أفادت تقارير صحفية بأن إدارة الاحتلال الأمريكي وضعت مشروعا حيز التنفيذ يقضي بتطبيق نظام الإدارة المدنية الصهيونية في المناطق التي يعتزم جيش الاحتلال الأمريكي إخلاءها من العام الحالي. وقال نائب من جبهة التوافق، فضل عدم ذكر اسمه، أنه لا يستبعد مثل هذا التعاون بين الجانبين الأمريكي والصهيوني، فيما قال مواطنون إن :"إدارة أوباما تريد أن تتخلص من عبء التورط في العراق بطريقة تحفظ لها مصالحها الإستراتيجية إلى جانب الكيان الإسرائيلي".
ويأتي هذا الجدل، بعد التقرير الذي كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية نهاية الأسبوع المنقضي، وأفاد بأن الولاياتالمتحدة كلفت تل أبيب بوضع خطة حول إقامة إدارة مدنية في العراق، وذلك تمهيدًا للانسحاب الأمريكي الذي من المقرر أن يبدأ.
وقالت الصحيفة إن:" الجانب الأمريكي قرر تطبيق النموذج الإسرائيلي في الإدارة المدنية لملاءمته للواقع العراقي"، وأوضحت أن:" ضباطا من قيادة الإدارة المدنية الأمريكية زاروا المناطق الخاضعة للإدارة المدنية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وأنه تقرر في أعقاب ذلك تعزيز التعاون بين الجانبين والاستفادة من الخبرة الإسرائيلية الواسعة المكتسبة بهذا الشأن".
وأشارت إلى أن :"وفداً من كبار ضباط الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية كان قد زار الولاياتالمتحدة قبل 3 أشهر برئاسة الضابط بولي موردخاي الذي سيباشر قريبًا مهام منصب السكرتير العسكري لوزير الحرب الإسرائيلي".
وأكدت الصحيفة أن :"الأمريكيين وجهوا الدعوة إلى هذا الوفد لزيارة الولاياتالمتحدة لتدريب ضباط أمريكيين لتطبيق النموذج الإسرائيلي من الإدارة المدنية فى العراق وذلك بهدف مساعدة السكان العراقيين على ممارسة حياة طبيعية".
وزعمت أوساط سياسية عراقية، مضي جيش الاحتلال الأمريكي في تطبيق نموذج الإدارة المدنية الصهيونية في فلسطينالمحتلة، بأنه سيساعد الإدارة الأمريكية في وضع نظام سياسي للعراق، سيتبلور ربما، بعد الانتخابات المقبلة، وفق أسس "دستورية".
يذكر ان الدستور الذي وضعته إدارة الاحتلال الأمريكي بعد الغزو عام 2003، أشرفت على رسم خطوطه العريضة شخصيات أمريكية وصهيونية بالتحديد، بينهم اليهودي من أصل أمريكي نوح فيلدمان، أستاذ القانون الدستوري بجامعة هارفارد، الذي شدد على فكرة "الفيدرالية" كنظام جديد للعراق، مقابل إضعاف الحكومة المركزية في بغداد.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن النشاط الصهيوني قد تغلغل بقوة في العراق بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وعندما بدأت إدارة الغزو في إعادة بناء الدولة استعانت بالعشرات من الخبراء الصهاينة في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وعزا مسؤولون أمريكيون الاستعانة بالخبرات الصهيونية، إلى معرفة هؤلاء بتعقيدات المنطقة، ولما يمكن أن يكون عليه المستقبل.
وكان تقرير عراقي، صدر العام الماضي كشف أن القوات الأمريكية توظف 185 شخصية صهيونية، أو يهودية أمريكية تشرف من مقر السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء على عمل الوزارات والمؤسسات العراقية - العسكرية والأمنية والمدنية، وذكرت عشرات الأسماء ممن يضعون خطط عمل هذه المؤسسات بإشراف صوري من حكومة نوري المالكي.