اشتبك مقاتلون اسلاميون وقوات حفظ السلام في العاصمة الصومالية مقديشو يوم الجمعة، مما ادى الى مقتل 22 فردا على الاقل حسبما افادت مصادر طبية. ونقلت قناة الجزيرة الاخبارية ان المقاتلين الاسلاميين شنوا هجوما على مقر قوات حفظ السلام والقوات الحكومية قبل الفجر عند احد المحاور الرئيسية في مقديشو، ثم امتدت الاشتباكات الى احياء اخرى. وافاد شهود عيان بان كثيرا من الضحايا من المدنيين. وشهد يوم الخميس تحركات للقوة الأفريقية المتمركزة بكلية جال سياد جنوب مقديشو العاصمة نحو معاقل حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي بشارع المصانع بمحافظة ياقشد شمال المدينة، وفق ما ذكر شهود عيان في مقديشو . وعبرت حركة الشباب عن أنها لا تأبه بأي تدخل عسكري أجنبي، ودعا الناطق باسم الحركة شيخ على محمود راجي أنصار الحركة إلى الثبات، مشيرا إلى أن انسحاب الحركة من بعض المدن تكتيك عسكري، قائلا إن عمليات الانسحاب يجب ألا تؤثر في نفوس "المجاهدين" وألا تفسر على أنها هزيمة. وتدعم قوات حفظ السلام الحكومة الهشة التي يقودها شيخ شريف احمد، التي تحظى بدعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. غير ان حكومة شيخ شريف تواجه مقاومة شرسة من تنظيمات معارضة، من ابرزها تنظيم الشباب. وقد اعلنت استراليا انها قررت ادراج منظمة الشباب في الصومال ضمن المنظمات الارهابية، وذلك بعد اتهام خمسة من اعضائها بالتخطيط لشن هجمات على منشآت عسكرية في مدينة سيدني الاسترالية. من جهة أخرى شهدت مدن بولبرتي وبلدحاوا ولوق وسط الصومال معارك دامية بين حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي من جهة والقوات الحكومية المتحالفة مع مليشيات جماعة أهل السنة والجماعة ذات الطابع الصوفي من جهة أخرى. وخلفت الاشتباكات في مدينة بولبرتي 26 قتيلا بينهم ثمانية من القوات الحكومية وجرح أكثر من ثلاثين آخرين، حسب روايات شهود عيان وعسكريين في القوات الحكومية . وفي مدينة بلدوين الإستراتيجة أفاد شهود عيان بمقتل مدنيين اثنين خلال اشتباكات مسلحة بين حركة الشباب والقوات الحكومية امس الخميس، كما أعلن عن مقتل إمام مسجد عقب انسحاب القوات الإثيوبية من حي هولوداق غرب المدينة، وكان القتيل يدير شؤون مسجد يتبع لجماعة أهل السنة والجماعة المتحالفة مع الحكومة. وفي بلدة محاس نقلت الجزيرة عن شهود عيان وقوع معارك عنيفة بالبلدة آخرها اشتباكات بدأت عصر الخميس واستمرت حتى المساء، وأضافت المصادر أن 80% من سكان البلدة نزحوا نحو الغابات والعراء هربا من شدة القصف والنيران المتبادلة. وقال أحد الشهود "إن شبح الحرب وهاجس الخوف لا يزال يراوح المدنيين رغم ابتعادهم من البلدة." كما دخلت قوات إثيوبية بلدوين وتمركزت في مشارف مطار أوقاس خليف شرق المدينة، ولا يعرف كم من الزمن ستبقى وحجم تحركاتها. ويرى مراقبون أن الصومال علي حافة الدخول إلي مرحلة جديدة من العنف، في ظل مواجهات دامية وسط وجنوب البلاد مخلفة عشرات الآلاف من النازحين مع تصاعد هاجس الحرب الشاملة بين الصوماليين عقب دخول قوات إثيوبية إلى عمق مدينة بلدوين الإستراتجية لأول مرة منذ انسحابها من الصومال يناير الماضي. فالأطراف تعد لنفسها لمرحلة جديدة ويرغب كل طرف إلحاق الهزيمة بخصمه إلي جانب عمليات حشد وتعبْة للجماهير في مدن عدة في البلاد، كما تفيد الأنباء بعمليات تسجيل للمتطوعين وسط دعوات إدارات إسلامية المواطنين الدفاع عن الإسلام والوطن ضد ما سمتها المرحلة الثانية للغزو الأجنبي للصومال. إلى جانب ذلك تقوم القوات الإثيوبية بتحركات عسكرية خلف القوات الحكومية في مدن حدودية وأخرى في الأقاليم الوسطى بالصومال، وتوفر لها الدعم اللوجستي حسب ما ذكر مقربون من القوات الحكومية وأحد المراقبين الصومالين يعمل في المجال الأمني ويوجد في مدينة حدودية