هدد وزير الحرب الصهيونى، إيهود باراك، بأن قوات الجيش الصهيونى سترد بقوة فى المستقبل على أى اعتداء مثل الاعتداء الذى وقع أمس على الحدود الشمالية، مهددا فى الوقت نفسه بحرب طويلة ضد لبنان، وفق زعمه. وزعم باراك بأن حادث إطلاق النار من جانب القوات اللبنانية باتجاه القوة الصهيونية بأنه استفزاز خطير للغاية، موضحا خلال مقابلة إذاعية مع الإذاعة العامة الصهيونية منذ قليل أن وسائل الرد التى يستخدمها الجيش الصهيونى تختلف من حادث لآخر، مشيرا إلى أن الرد الصهيونى أمس كان سريعا وفوريا ومحدد الأهداف!.
وأعرب الوزير الصهيونى عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة وفرنسا تخطئان عندما تقومان بإمداد الجيش اللبنانى بمنظومات أسلحة متقدمة، مشيرا إلى أن الدولة الصهيونية قد أبدت موقفها من هذا الموضوع للإدارة الأمريكية ولحكومة باريس.
نشر مدرعات صهيونية ومن ناحية أخرى، نشر جيش الاحتلال الصهيوني الأربعاء تعزيزات ضخمة في القطاع الحدودي مع لبنان الذي حصلت فيه الثلاثاء مواجهات أدت إلى استشهاد جنديين وصحافي لبنانيين ومقتل ضابط صهيوني كبير، على ما أفادت إذاعة الجيش.
وانتشرت وحدات مجهزة بآليات مدرعة قرب الموقع لحماية القوات والاليات التي سيتم استخدامها لاقتلاع شجرة في عملية كانت الشرارة التي أشعلت المواجهات الثلاثاء.
وأدت محاولة اقتلاع الشجرة الثلاثاء إلى اندلاع مواجهات كانت الأخطر منذ نزاع العام 2006.
وقالت الاذاعة إن هذه التعزيزات تهدف إلى نقل رسالة واضحة إلى لبنان.
واتهم الجيش اللبناني دورية إسرائيلية بعبور الحدود ما اضطره إلى اطلاق النار عليها، في حين تؤكد تل أبيب أن جنودها لم يعبروا الحدود بل كانوا داخل الأراضي الصهيونية عند حصول الاشتباك.
واتهم مصدر أمني صهيوني الأربعاء ضابطا لبنانيا يتولى قيادة سرية في الجيش اللبناني بإعداد كمين للقوة الصهيونية التي كانت تعمل على قطع أشجار عند الشريط الحدودي الثلاثاء.
ونقلت الإذاعة العامة الصهيونية عن المصدر الأمني قوله إن قائد السرية اللبناني خطط لكمين لجنود الجيش الصهيوني وأن قيادة الجيش اللبناني كانت تعلم بالاستعدادات التي أجراها قائد السرية.
وأشارت مصادر عسكرية صهيونية إلى أن الجيش اللبناني دعا صحفيين إلى موقع تبادل إطلاق النار صباح الثلاثاء لتوثيق الكمين الذي نصبه الجيش اللبناني للقوة الصهيونية.
وقال مصدر عسكري صهيوني رفيع المستوى إنه ينبغي التدقيق في عدم وصول معلومات للجيش الصهيوني حول الإعداد للكمين فيما تمت دعوة وسائل إعلام لبنانية مسبقا إلى موقع الكمين.
ومن جانبه، أعلن متحدث باسم الجيش اللبناني الأربعاء لوكالة "فرانس برس" أن لبنان سيرد على أي تعد صهيوني، محذرا من أن الجيش سيواجه أي تعد على لبنان سيلقى رد الفعل ذاته.
واضاف ان أي تعد ستكون عواقبه وخيمة.
وفي غضون ذلك تعقد الحكومة الصهيونية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) اجتماعا الأربعاء لبحث تصاعد التوتر عند الحدود الصهيونية – اللبنانية وتبادل إطلاق النار الثلاثاء وإطلاق الصواريخ على مدينتي إيلات والعقبة الاثنين.
وذكرت إذاعة الجيش الصهيوني إن قوة كبيرة من الجيش تشمل آليات ثقيلة تعتزم الدخول الأربعاء إلى المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات وستستأنف أعمال قطع الأشجار ونصب كاميرات مراقبة عند الشريط الحدودي.
وذكر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان إنه في أعقاب تبادل إطلاق النار بين القوتين الصهيونية واللبنانية أمس أخرج الجيش الصهيوني خطة عسكرية جاهزة تقضي بتدمير أهداف تابعة للجيش اللبناني في منطقة جنوب لبنان.
وأضاف إن التخوف من تصعيد الوضع وضغوط دولية مورست على تل أبيب بهدف تهدئة الوضع، ومنع الجيش الصهيوني من تنفيذ الخطة العسكرية وبدلا من ذلك إطلاق قذائف مدفعية باتجاه القوة اللبنانية.
واعتبر فيشمان أنه منذ عدة شهور ينفذ اللواء التاسع في الجيش اللبناني عمليات استفزازية على طول الجبهة مقابل الجيش الصهيوني ويتمثل ذلك أحيانا بإطلاق النار باتجاه طائرات تابعة لسلاح الجو الصهيونى.