قرر الآلاف من أهالى قرية جزيرة محمد وعدد من أعضاء المجلس المحلى بالوراق منع أبنائهم من دخول المدارس وقطع الطريق الدائرى فى أول أيام عيد الفطر بعد أداء الصلاة، احتجاجاً على رفض رئيس الوزراء ضم الجزيرة لمحافظة الجيزة، وفى الوقت نفسه فشل أهالى الجزيرة ووفد من أعضاء المجلس المحلى فى لقاء مدير أمن «أكتوبر» بعد أن وعدهم بحل المشكلة، عبر وزارة الداخلية بمطالبة رئيس الوزراء بإصدار قرار بعودة تبعية الجزيرة إلى الجيزة مرة أخرى، بشرط تراجعهم عن فكرة إغلاق الطريق الدائرى. قال أسامة الجزيرى، عضو مجلس محلى حى الوراق، هناك وفد من أهالى جزيرة محمد وطناش وعدد من أعضاء المجلس توجهوا أمس الأول، لمقابلة اللواء أسامه المراسى، مدير أمن أكتوبر، إلا أنه رفض لقاءهم بحجة معاينته لحادث خارج المديرية.
وأضاف الجزيرى إن مدير الأمن اكتفى بمنع الأهالى من قطع الطريق الدائرى منذ يومين واعدا بلقائهم بعد الاستجابة لفض الاعتصام، لافتاً إلى أن الأهالى قرروا منع دخول أولادهم المدارس هذا العام، بالإضافة إلى تنظيم وقفة احتجاجية فى أول أيام عيد الفطر يشارك فيها 25 ألف مواطن من الجزيرة بعد صلاة العيد ليوقفوا الطريق الدائرى بالكامل، احتجاجاً على تجاهل المسؤولين لمطالبهم بضمهم إلى محافظة الجيزة، موضحاً أن محافظ الجيزة قال فى أحد اجتماعاته مع أعضاء المجلس المحلى إنه أصدر قراراً بعودة تبعيتهم إلى الجيزة، وأن الخطوة المتبقية هى موافقة رئيس الوزراء، بينما قال محافظ 6 اكتوبر إن جزيرة محمد تتبعه ولن يسمح لأحد باستردادها، وهو ما يخالف القرار الجمهورى رقم 114 لسنة 2008 الذى ينص على أن حى الوراق تابع لمحافظة الجيزة.
وأكد الجزيرى أن أعضاء المجلس المحلى قرروا تصعيد الأزمة إلى أعلى المستويات فى الدولة، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام محافظة الجيزة خلال الأسابيع المقبلة.
الأهالى وصفوا قرار التقسيم الجديد وضم جزء من الجزيرة إلى محافظة أكتوبر بأنه سيحول حياتهم إلى جحيم، على حد وصفهم، فالأهالى أعربوا عن استنكارهم تجاهل الحكومة لهم، وإصرارها على نقل تبعيتهم إلى محافظة تبعد ما يقرب من 30 كيلو متراً فى الوقت الذى لا تبعد عنهم محافظة الجيزة أكثر من كيلو واحد فقط.
لافتة كبيرة كتب عليها «مدرسة جزيرة محمد الابتدائية» حرم منها أبناء الجزيرة بدعوى أنها صارت تابعة لمحافظة الجيزة بينما هم يتبعون أكتوبر.
«دى بقت تابعة للجيزة يعنى مش لأولادكم».. بهذه الجملة فاجأ المسؤولون بالمديرية أهالى جزيرة محمد، عندما توجهوا إلى المدرسة ليقدموا لأبنائهم.
قال صابر العنانى، أحد سكان الجزيرة، لم تقف المسألة عند حد المدرسة الابتدائية، وإنما طالت المدرسة الإعدادية، الوحيدة الموجودة هنا، وكذا الحال بالنسبة للمدرسة الثانوية، وأضاف أصبح أبناؤنا مضطرين إلى الالتحاق بمدارس أوسيم، أى بعد أن كانوا يدرسون هنا على بعد أمتار منا، جاء قرار الحكومة ليقذف بهم فى منطقة تبعد عنا حوالى 30 كيلو. قالت ابتسام حسن: إخوتى يدرسون فى المدرسة الابتدائية فى الجزيرة، ولكنهم سيضطرون للانتقال إلى أوسيم، وأبى أرزقى، لا يستطيع تحمل نفقات انتقالهم إلى هناك، والتى لن تقل عن 5 جنيهات فى اليوم الواحد.
قرار نقل تبعية جزيرة محمد إلى محافظة أكتوبر، لم يؤذ الأهالى فقط فى تعليم وصحة أبنائهم، وإنما امتد إلى نقص شعورهم بالأمن، بعد أن تم نقل تبعيتهم إلى قسم أوسيم، فيما بقى الجزء الشرقى من الجزيرة تابعاً لقسم الوراق.
ويسخر عباس السيسى، أحد السكان، من القرار قائلاً «يعنى لو فيه مشكلة بين عيلتين نستنى ساعة على ما ييجى البوليس، يكون القتيل اتتقل واندفن»، ويضيف: «لم نعد نستطيع استخراج بطاقات شخصية، أو استكمال أى من الأوراق الرسمية من قسم الوراق، الذى كنا نتبعه مما تسبب فى تعطيل مصالحنا بشكل كبير».
ما زال الطريق الدائرى يفصل بين جزءى الجزيرة، ومازال الأهالى حائرين إلى أى محافظة ينتمون، ولكنهم مازالوا يصرون على انتمائهم إلى محافظة الجيزة، واتقفوا فيما بينهم أن يحتفل أكثر من 25 ألفاً منهم أول أيام العيد على كوبرى الطريق الدائرى، لعل أصواتهم تصل إلى المسؤولين.