في حوار تليفزوني مثير وصف ب "الناري"، شن النائب اليمني حميد بن عبد الله الأحمر أمين عام لجنة الحوار الوطني، هجوما عنيفا وغير مسبوق ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ودعاه إلى التنحي عن السلطة وإحلال رئيس جنوبي بدلا منه، كما دعاه إلى أن يوقف مخالفته للدستور التي قد تعرضه للمسألة بتهمة الخيانة العظمى، والمتمثلة في تعيين أقاربه في المناصب الحساسة للدولة. وأكد الأحمر لبرنامج "بلا حدود" على فضائية الجزيرة، سعي المعارضة في اليمن إلى التغيير والوصول لحكم شوري عادل قادر على تنفيذ طموحات اليمنيين، مؤكداً بإن سلطة صالح ضيعت محافظة صعدة وانقلبت على ثورة سبتمبر وأكتوبر كما انقلبت على وحدة عام 90 ، مشيراً إلى أن اتفاقية الوحدة ترتكز على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وأن أبناء اليمن سيقفون ضد ظلم السلطة مثلما وقفوا مع الوحدة وضد الانفصال. وحول أبرز المشاكل التي تعاني منها اليمن أشار الأحمر الى شخصنة الدولة عبر تركيز كل الصلاحيات في يد شخص الرئيس ما أدى إلى غياب المؤسسية واختزال الدولة والمؤسسات في شخص الرئيس. وأكد الشيح حميد أنه لا يتلقى مساعدة مالية من السعودية، وأبدى استعداده للمسألة حول مصادر ثروته، وقال إنه يدعو للحوار مع علي سالم البيض إذا كان هذا الحوار سيعيد البيض إلى طاولة الوحدة.. مؤكداً أن البيض يقول الانفصال بينما السلطة هي من يمارسه. وهاجم حميد الاحمر البرلمان الذي هو واثنين من إخوانه أعضاء فيه احدهم نائب رئيس المجلس وقال انه يمثل إحدى المؤسسات الفاسدة في الدولة التي تشرع الفساد، واتهم الجيش والأمن بإطلاق النار الحي على المتظاهرين في الجنوب وقال ان السلطة هي من تأمرهم بذلك. وتأتي التصريحات النارية للأحمر في الوقت الذي يخيم فيه التوتر على المناطق الجنوبية من اليمن بعد تصاعد الاشتباكات الدامية ،والتي أصبحت شبه يومية، بين ما بات يعرف ب "الحراك الجنوبي" الذي ينادي بانفصال الجنوب وقوات الأمن اليمنية مما أدى إلى زيادة حدة الاحتقان الشعبي في العديد من المدن الجنوبية ضد القوات الحكومية بعد اتهامها بتعمد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الجنوبيين. الدعوة لتنحية صالح ونصح الأحمر القيادي في اللقاء المشترك في لقائه مع البرنامج والذي بثته العديد من المواقع والصحف اليمنية الرئيس اليمني بعدم تعريض نفسه للمساءلة بتهمة الخيانة العظمى وذلك بتولية أقاربه وأبنائه في المناصب العسكرية والمدنية. وقال الأحمر: "عبر الجزيرة أنادي الأخ الرئيس بأن يقدم مصلحة اليمن على مصلحته الخاصة، وأعتقد أنه اليوم أضمن طريقة يمكن أن تنهي ما نحن فيه أن يتنحى الأخ الرئيس عن السلطة وأن يسلم السلطة لنائبه اللواء عبد ربه منصور هادي، وأن يتم العمل على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأنصح في هذه الحالة أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها الإصلاح أن تعمل على أن يصل إلى السلطة رئيس من المناطق الجنوبية لأن هذا سيكون له إسهام جيد في الحفاظ على مشاعر أبناء المحافظات الجنوبية وفي توثيق الوحدة". واضاف: "كما أدعو الأخ الرئيس إلى أن يوقف المخالفة الدستورية الحاصلة حالياً ضمن كثير من المخالفات لكن هذه مخالفة واضحة ستعرضه للمساءلة بتهمة الخيانة العظمى، لأنه عندما يقوم رئيس باختراق الدستور هو يمارس فعل يعرضه للخيانة العظمى هذه المخالفة هي تولية أبنائه وإخوانه مناصب الجيش والأمن .. هذا يخالف صريح نصوص الدستور ويعرضه للمساءلة، وعليه أن يبدأ من ذلك المبدأ". وعبر الشيخ حميد الأحمر عن التزامه بخطى التجمع اليمني للإصلاح وقناعته بالعمل من خلاله من أجل اليمن، مؤكداً في ذات الوقت أن حاجة الشعب في اليمن هي إدانة الظلم ، كما أكد أن الوحدة جاءت بناءً على نضال اليمنيين منذ عقود وكان للأخ الرئيس شرف التوقيع عليها، منتقداً ممارسة القتل ضد المتظاهرين، معتبراً ذلك تآمر على الوحدة. أسبابها واستطرد: كما أؤكد حقيقة أن دعوتي إلى تنحيه ليست لشيء شخصي ولكن من أجل اليمن التي فقدت صعدة في ظل سلطته، من اجل اليمن التي وحدتها مهددة في ظل سلطته، من أجل اليمن التي تسير بخطى سريعة في منحدر الفقر بفضل سلطته، من أجل اليمن التي تعيش في نفق مظلم في ظل سلطته نسأل الله أن يعين أبناءها للخروج من أعماقه . وأضاف الأحمر أن المعارضة لا تسعى لقلب نظام الحكم، وإنما إلى التغيير والوصول لحكم شوري عادل، مشيراً إلى أن اتفاقية الوحدة ترتكز على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. وقال: سيقوم أبناء اليمن بالوقوف ضد هذه السلطة مثلما وقفت ضد الانفصال. وتحدث حميد الأحمر عضو مجلس النواب وعضو الهيئة العليا للإصلاح عن لقائه بالرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وقال ان الأخير لم يخذله وكان متفاعلاً مع المعارضة والتشاور على قاعدة التغيير. وتابع أمين عام لجنة الحوار الوطني قائلاً ان هذه السلطة انقلبت على ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وعلى الوحدة التي قال ان الرئيس حولها إلى ملك له ولأبنائه. وحول إنجاز الرئيس لمنجز الوحدة قال الأحمر: "الوحدة لم تكون جوهرة ضائعة غاص علي عبد الله ليلتقطها .. الوحدة جاءت بناءً على نضال اليمنيين منذ عقود والأخ الرئيس شرف بالتوقيع عليها". وحول المشكلة التي تعاني منها اليمن قال: "ان أبرز مشكلة هي شخصنة الدولة عبر تركيز كل الصلاحيات في يد شخص الرئيس ما أدى إلى غياب المؤسسية واختزال الدولة والمؤسسات في شخص الرئيس الذي لم يعد يسمع لأحد أو أي شيء إلا كيف يمكن أن يبقى في السلطة حسب قوله". ودعا الشيخ الأحمر، علي سالم البيض، إلى أن يقف مع أبناء اليمن قاطبة ومع الجماهير الغفيرة للتحرر من الظلم، وقال ان البيض أخطأ في دعوته للإنفصال، لكنه قال ان البيض يقول بالانفصال بينما السلطة تمارس الإنفصال، منتقداً ممارسة القتل ضد المتظاهرين، وقال ان ذلك تآمر على الوحدة. وأضاف ان الوحدة لا تعني شيئاً لشخص أزهقت روح ابنه أو أبيه أو أخيه، وأبدى دعمه لأن يتسلم السلطة الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي ويصبح رئيساً لليمن. وتحدث عن قبيلة حاشد قائلاً انها وقفت طوال تاريخها ضد الظلم، كما تحدث عن انتمائه لحزب الإصلاح وقال انه ملتزماً بخط هذا الحزب، ورداً على سؤال من قبل المذيعة حول انتمائه لجماعة الإخوان قال انه لا ينتمي للإخوان بل للحركة الإسلامية، قائلاً إنه يدعمها بكل ما هو قادر. وحول ثروته قال انه بناها من خلال عمله كرجل أعمال منذ 20 عاماً، وقال انه على استعداد للمساءلة حول مصادر ثروته منذ بداية عمله التجاري. وبشأن قضية صعدة قال الشيخ الأحمر انها أصبحت قضية ملتهبة وأن السلطة فقدت سيطرتها على تلك المحافظة، وانتقد بشكل غير مباشر الحوثيين الذي قال انهم كانوا يتحدثون عن أنهم يدافعون عن أنفسهم بينما الآن يتوسعون ويدخلون في حراك مع القبائل الأخر، داعياً الحوثيين إلى التخلي عن ذلك وأن يكونوا جزءً من حوار وطني. الأوضاع في الجنوب وعلى صعيد الوضع المتوتر في الجنوب، أعلن "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم في اليمن ، أن قنبلة انفجرت في محافظة أبين جنوب البلاد لم تسفر عن ضحايا وأنه تم إبطال مفعول قنبلة أخرى، متهما من وصفهم ب»الخارجين عن القانون» بالوقوف وراء العمليتين. وقال الحزب عبر موقعه الإلكتروني: "انفجرت قنبلة قرب مبنى للشرطة بينما أبطلت قوات الأمن مفعول قنبلة أكبر كانت معدة للانفجار خارج مبنى حكومي"، في محافظة أبين التي شهدت مواجهات نهاية الشهر الماضي مع محتجين ينادون بانفصال اليمن أدت إلى قتل وجرح العشرات. ونسب الحزب إلى مصادر أمنية قولها إن "الانفجار أحدث فجوة في سور خارج مبنى إدارة للتحقيق الجنائي في محافظة أبين، لكنه لم يوقع أي إصابات". وأبُطل مفعول شحنة أخرى أكبر، هي لغم متصل بجهاز توقيت، بعد زرعه قرب سور مكاتب هيئة رقابية حكومية في أبين. واتهمت المصادر الأمنية ما وصفتهم ب "الخارجين عن القانون» بالوقوف وراء العمليتين "الإرهابيتين" بغرض زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة أبين، مشيرة الى أن السلطات ستلاحق المشتبه فيهم وتعتقلهم لتقديمهم إلى المحاكمة ولينالوا العقاب. وكان أربعة جنود قتلوا في كمين الأسبوع الماضي في المحافظة ذاتها التي يقود فيها المحتجين القائد الإسلامي الجهادي السابق طارق الفضلي. وقتل نحو 20 شخصا وجرح العشرات في مظاهرة لمحتجين في محافظة أبين في نهاية يوليو الماضي إثر اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين. ويشكو سكان الجنوب الذي يوجد به معظم المنشآت النفطية اليمنية من انتهاك الشماليين لاتفاق الوحدة لنهب مواردهم والتفرقة بين سكان الجنوب والشمال. يأتي هذا في الوقت الذي تسارعت فيه التطورات الميدانية في محافظة صعدة، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء بعد اتساع رقعة المعارك بين قوات الجيش وأنصار حركة الحوثي. وتحدثت مصادر محلية في المحافظة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى "في المعارك الشرسة التي انتهت بسيطرة الحوثيين على عدد من المواقع العسكرية والمباني الحكومية في مديريتي غمر وشدا". ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصدر في المكتب الإعلامي لحركة الحوثيين قوله: "إن مديرية شدا بمجمعها الحكومي، وكافة منطقة الحصامة والمثلث وجبل تويلق وغيرها في الغرب سقطت في أيدي أنصار الحركة، مشيراً إلى أنهم «غنموا عتادا عسكريا كبيرا، وقد يتجهون صوب منطقة الملاحيظ لطرد القوات الحكومية". وأشار المصدر إلى أن "الجيش انسحب من مواقع جبل عنم المطل على قاع صعدة وهو جبل عال جدا، وكذلك المعسكر الموجود في منطقة فلة". وكان الحوثيون قد سيطروا الأسبوع الماضي على مديرية غمر بعد أن طردوا الشيخ علي ظافر وأتباعه الموالين للدولة من المديرية.