حولت الفيضانات التي شهدها المغرب الأسبوع الماضي عددًا كبيرًا من القرى الصغيرة إلى مناطق منكوبة وتسببت في مقتل 23 شخصًا. ومن جانبها أنقذت فرق الإغاثة في المغرب عشرات الأشخاص الذين تضرروا بالفيضانات التي تشهدها البلاد جراء الأمطار الغزيرة وأسفرت عن خسائر بالأرواح والممتلكات، حسبما ذكر بيان لوزارة الداخلية الخميس. وقال البيان إن عمليات الإنقاذ التي تمت خلال ال48 ساعة الماضية في منطقتي كلميم وسوس ماسة درعة مكنت من إنقاذ 113 شخصا كانوا في حالة خطر، ولا تزال المنطقتان تشهدان اضطرابات جوية كبيرة. في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء المغربي، عبد الإله بنكيران بعد اجتماع حكومي "اتخاذ القرار بالتعامل الصارم والحازم مع المواطنات والمواطنين من أجل المنع المباشر من عبور الوديان التي حذرت السلطات من اجتيازها." إقليم طاطا في عزلة: وتعيش بلدية فم زكيد باقليم طاطا عزلة تامة عن العالم الخارجي وعن الدواوير التي تنتمي إلى مدارها الحضري بفعل الأمطار الطوفانية والسيول الجارفة التي شهدتها المنطقة طيلة الأيام الأخيرة. وأورد كريم حدان المستشار الجماعي ببلدية فم زكيد، أن المنطقة شهدت منذ ليلة السبت الماضي تساقطات مطرية غزيرة نجم عنها فيضان وادي زكيد، مؤكدا أن الفيضان يعتبر الأضخم في تاريخ المنطقة من حيث الارتفاع والطول والعرض والصبيب " متجاوزا المنشأة الفنية بثلاثة أمتار تقريبا، ومتسببا في هدم جزء منها، إضافة إلى مصرع شخص غرقا بجماعة الوكوم" يقول المتحدث. وأضاف حدان أن جميع المنافذ الطرقية المؤدية إلى مركز البلدية قد انقطعت، إضافة إلى تلف العشرات من أشجار النخيل، وانقطاع التيار الكهربائي عن البلدية والجماعتين القرويتين الوكوم وتليت، وانجراف العديد من البساتين، وإلحاق أضرار جسيمة بسواقي المركز، وذلك ما خلق حالة رعب حقيقي لدى ساكنة بوكير وبودلال وتابية واكران السوق المتاخمة للوادي والمفتقدة لحائط وقائي.- بحسب ما نشرته شبكة هسبريس المغربية. قرية بلا مياه: وأكد حدان أن المركز الصحي الوحيد بدون مولد كهرباء وتابع قائلا "الأطفال الرضع بدون لقاحات، والمتوفر منها قد فسد، وربما لو جاء المخاض امرأة حاملا أو أصيب أحدنا بوعكة صحية وتطلب الأمر نقله إلى المستشفى الإقليمي لاستعصى الأمر" ، متسائلا عن السبب وراء عدم إعلان منطقة فم زكيد وإقليم طاطا عموما منطقة منكوبة، وعدم اللجوء إلى مروحيات الجيش لنقل الأعمدة الكهربائية للتسريع بمعالجة مشكل التيار الكهربائي. وشدد المستشار الجماعي على ضرورة تزويد الإقليم بمروحية إسعاف، وتزويد المركز الصحي الحضري بمولد كهربائي إسوة بالثكنة العسكرية والقصر الإماراتي ومركز الدرك الملكي ومركز الوقاية المدنية، والتعجيل بإعادة بناء المنشأتين الفنيتين على وادي زكيد، مع تخصيص ميزانية مستعجلة لإصلاح وبناء السواقي والحيطان الوقائية على طول الوادي بضفتيه، ودعم الفلاحين المتضررين، والعمل على النهوض بالبنية التحتية والخدماتية، واعتماد استراتيجية لمواجهة الكوارث وتدبير الأزمات. تحذيرات جديدة : إلى ذلك، وفي نشرة تحذيرية، حذرت الأرصاد الجوية جميع المواطنين المغاربة بضرورة "توخي الحيطة والحذر"، مع "عدم المخاطرة بالتواجد قرب الوديان والمنحدرات والشواطئ". وبحسب الأرصاد سيعرف المغرب انطلاقا من اليوم الجمعة، "اضطرابا جوياً جديداً مع أمطار قوية وعاصفة، ستنزل في السهول الأطلسية الشمالية والوسطى". ومن المحتمل، بحسب الأرصاد الجوية، تسجيل أمطار تصل إلى 120 ميلتمرا خلال الأسبوع الجاري، مع رياح تصل إلى 60 كيلومترا في الساعة. هذا وسيستمر الاضطراب الجوي الجديد في المغرب، خلال الأسبوع الجاري، يومي الخميس والجمعة وتستمر لغاية يوم الاثنين من الأسبوع المقبل، وسيمتد المطر الغزير إلى وسط وجنوب شرق والجنوب الغربي. كما سيعرف المغرب انخفاضا في درجات الحرارة مع تساقط ثلوج في الجبال التي تتجاوز في ارتفاعها 1700 مترا، وهيجان في البحر حيث سيصل الموج في ارتفاعه ما بين 5 و 7 أمتار. أنقذت فرق التدخل في المغرب سياحا أجانب حاصرتهم الفيضانات، فيما بثت القناة الأولى للتلفزيون الحكومي المغربي صور فيديو من المناطق المنكوبة في الجنوب الشرقي من المغرب، بعد الفيضانات التي أتت بعد تساقطات مطرية وصفتها الرباط بالاستثنائية. وفي مدينة الحوز في جبال الأطلس الكبير في جنوب المغرب، بدأت الجرافات الخطوات الأولى لإعادة فتح طريق دمرتها الفيضانات بالكامل، وفق صور التلفزيون الحكومي المغربي. وفي تصريحات لمواطنين مغاربة، أكدوا أن الأمطار التي هطلت لم يسبق أن شاهدوا مثلها من قبل، وأنها تسببت في فيضانات حرمت التلاميذ من الوصول إلى المدارس. وفي مدينة ورزازات، كبرى مدن إقليم الجنوب الشرقي المغربي، بث التلفزيون صورا جوية للقرى المعزولة بين جبال الأطلس الكبير، والتي حاصرت الأمطار والفيضانات سكانها، لتتدخل فرق من الجيش والدرك المغربي لإجلاء المنكوبين من خلال جسر جوي عبر الطائرات العمودية، فيما جرى نقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاجات الأولية الضرورية. ومن المنكوبين الذين جرى إجلاؤهم سياح أجانب علقوا بين الجبال وسط أمطار غير اعتيادية، في مثل هذا الوقت من العام في مدن وقرى الجنوب الشرقي المغربي.