مساومة دنيئة أخرجها عباس كامل في قضية التخابر الملفقة التي يحاكم عليها الرئيس مرسي فقد خرج "عباس كامل" حسب مصادر مطلعة ملوحا بتلك الأحراز الهزلية في وجه التسريبات ويبدو أن هذا الشعار قررت الأجهزة السيادية في مصر رفعه مؤخرًا، لتخفيف حدة آثار التسريبات التي خرجت من مكتب السيسي بعد انقلاب 3 يوليو 2013 على الرئيس مرسي. ورصد متابعون خلال الفترة الأخيرة تعامل وسائل الإعلامي الموالية للسلطة في مصر مع "الأحراز" التي تنسبها النيابة للرئيس مرسي خلال جلسات محاكماته، على أنها تسريبات خطيرة ووثائق سرية كشفتها فقط تحريات النيابة، رغم أنها في أغلبها ملفات عادية قد لا تكون لها علاقة من قريب أو بعيد بأصل القضايا التي يحاكم فيها الرئيس مرسي، بل وقد تكون أحراز تدعو للسخرية والضحك في نفس الوقت. ويرى مراقبون أنه بغض النظر عن حقيقة نسبة تلك الأحراز للرئيس مرسي أم لا، فقد كان يتوجب على الدولة التعامل معها بشيء من الجدية والكتمان، على اعتبار أنها في آخر الأمر أحد أسرار الدولة وضمن الوثائق التي ينبغي ألا تخرج للإعلام على اعتبارها أمنًا قوميًّا مصريًّا، إلا أن من بيده صناعة القرار رأى أن تخرج تلك الأحراز وأن تكون مشاعًا بين الناس لعلها تنسيهم فضائح التسريبات الخطيرة التي خرجت من مكتب المشير عبدالفتاح السيسي قبل وبعد الانقلاب العسكري. و تم رصد أبرز وأغرب الأحراز التي تم الكشف عنها خلال قضايا محاكمة الرئيس مرسي والتي لم ترتبط من قريب أو بعيد بقضية اتهامه بالتخابر مع "قطر" والتي جاءت كالآتي: خطة لحل المحكمة الدستورية ومن حين لآخر تظهر أحرازا جديدة في قضية "التخابر مع قطر"، المتهم فيها الرئيس محمد مرسي و9 آخرون من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والتي تحتوي على العديد من المفاجآت، وتعتبر جديدة على ساحة القضاء المصري، وخاصة في القضايا ذات الطابع السياسي. آخر تلك الأحراز المثيرة للجدل ما تضمنته أحراز اليوم الخميس 7 مايو 2015 من خطاب يحمل اسم وزير شؤون المجالس النيابية محمد محسوب، موجه للرئيس مرسي يتضمن بديلين لمقترح "إعلان دستوري" يكون بدعوة الناخبين للاستفتاء على دستور جديد وما يتعلق به من إجراءات وأحكام وقتية. وبحسب ما كشفت عنه النيابة فإن الاقتراح "المحرز" يتكون من 5 مواد تنص الأولى منه على دعوة الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد المعد من الجمعية التأسيسية، ومادته الثانية على حل المحكمة الدستورية العليا وإعادة تشكيلها بقرار من رئيس الجمهورية بعد انتهاء إجراءات الاستفتاء، ومادته الثالثة على وقف نظر القضايا المتعلقة بالإعلانات الدستورية، فضلاً عن تحديد تاريخ العمل بالدستور باليوم التالي ليوم الموافقة عليه، ونصت المادة الخامسة على بدء الانتخابات التشريعية خلال شهرين من تاريخ موافقة الشعب على الدستور الجديد. كتاب للمخابرات ضمن الأحراز وخلال إحدى جلسات فض الأحراز في السادس من مايو الجاري واصلت النيابة كذلك عرض ما أكدت أنها "أحراز خاصة بالرئيس مرسي" واحتوت الأحراز على كتاب حمل اسم "المخابرات العامة" قيل إنه أعد ليتم عرضه على الرئيس مرسي. كما تم عرض تقرير من خمس صحائف مدون عليه اسم "المخابرات العامة" وشعار الجمهورية درجة سريته "سري للغاية" دار موضوعه عن "أهم الأحداث الجارية" وتأثيرها على علاقات الخارجية مع الدول المجاورة، كما تضمن التقارير معلومات عن بعض الشخصيات بالدول المختلفة. شباك مطبخ ورجل بفانلة بيضا وفي إحدى جلسات فض الأحراز في القضية المعروفة إعلاميًّا ب"التخابر مع قطر"، ظهرت كذلك صورة لشخص ملتحٍ مجهول الهوية يمارس الألعاب الرياضية مرتديًا "فانلة داخلية بيضاء اللون". وبحسب ما ذكرته النيابة فإن الصورة موجودة على ذاكرة إلكترونية "فلاش ميموري" ادعت النيابة العامة أنها حرز خاص بالمتهم الخامس في القضية "خالد حمدي عبد الوهاب- مدير إنتاج بقناة مصر 25"، فسأل رئيس المحكمة عن هوية ذلك الشخص، فأجاب ممثل النيابة العامة قائلاً "شخص غير معلوم هويته بالنسبة للنيابة". الأحراز ضمت أيضًا مجلدًا باسم "شباك مطبخ" تبين أنه يحوي صورًا للمطابخ والنوافذ، بالإضافة إلى صورة للمتهم، مشيرًا بعلامة رابعة، كما تبين وجود "فلاشتين" أكد ممثل النيابة العامة احتواءهما على ملفات ليست لها علاقة بالقضية، لكن بينها صور شخصية للمتهم، كما ضمت الأحراز ملفات عبارة عن تقارير باللغة الإنجليزية، تخص طب الأشعة، لكون المتهم متخصصًا في هذا المجال. منشور يسخر من تمرد أحراز المتهم ذاته أحمد إسماعيل احتوت كذلك على صور وشعارات للحرية ونادي الزمالك وأقوال منسوبة للداعية مصطفى حسنى، ومنشورات ساخرة من حركة تمرد ومؤسسها محمود بدر، وكوميكس آخر يجمع بين الفنان عادل إمام والإعلامي عمرو أديب، يسخر فيه من الإجراءات التي سيتخذها "أديب" حال براءة مبارك وصورة من بطاقة عضوية لجنة الخمسين التى أعدت الدستور والخاصة ب"بدر"، واختتم العرض بصورة مأخوذة من موقع "الفيس بوك" من صفحة "الجزيرة توك" وعبارة عن منشور معنون باسم "جنرالات الدم". أغانٍ ل"إليسا وعمرو دياب" محكمة جنايات القاهرة، أثارت سخرية الرافضين للانقلاب العسكري الأسبوع الماضي كذلك بعدما قامت بفض الأحراز الخاصة ب"أحمد إسماعيل ثابت" المعيد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، المعتقل على ذمة نفس قضية التخابر مع قطر، والتي كانت عبارة عن مظروف بنّي اللون بداخله هارد ديسك أسود اللون، وبفتحه تبين أنه يحتوي على عدة مجلدات معظمها مجلدات مساعدة لبرامج التشغيل الخاصة بنسخة "الويندوز"، وعدد من المجلدات وعدد من الملفات، منها 33 ملفًا و4 مجلدات. وقد احتوى مجلد من ضمن هذه المجلدات على ملفات ودراسات طبية خاصة بدراسة المعتقل، إضافةً إلى ملفات خاصة بتعليم اللغة الإنجليزية والتركية، وأيضًا وجود ملفات صوتية تحمل أدعية دينية وتواشيح قرآنية، وأيضًا ملفات وورد تحمل عناوين "كيف تجعل ابنك متميزًا" و"كيفية التعامل مع الأطفال في مرحلة الطفولة" "وكيفية حفظ القرآن الكريم". كما احتوى مجلد آخر على عدد من الأغاني المعروفة، من بينها أغنية "عمرو دياب" والتي غناها للرئيس المخلوع حسني مبارك تحت اسم "اللي ضحى لأجل وطنه"، هذا إلى جانب أغنية "أنا مش عارفني" للمطرب الشعبي عبد الباسط حمودة، وأغنية "متعرفش ليه" للمطربة "أليسا". أغانٍ للأطفال طريق للسجن ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها المحاكم المصرية مثل هذه الأحراز في القضايا السياسية، وخاصةً بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013، ففي القضية المعروف إعلاميًّا ب"خلية الماريوت"، عرضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة أحراز القضية بعد طلب الدفاع عرضها، والتي احتوت على أسطوانة لأغنية الأطفال الشهيرة "بولا بولا"، وهو ما أثار ضحكات المتهمين. شاهد فيديو.. أغنية "بولا بولا" ضمن أحراز "خلية الماريوت":