تبنت حركة طالبان بأفغانستان الهجوم الذي أدى إلى مقتل 24 شخصا على الأقل بينهم نائب رئيس جهاز الاستخبارات الأفغاني عبد الله لغماني وخمسة مسؤولين آخرين في هجوم للمقاومة الافغانية بولاية لغمان شرقي البلاد خلف أيضا أكثر من خمسين جريحا وفق مصادر الشرطة. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن أحد عناصر الحركة ويدعى عبد الجبار فجر نفسه بعدما اندس بين الحشود المحيطة بسيارة لغماني بعد خروجه من مسجد في مركز الولاية "مهترلام" الواقعة على بعد 100 كلم شرقي العاصمة كابل. وأشار المتحدث باسم طالبان إلى أن عشرة مسؤولين حكوميين آخرين قتلوا أيضا في الهجوم. وقالت مصادر صحفية في لغمان إن بين القتلى أيضا رئيس شورى ولاية لغمان عماد الدين عبد الرحيم زاي ورئيس الهيئة التنفيذية في الولاية ومسؤولين آخرين، مشيرا إلى أن التفجير وقع بعد اجتماع لغماني مع المسؤولين في الولاية ووجهاء المنطقة بالمسجد، الذي تفقده لإعادة بنائه. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في الشرطة الأفغانية أن من بين المصابين حاكم الولاية لطف الله مشعل. وقد نقل بعض المصابين جوا إلى مستشفيات كابل. تنديد وقد أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي التفجير الذي أودى بحياة الرجل الثاني في الاستخبارات الأفغانية ومسوؤلين إقليميين آخرين. وقال بيان صادر عن مكتبه إن "الأعداء" قتلوا "مسؤولين شجعانا يعملون بعزم"، مشيرا إلى أن آخرين يحملون نفس المواصفات سيحلون مكانهم. كما ندد مساعد ممثل الأممالمتحدة في أفغانستان بيتر غالبيرث بالهجوم الذي اعتبره غير مبرر خارج مسجد وفي شهر رمضان المبارك. وجاء الهجوم بعد أيام من الانتخابات الرئاسية التي لم تعلن نتائجها النهائية حتى الآن والتي يتنافس فيها الرئيس الحالي حامد كرزاي ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، مما قد يعزز المخاوف الأمنية من انفلات البلاد نحو مزيد من الفوضى مع احتدام المعركة الانتخابية وتهديد أنصار عبد الله بالخروج إلى الشارع في حال التغاضي عن حالات التزوير المسجلة. يشار إلى أن نائب رئيس الاستخبارات عبد الله لغماني محسوب على الرئيس حامد كرزاي وعلى عرقية البشتون، بينما يرأس جهاز الاستخبارات طاجيكي، حيث يحسب المرشح الرئاسي عبد الله عبد الله على الطاجيك رغم أن والده بشتوني وأمه طاجيكية. في سياق متصل دُمرت دبابة أميركية في انفجار لغم أرضي استهدف قافلة عسكرية أميركية صباح يوم الاربعاء في مديرية شيخ آباد بولاية ميدان وردك شرقي أفغانستان. وقال شهود عيان في كابل أن عددا من الجنود الأميركيين قتلوا وقامت مروحيات بنقل جثثهم. ولم يصدر حتى الآن بيان من قوات حلف شمال الأطلسي التي تقود قوات المساعدة الدولية (إيساف) يؤكد أو ينفي نبأ مقتل الجنود. تراجع الأفيون في تطور مغاير للوضع الأمني المتدهور في أفغانستان، قالت الأممالمتحدة في تقرير لها اليوم إن زارعة الخشخاش الذي تنتج منه مادة الأفيون في هذا البلد تراجعت بنسبة 22% هذا العام بسبب هبوط حاد في أسعار المخدر دفع المزارعين إلى التحول إلى محاصيل أخرى. وقال المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أنطونيو ماريا كوستا في مؤتمر صحفي بكابل إن معظم المحاصيل تتركز في أربع ولايات جنوبية. لكن مع استمرار أفغانستان في إنتاج كميات من الأفيون تزيد عما يمكن أن يستهلكه العالم فهناك مخاطر من أن المخزونات الضخمة من تلك المادة المخدرة يمكن أن تمول العنف لسنوات قادمة. وفي هذا السياق حذر المسؤول الأممي من أن تضخم مخزونات الأفيون في أفغانستان أصبح يشكل قنبلة موقوتة تعرض البشرية للخطر. وطالب كوستا بمنح مزيد من المساعدات للفلاحين ليتخلوا عن زراعة الأفيون مع زيادة الدعم والتطوير للقطاع الزراعي هناك مثلما يحدث على النطاق العسكري. من جانبه قال وزير مكافحة المخدرات في أفغانستان في نفس المؤتمر الصحفي جنرال خودايداد إن هناك 18 ولاية خلت من الأفيون العام الماضي لكن تلك الولايات أصبحت الآن عشرين. وقال تقرير الأممالمتحدة إن 123 ألف هكتار استخدمت هذا العام لزراعة نبات الخشخاش منخفضة عن مستواها عام 2008 الذي استخدمت فيه 157 ألف هكتار، وحدث معظم هذا الانخفاض في هلمند أكثر الولايات عنفا ومعقل زراعة الأفيون والذي تتركز فيه المجهودات الحربية للقوات الأميركية والبريطانية. ارتفاع قتلى القوات المحتلة من ناحية أخرى أفادت تقارير إعلامية بمقتل 77 جنديا أجنبيا محتلا في أفغانستان خلال أغسطس/آب الماضي، في وقت أكد فيه مسؤولون أميركيون اتفاقهم مع القيادة العسكرية على ضرورة إرسال قوات إضافية للقضاء على حركة طالبان. وفي المقابل أكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن البلدان المشاركة في التحالف الدولي بأفغانستان لا تتوفر على إستراتيجية للانسحاب. واعتبرت تقارير إعلامية أن الشهر الماضي يعتبر الأكثر دموية بالنسبة للجنود الأميركيين بعد مقتل 48 منهم. وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعلن اليوم مقتل آخر جندي أميركي ضمن هذه الحصيلة جراء انفجار قنبلة في جنوبأفغانستان. وينشر الاحتلال الأمريكي أكثر من 60 ألف جندي بأفغانستان حيث أرسلت العام الجاري 30 ألف جندي إضافي، وهو ما رفع العدد الإجمالي للقوات الأجنبية العاملة هناك إلى أكثر من مائة ألف. قوات إضافية وفي هذا الإطار قال مسؤولون أميركيون إن الكثير من كبار مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون أفغانستان يتفقون مع قادة الجيش على الحاجة لمزيد من القوات للقضاء على المكاسب التي حققتها حركة طالبان في شرق وجنوب البلاد. ونقلت رويترز عن المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم قولهم إن هناك مع ذلك توجسا داخل البيت الأبيض من أي زيادة على نطاق كبير في حجم القوات في وقت يتراجع فيه التأييد العام للحرب. ومن المتوقع زيادة الجدل بعد تقرير تقييمي للحرب قدمه قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال للمسؤولين العسكريين في الحلف ونظرائهم في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). ووصف ماكريستال الوضع هناك بأنه "خطير" رابطا إمكانية تحقيق النصر على طالبان بمراجعة الإستراتيجية العسكرية المتبعة من قبل القوات الأميركية والدولية، والإسراع بتدريب مزيد من القوات الأفغانية. إستراتيجية غائبة وفي هذا الإطار أشار وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- إلى أن البلدان ال42 المشاركة في التحالف الدولي بأفغانستان لا تتوفر على إستراتيجية واضحة للانسحاب من هناك، مؤكدا أنها ستظل هناك لمدة طويلة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول السويدي قوله "لا يوجد هناك جدول، إنه من الواضح أن لا أحد يتوفر على إستراتيجية للانسحاب لأننا نخضع لإستراتيجية انتقالية". وأضاف أن "من بين المشاكل الكبرى بأفغانستان خلال الثلاثين أو الأربعين سنة الأخيرة هو وجود إستراتيجيات انسحاب كثيرة مقابل إستراتيجيات انتقالية ضئيلة". وشنت القوات الدولية المحتلة في الأشهر الأخيرة ثلاث عمليات بهلمند جنوبأفغانستان بهدف القضاء على طالبان، الأولى "طعنة الخنجر" تنفذها القوات الأميركية، والثانية "قبضة النمر" وتتولاها القوات البريطانية، والثالثة "البطل" وينفذها الجيش الأفغاني.