أيدت الحكومة البريطانية، منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، وهو ما أعلن عنه المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين صامويل، بقوله إن بريطانيا "تدعم التدخل العسكري السعودي في اليمن بعد أن طلب الرئيس (اليمني عبد ربه منصور) هادي الدعم عبر كل الوسائل والتدابير لحماية اليمن وردع الهجوم الحوثي". إلا أن هذا الموقف الحكومي لم يترجم بوضوح في الصحف البريطانية الصادرة أمس، الجمعة، إذ جاءت متابعة الصحف الكبرى لمجريات الأحداث على الجبهة اليمنية محدودة في المساحة، من دون أن تتصدّر الصفحات الأولى أو حتى الصفحات الرئيسية. أما من حيث المضمون، فقد غاب الشأن اليمني عن افتتاحيات الصحف، واقتصرت التحليلات والتعليقات على قلة من المقالات في صفحات الرأي. الكاتب سايمون تيسديل، في صحيفة "الجارديان"، لم يستبعد أن تصل حرارة المواجهة غير المباشرة بين السعودية وإيران إلى الغرب، مشيراً في معرض تحليله لمجريات الأحداث في اليمن، إلى أنه "لا شك أن انفجار الحرب الأهلية الصامتة في اليمن بشكل مفاجئ، وتطورها بشكل سريع الى أزمة إقليمية، سيصل بتداعياته إلى الساحة الدولية، ولا سيما إلى الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا، لأن هذه الحرب التي بدأت وكأنها صراع على "الشرعية" بين الأطراف اليمنية السنية المدعومة من السعودية، وحركة "أنصار الله" الحوثية الشيعية المدعومة من إيران، سرعان ما تطورت إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، القوتان الأكبر في الشرق الأوسط، ثم صارت خلال ساعات حرباً مفتوحة ومكشوفة، انضمّت لها أطراف أخرى، وتحمل رسالة سعودية واضحة لإيران، عنوانها الرئيسي، توقفوا عن التدخل في الشؤون العربية". ويعتبر تيسديل أنه "لا شك أن الزحف السريع لأنصار الله وحلفائهم نحو الجنوب، ورد الفعل السعودي غير المتوقع في تشكيل تحالف دولي للتدخل عسكرياً في اليمن، قد فاجأ إيران، التي لا يمكن التكهن بمدى سيطرتها على الحوثيين، ما يعني أن الحرب بالوكالة التي كانت تخوضها طهران ضد الرياض بشكل مضبوط الإيقاع، قد تخرج عن سياقها إذا ما انفلت الحوثيون من عقال حليفهم الإيراني". أما مراسلة شؤون الشرق الاوسط في صحيفة "التايمز"، كاثرين فيليب، فكتبت تحليلاً بعنوان "تبرز طهران كحليف وعدو معاً لأمريكا"، رأت فيه أن "إيرانوالولاياتالمتحدة تواجهان عدواً مشتركاً لهما وهو داعش، وفي اليمن تواجهان عدواً مشتركاً آخر هو القاعدة، ولكنهما في المقابل تخوضان حرباً بالوكالة في اليمن، حيث تدعم طهران جماعة أنصار الله، بينما أعلنت واشنطن عن دعمها وتأييدها للحملة العسكرية التي تقودها السعودية، حليفة أمريكا، ضد أنصار الله وحلفائها". وتعتبر فيليب أن "هذه الثنائية من العداوة والتحالف بين واشنطنوطهران تقوم بينما تنخرط العاصمتان في مفاوضات معقدة حول البرنامج النووي الإيراني، ولا أحد يعلم ماهية تأثير أي من الصراعين الدائريين في العراق واليمن على مسار هذه المفاوضات، ولكن الأكيد أن ما يحدث داخل غرفة المفاوضات لا يقل أهمية عمّا يحدث خارجها". العربي الجديد