مشيرًا إلى أن ألمانيا هي الجهة الأكبر الداعمة في عملية الإعمار، وقد تعهدت أمس بمبلغ 41 مليون دولار، بالإضافة إلى دفعها 175 مليون دولار. ونوه إلى أن 11 ألف و500 أسرة لاجئة أصحت مساكنها غير صالحة للسكن تلقت الدفعة الأولى من مخصصات بدل الإيجار، ولكن نظرًا لنقص الأموال الذي تواجهه الوكالة فهناك 322 أسرة لم تتلق مخصصات بدل الإيجار للفترة ما بينسبتمبر حتى ديسمبر من العام2014. كما لم تتلق 40 ألف و524 أسرة الدفعة الأولى لإصلاح منازلها، وما تزال 6.018 أسرة تنتظر الدفعة الثانية من هذه الأموال، بحسب تيرنر. وفي موضوع المساعدات، أكد تيرنر أن الوكالة تعتزم البدء بنظام تقييم الفقر في قطاع غزة للأسر اللاجئة نهاية مايو الجاري، قائلاً "قمنا بتجديد وتطوير النظام الذي نقوم عبره بجمع البيانات والمعلومات، حيث سيكون نظام ناجع". وعن نتائج التحقيق الأممي في ارتكاب "اسرائيل" جرائم حرب في مدارس الوكالة خلال العدوان الأخير، قال تيرنر: اللجنة اتخذت عدة توصيات في هذا الأمر، وستتخذ الخطوات اللازمة فيما بتعلق بها.