منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في مطلع يوليو عام 2013 وأصبحت حالات التطاول على المظاهر الدينية أمرٌ طبيعي حتى أصبح الإساءة للإسلام ورموزه بضاعة رائجة. فسمعنا وشاهدنا مرارًا عبر البرامج والصحف كثيرًا ما يتطاول الانقلابيون على الصحابة رضي الله عنهم حتى قائد الانقلاب ذاته حين خرج على عمائم الأزهر معلنًا أن هناك نصوصا دينية من القرآن وغيره لا تتناسب مع واقعنا الحالي لأنها تبث العنف في عقول المسلمين ومنذ أيام رأينا أطفالنا تتعلم أن "أبو جهل" كان زعيمًا للمعاضة ومناضلًا مغوارًا وليس كافرًا يحارب الله ورسوله وأن صلاح الدين ما هو إلا إرهابي متطرف؛ لأنه رفض بقاء القدس الشريف تحت تدنيس الاحتلال الصليبي. وفي أحدث هذه الوقائع التى تؤكد لنا يومًا بعد يوم أن الانقلاب ما جاء إلا ليهدم القيم الحقيقية والثوابت الدينية التي تجعلنا أمة تقود الأمم من بعدها فقد قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب. يأتي هذا في وقت تمتلئ فيه وسائل الإعلام المصرية بمئات البرامج التلفزيونية والأعمال الدرامية والمقالات، التي تهاجم ثوابت الإسلام وشعائره وتراثه في إطار الحرب على الإرهاب التي يروج لها النظام الانقلابي. واعترفت "بثينة كشك" وكيل وزارة التعليم بالجيزة أن لجنة "إعدام الكتب في المدارس" قامت الأسبوع الماضي بحرق أكثر من 80 كتابا داخل مدرسة "فضل" الخاصة بشارع فيصل بمحافظة الجيزة بدعوي أنها كتب "قطرية". وانتشرت بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للكتب قبل حرقها تبين أنها كتب تتحدث عن السيرة النبوية والحضارة الإسلامية ومكانة المرأة في الإسلام وغيرها من الموضوعات البعيدة تماما عن العنف أو التطرف.