أصدر علماء الأمة بيانًا يثمنون فيه الحراك الثوري ضد القمع ومجابهة الانقلابيين في مصر، والذي بلغ مداه كل طغيان، مؤكدين على أن من لقي حفته أثناء هذه التظاهرات التي هي فرض عين على كل مصري، فهو شهيد ومع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وإليكم نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال تعالى : "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا" (سورة الأحزاب 39) وأوجب سبحانه على العلماء أن يبينوا الحق للناس ولا يكتمونه فقال تعالى: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" (آل عمران 187) وقياما بهذا الواجب الشرعي فإننا نهيب بالمصريين جميعا أن يخرجوا اليوم وبعد اليوم في كل ميادين مصر وشوارعها بل وفي كل بلاد العالم؛ ليعلنوا رفضهم الواضح لإرهاب العسكر، وطغيان الشرطة، وتطاول المفسدين. ليقولوا للظالم: يا ظالم، لقد قتلت أولادنا، وفرقت جمعنا، ودمرت بلادنا، واغتصبت أعراضنا، وتطاولت على ديننا ومقدساتنا، فلا طاعة لك علينا ، ولا مكان لك في وطننا. ليخرج الشعب صارخًا في وجوه المستبدين، آخذا على يد من خرق سفينة الوطن وعرضها للغرق والهلاك. إن جهاد الظالمين من أعظم صور الجهاد، قال صلى الله عليه وسلم : "إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. والشهادة فيه من أعظم درجات الشهادة قال صلى الله عليه وسلم : "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ" . أخرجه السيوطي وصححه الألباني إن دماء إخواننا المصريين من أول ثورة يناير المجيدة إلى يومنا هذا تستصرخ فينا النخوة والدين والشرف والوطنية والوفاء بالوعد بالقصاص لها من المجرمين السفاحين، قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا). سور ة الإسراء إن أعراض أخواتنا وبناتنا تستصرخ فينا الإسلام والعروبة والرجولة.. و إسلاماه واعرضاه.. فهل يسعنا التكاسل أو التخاذل أو التراجع!!! فلا نامت أعين الجبناء. إن المعتصم حرك جيشا كاملًا من أجل امرأة واحدة تم أسرها، فما بال مئات البنات والنساء والزوجات في سجون الطغاة يستشرفن أصوات إخوانهن من رجال مصر ونساءها ليخلصوهم من ويلات الأسر والطغيان. إن المشردين من إخواننا في سيناء ينتظرون منا أن نعيدهم إلى ديارهم وأموالهم فهل يسعنا التردد أو الخوف!! إن عشرات الآلاف من أبناء مصر وعلمائها خلف قضبان العسكر يتطلعون بعد الله تعالى إلى سواعدكم الفتية، وإرادتكم القوية، لتحرروهم من أغلال الأسر، وسياط التعذيب والتنكيل. إن تطهير البلاد من تلك العصابة المجرمة واجب شرعي ليعود لبلادنا أمنها ولحدودنا جيشها، ولشعبنا كرامته وإرادته، ولدولتنا نهضتها وريادتها. فتيقنوا من نصر الله وتأييده "وإن جندنا لهم الغالبون". واقرأوا في انطلاقتكم قول الله تعالى: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق".. سورة الأنبياء، وليكن التكبير شعارًا والصمود منهجًا. ولا يفوتنا هنا أن نؤكد أنه لا يجوز للجنود طاعة قادتهم بقتل المصريين، ونذكرهم بقول الله تعالى: "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ" (هود113) وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف". رواه البخاري ومسلم ونذكركم بتجديد النية والدعاء لكم ولجميع إخوانكم في اليمن وليبيا وسوريا وسائر أقطار المسلمين.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. الموقعون على البيان: جبهة علماء ضد الانقلاب. رابطة علماء أهل السنة في مصر. جبهة العز بن عبد السلام الشرعية. جبهة علماء الثورة. نقابة الدعاة المصرية. الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر، تحت التأسيس.