قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» إن الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم يحتفظ بالسلطة من خلال قبضته القوية، حيث يعمل على إبقاء المعارضة فى مصر «ضعيفة». واستدركت فى تقرير لها الذى كتبه مراسلها فى القاهرة يولاند نيل، بأن قوى المعارضة أظهرت مؤخراً مؤشرات جديدة على الحياة التى تدب فيها. ونقلت عن أيمن نور، رئيس حزب الغد السابق، قوله: «عادة ما يتحد الناس فى أوقات الأزمات ومصر سوف تمر بأزمة». وأشارت إلى أن جماعات تنتمى لجميع ألوان الطيف السياسى احتشدت فى مقر الحزب بوسط القاهرة للمطالبة بالإصلاحات الديمقراطية ومعارضة أى تحركات لإقرار توريث السلطة لنجل الرئيس، والتى تغير اسمها لاحقاً، ونوهت إلى الحملة الجديدة التى تم شنها تحت اسم «مايحكمش». وذكرت «بى بى سى» أنه يعتقد على نطاق واسع أن الرئيس يعد نجله الأصغر، رئيس أمانة السياسات النافذة فى الحزب الوطنى، كى يكون خليفة له. وأكدت أن نور، الذى تم حبسه استناداً إلى اتهامات بتزوير توكيلات الحزب، وذلك بعد أن رشح نفسه ضد الرئيس مبارك فى 2005، يأمل فى أن يستعيد حقه فى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. واستطردت بأن أحزاباً معارضة أخرى بدأت تقترح مرشحين للسباق الرئاسى فى 2011، موضحة أن حزب الوفد دعا الدكتور محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالأمم المتحدة للترشح. وقالت إن هناك خططاً يتم وضعها فى الوقت نفسه لخوض الانتخابات البرلمانية فى نوفمبر 2010، مستشهدة بقول فريد إسماعيل، عضو مجلس الشعب، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين: «نحن مستعدون للانتخابات المقبلة»، ووصفت «بى بى سى» جماعة الإخوان بأنها جماعة المعارضة الأكبر والأكثر تنظيماً فى مصر، مشيرة إلى أنها تميل من جديد للمنافسة على ثلث المقاعد البرلمانية، مما ينم عن أنها لا تسعى إلى الفوز بالسلطة. واعتبرت اعتقال مئات من أعضاء الجماعة فى الأعوام القليلة الماضية، جزءاً من القمع الأمنى ضدها، لافتة إلى أنها منعت فعلياً من الانتخابات لمجلس الشورى والمجالس المحلية. وأشارت إلى أن الحزب الوطنى يواجه من جانبه ضغوطاً غريبة «متجددة» من أجل الإصلاح، ولكنه يصر على أنه يرغب فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.