حذر كبير المخططين الاستراتيجيين في الكرملين، من أن روسيا ستكون عرضة للسقوط في "هاوية" الفوضى، إذا حاول المسئولون إصلاح النظام السياسي بطريقة عشوائية، تحت دعوى إدخال إصلاحات ليبرالية. وقال فلاديسلاف سوركوف، نائب رئيس هيئة العاملين في الكرملين، وأحد مستشاري الكرملين المتخصصين في السياسات المحلية، إنه :"من الواضح أن روسيا تتخلف في عدة مجالات في التنمية الاقتصادية، ولا يمكنها أن تكتفي بالاستمرار في وضع الاعتماد على الموارد الطبيعية". وحذر سوركوف من أن الاضطرابات التي قد تنتج عن الاستجابة لدعوات المعارضين، لتطبيق إصلاحات ديمقراطية لتحرير النظام السياسي، الذي أقيم في عهد الرئيس السابق فلاديمير بوتين، يمكن أن تمزق روسيا. ونقلت مجلة ايتوجي الأسبوعية عن سوركوف قوله، :"حتى في الوضع الحالي حيث السلطة مجمعة ومنظمة، يسير كثير من المشروعات ببطء شديد وصعوبة". وأضاف سوركوف :"إذا أضفنا إلى ذلك أي نوع من الاضطراب السياسي، فستصاب التنمية عندنا بالشلل ببساطة، وسيكون هناك كثير من المهاترات وكثير من الكلام الأجوف، وكثير من عمليات الاستقطاب، وتمزيق روسيا إلى أشلاء، ولن تكون هناك تنمية". وينظر الدبلوماسيون والمستثمرون إلى سوركوف البالغ من العمر 45 عاما، على أنه أحد أهم المسئولين في روسيا، ويعود إليه الفضل في مساعدة بوتين على وضع النظام السياسي المركزي للكرملين، بعد الفوضى في التسعينات، كما عمل مع بوتين طوال ولايتيه الرئاسيتين لمدة ثماني سنوات، نائبا لرئيس هيئة العاملين بالكرملين، واستمر في عهد خلفه الرئيس ديمتري ميدفيديف. وكان الرئيس الروسي الذي تولى السلطة في مايو 2008، قد شدد مرارا على حاجة روسيا للانفتاح وتحديث نظامها السياسي، ولكن المعارضين للرئيس يقولون إنه لم يجر سوى القليل من التغييرات، في النظام الخاضع لسيطرة محكمة ورثه من بوتين، رئيس الوزراء حاليا.