أعلنت مصادر دبلوماسية صهيونية أن تل أبيب ترغب بعودة العلاقات مع تركيا إلى مستواها السابق، وأشارت إلى أن تركيا عمدت إلى تأجيل مناورات "نسر الأناضول" لأن أنقرة أرادت أن تستثني كيان الاحتلال من المشاركة فيها. وقالت المصادر أن :" تركيا تعد شريكا هاما لكيان لإسرائيل، وتشكل باعتبارها دولة إسلامية معتدلة، الطرف المعاكس لإيران".
ونقلت الإذاعة الصهيونية عن تلك المصادر قولها، إن :"سفير إسرائيل في أنقرة غابي ليفي يعقد اجتماعات مع مسئولين أتراك وينقل إليهم رسائل بهذا المعنى".
وفي سياق متصل فسر اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري المصري، موقف تركيا من وقف المناورات المشتركة مع جيش الاحتلال الصهيوني بأنه :"محاولة لدعم التوجهات التركية فى لعب دور الوسيط بين العرب وإسرائيل".
مدللاً على ذلك بما بررت به أنقرة أسباب إلغائها تلك المناورات التى تستضيفها منذ عام 2001 وهو :"استخدام إسرائيل الطائرات نفسها التى استخدمتها فى عملية الرصاص المصبوب، التى تعرض لها قطاع غزة فى العدوان الأخير".
واعتبر سليمان أن ما يثار حول توتر العلاقات التركية الصهيونية بعد ذلك الموقف "مجرد مبالغات"، مؤكداً أن :"التحالف الاستراتيجي بين البلدين لا يسمح بمثل هذه التكهنات"، كما رفض الاتفاق مع التصريحات التى نشرت على لسان مسئولين صهاينة، وأشارت إلى محاولات تركيا أن تنأى بنفسها عن الغرب، متسائلاً: "كيف يعقل ذلك وهى تسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي؟".
وحلل الدكتور وجدي زيد، المستشار الثقافي المصرى السابق بتركيا، موقفها من المناورات الإسرائيلية، بأن ما يحكم تلك المناورات التركية يكون فى الغالب مصلحة البلاد، وقال: "الحكومة التركية الجديدة تدير عملية المناورة داخل وخارج البلاد بذكاء شديد".
واعتبر الدكتور وجدي زيد أن المخاوف الصهيونية من محاولات اردوغان أسلمه تركيا هى مخاوف قديمة ارتبطت بشكل كبير بأجندة حزب العدالة والتنمية الحاكم، المعروف عنه توجهه الإسلامي، إلا أنه أكد أن أهداف الحكومة بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي تدعمها القواعد العلمانية التى وضعها الحزب لنفسه منذ توليه الحكم بشكل مقبول إسلامياً. اردوغان تحت المجهر وتعرض اردوغان لتدقيق متكرر لسعيه إلى تعزيز نفوذ بلاده في الشرق الأوسط كما انتقد في الداخل لما بدا انحيازا منه لحماس التي تصنفها الولاياتالمتحدة على أنها جماعة إرهابية.
وتجاهلت الحكومات التركية العلمانية السابقة العالم العربي إلى حد كبير وكانت تفضل إقامة علاقات وثيقة مع الغرب العلماني.
وستحاول أحزاب المعارضة التركية تجسيد الخلاف مع كيان الاحتلال الصهيوني كدليل آخر على محاولات حزب العدالة والتنمية لتوجيه تركيا نحو الشرق الأوسط بدلا من الغرب.
ويخوض حزب العدالة والتنمية معارك مع المعارضة منذ سنوات بشأن دور الدين وفي العام الماضي أفلت الحزب بالكاد من صدور حكم قضائي بإغلاقه بتهمة ممارسة أنشطة مناهضة للعلمانية.