لندن - اعترف وزير قطاع الاعمال البريطاني اللورد بيتر ماندلسون بأن حزب العمال الحاكم سيجد امامه مهمة صعبة في الفوز في الانتخابات العامة المقبلة، بعد تحوله إلى المركز الثاني أمام التقدم القوي لحزب المحافظين المعارض في آخر استطلاعات الرأي. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" عن ماندلسون :" انه بعد حكم استمر نحو 12 عاما، بات من الصعب أمام حزب العمال ان يحافظ على شعبيته عند الناخب البريطاني".
واعترف ان حزب العمال سيجد من الصعب رسم صورة الحزب القادر على احداث التغيير في الشئون السياسية البريطانية.
وعلى الرغم من انه لم يوصد الباب تماما امام احتمال ترشحه لزعامة الحزب، قال ماندلسون ان ذلك سيكون كثيرا عليه.
وتأتي تعليقات اللورد ماندلسون بعد يوم من اصراره على ان موقف رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون قوي وموقعه مضمون، على الرغم من خسارة مدوية لحزب العمال في مقعد انتخابي شاغر، حيث بلغت نسبة التحول عنه للخصوم نحو 16,5 في المئة.
وقال اللورد ماندلسون ان حزب العمال بات حاليا الحصان الاقل حظا في سباقات التنافس في السياسة البريطانية.إلا انه اصر على ان الحكومة العمالية سيشاد بها عندما يتعلق الامر باتخاذ القرارات حول الاوضاع الاقتصادية.
وقال: "بالطبع سيكون امرا صعبا، وبالطبع نحن لسنا في مركز متقدم، والامر سيكون صعبا علينا لاقناع الناس".
ودعا ماندلسون إلى اتخاذ قرارات وصفها بأنها صعبة للسيطرة على الانفاق العام في البلاد، لكنه رفض استخدام كلمة تخفيضات او استقطاعات.
يشار إلى ان آخر استطلاعات الرأي التي نشرت الاربعاء افادت بأن شعبية رئيس الوزراء وحزب العمال تراجعت بمعدل 18 نقطة امام تقدم المحافظين.
واظهر استطلاع اجرته مؤسسة "كومرس" لصالح صحيفة الانبدندنت ان المحافظين حصلوا على 42 في المئة، مرتفعين ستة في المئة عن الاستطلاع السابق.أما حزب العمال فقد حصل على 24 في المئة، متراجعا نقطة مئوية عن الاستطلاع السابق.
يذكر ان الحكومة العمالية تواجه عددا من المشاكل من ابرزها الخلاف حول عدد القوات البريطانية في افغانستان، وتداعيات فضيحة نفقات نواب البرلمان، التي هزت المؤسسة السياسية البريطانية وافقدتها الكثير من شعبيتها.
وفي حال ظلت الارقام على حالها فان من المؤكد ان حزب العمال سيخسر موقعه لصالح تقدم حزب المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون في الانتخابات العامة التي ستجرى منتصف العام المقبل.