مع الضربات الجوية التي يشنها جيش السيسي في ليبيا و في سياق تعليقها على الضربات الجوية المصرية على معاقل تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا ردا على مقتل 21 من المصريين الأقباط على أيدي متشددي التنظيم، اعتبرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن "الانتقام المصري" كان خاطفا، لكنه لن يفيد كثيرا. وأوضحت المجلة في تقرير ينشر بعددها الصادر غدا السبت أن الضربات الجوية لن تؤدي إلى شئ يذكر فيما يتعلق بالمساعي الرامية إلى وقف التطرف وانعدام الأمن الذي يهدد ليبيا والدول المجاورة لها، وهي الحالة التي تعيشها البلاد منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وقالت إيكونوميست إن التطرف يشهد نشاطا متزايدا في ليبيا، حيث أعلنت جماعات متشددة أخرى مبايعتها لتنظيم داعش الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية".
وأضافت أنه برغم خطاب الحرب الذي تردده القاهرة، فإن فرص عبور القوات المصرية الحدود إلى ليبيا ضئيلة، ولعل أبرز الأسباب هو خوف السلطات المصرية من ردة فعل عنيفة من جانب الجهاديين، وذلك في الوقت الذي لم يقتصر فيه الغضب من الضربات الجوية المصرية على داعش والجماعات المتحالفة معه وحسب، وإنما حذرت جماعات متشددة أخرى غير متحالفة مع داعش من "انتقام حاد" على خلفية الضربات الجوية المصرية على مدينة درنة الليبية.
وعلاوة على ذلك، بحسب المجلة، تواجه مصر ما يكفيها من مصاعب كبيرة لاحتواء التمرد داخل أراضيها، وبخاصة خطر تنامي قوة تنظيم داعش نفسه في سيناء.
وفيما يتعلق بطلب مصر تشكبل تحالف دولي لضرب معاقل المتمردين في ليبيا تحت مظلة الأممالمتحدة، قالت المجلة إنه من غير المرجح موافقة الأممالمتحدة على ذلك، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن إيطاليا كانت قد أعلنت في البداية رغبتها في إرسال قوات في مقدمة قوة دولية إلأى ليبيا، لكنها عادت لتتراجع بعد ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك، شددت فرنسا، التي أبرمت صفقة مع مصر خلال الأسبوع الجاري صفقة لبيع مقاتلات داسو رافال الفرنسية إلى القاهرة بقيمة ستة مليارات دولار تقريبا، على الحاجة إلى حل دبلوماسي.
وقالت إن المسعى المصري للحصول على دعم دولي أعاقه قمع النظام المصري للمعارضين في الداخل تحت ستار مكافحة الإرهاب.
وفي سياق آخر، اعتبرت المجلة أن مصر والإمارات وحلفائهما يستخدمون ليبيا كساحة لحرب بالوكالة ضد الدولتين التي يزعمون أنها تدعم الإسلاميين، وهما تركيا وقطر التي سحبت سفيرها من مصر بعد الضربات الجوية المصرية على درنة.
وتوقعت إيكونوميست أن مصر قد تتخذ إجراءات مع الإمارات بشكل سري للإبقاء على دعم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وذلك في الوقت الذي يعتقد أن مصر قدمت مساعدات لوجيستية لشن ما لا يقل عن ضربتين جويتين إماراتيتين في ليبيا الصيف الماضي، وهو ما لم تعترف به أي من الدولتين.
وخلص تقرير المجلة إلى أن الأمل الوحيد حتى الآن فيما يتعلق بوقف الفوضى في ليبيا هو شعور حكومة طرابلس، التي تعتبر الإسلاميين من حلفائها، بأن هناك خطر يتهدها من جانب تنظيم داعش، مما قد يدفع تلك الحكومة إلى تشكيل حكومة وحدة مع حكومة طبرق.