جرى يوم الجمعة الماضية في جنوب نيبال، المهرجان التقليدى للهندوسيين، والذي شهد أكبر تضحية بالحيوان في العالم؛ حيث تم فيه ذبح حوالي 4000 من حيوان الجاموس، والماعز، والحمام في يوم واحد فقط. المهرجان استمر لمدة يومين، ويدعى مهرجان "غادهيماي ميلا"، ويتم الاحتفال به في معبد "غادهيماي"، الذي يقع حوالي 160 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة "كاتماندو"، عاصمة النيبال. ويقام المهرجان كل 5 سنوات، وخلاله تذبح مئات الآلاف من الحيوانات قربانًا لآلهة القوة الهندوسية، ويعتقد المتعبدون أن هذه الطقوس تجلب لهم الحظ السعيد. في عام 2009 قُدرت أعداد الحيوانات التي قتلت خلال هذا المهرجان بحوالي 350 ألف رأس ماشية، وكان العدد المتوقع هذا العام 500 ألف رأس، بالرغم من الحملات التي انطلقت لحظر هذا المهرجان. وشارك في المهرجان الملايين من الهندوس، من جميع أنحاء الهندوالنيبال؛ لتكريم الإلهة "غادهيماي"، المعبودة الهندوسية، التي يعتقد محبوها أنها سوف تمنحهم ما يتمنوه، إذا ما ضحوا بالحيوانات والطيور. وبدأ الهندوس في ذبح الحيوانات يوم الجمعة 28 نوفمبر، متجاهلين دعوات من نشطاء حقوق الحيوان، لوضع حد لأكبر طقوس التضحية الحيوانية في العالم. في السنوات الماضية، كان ما يقرب من 70٪ من الحيوانات التي تدخل النيبال للذبح تأتي من الهند، وانخفض هذا الرقم منذ حظرت المحكمة العليا في الهند الدخول غير المشروع للحيوانات إلى النيبال، وخاصة لمهرجان "غادهيماي ميلا". ويتم تمويل المهرجان جزئيًّا من قبل حكومة النيبال، وهو يجلب عددًا من السياح ويدر بعضًا من المال؛ حيث تفرض سلطات المعبد رسومًا للدخول إلى مكان المهرجان، ورسومًا على أماكن انتظار السيارات. وقال "مانجال تشاودهاري"، الكاهن الرئيسي في موقع الذبح، بالقرب من المعبد المكرس للإلهة "غادهيماي" :"إن الأجواء هنا احتفالية جدًا، والجميع متحمسون". وبعد ذبح حيوانات الجاموس، تدفن رؤوسها في حفرة كبيرة، وتباع جلودها للمقاولين الذين يقدمون أعلى العطاءات. وقدم العديد من النشطاء التماسًا للرئيس النيبالي من أجل إنهاء هذا "التقليد الوحشي"، الذي بدأ منذ حوالي 260 عاما، ومع ذلك، فإن مهرجان التضحية بالحيوانات يجلب أكثر من 2 مليون هندوسي الى موقع الاحتفالات، ويبقى احتفالًا دينيًّا هامًا.