أودت الفيضانات الأخيرة بالمغرب بحياة 22 شخصا إضافة إلى خسائر في الممتلكات بعد تدمير آلاف المنازل بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في النصف الثاني من يناير ، ومطلع فبراير وسجل سقوط الأمطار أرقاما قياسية لم تشهدها سهول غربي المغرب الخصبة منذ ستينيات القرن الماضي. كما أن تساقط الثلوج بكثافة على الجبال كان وراء انهيار عدة مساكن فوق رؤوس أصحابها. ويسود القلق حاليا المزارعين المغاربة بعد تلف المزروعات التي غمرتها المياه. فيضان نهر وكانت منطقة سيدي سليمان ( شمالي غربي المغرب) أكثر المناطق تضررا جراء فيضان نهر بهت الذي يعبر المدينة. ومنذ أكثر من أربعين عاما لم يشاهد السكان امتلاء النهر وخروجه عن مجراه كما شاهدوه هذه السنة حسب بنيونس بشاري عضو بلدية المدينة. وقال بشاري إنه لولا تحذير السلطات للسكان منذ 31 يناير الماضي لكانت الكارثة كبيرة خاصة في الأرواح. وأكد المتضررون الذين زارتهم الجزيرة نت أنهم استطاعوا النجاة بأرواحهم، لكن المياه جرفت الدور الترابية المحاذية للنهر، واضطرت السلطات بعد ذلك لإيوائهم في مراكز خاصة. وانتقد بشاري سياسة غض الطرف التي انتهجتها السلطات المغربية تجاه السكن العشوائي على ضفتي نهر بهت منذ وقت طويل دون الأخذ بعين الاعتبار مخاطر عودة المواسم الممطرة واحتمال الفيضان. خسائر وقدرت وزارة الداخلية المغربية في بلاغ عدد الوفيات ب22 شخصا بسبب فيضانات الوديان وانهيار المنازل الطينية منذ 31 يناير الماضي، تاريخ إعلان مصالح الأرصاد الجوية الوطنية عن حدوث اضطرابات جوية بالمغرب. وقال المصدر إن خسائر المنازل بلغت حتى يوم السبت 2252 منزلا غمرتها المياه، و328 منزلا آخر تضرر بشكل جزئي و189 انهارت بشكل كامل. كما غمرت المياه ما يقارب سبعة آلاف هكتار من الأراضي و12 قرية يقطنها قرابة خمسة آلاف نسمة في منطقة الغرب شراردة بني حسن. وعلى الرغم من الانفراجات الواسعة وتحسن أحوال الجو فإن خطر الفيضان لا يزال قائما وفق ما أوضحه للجزيرة نت عبد الكريم بنعمان رئيس جمعية التنمية الفلاحية بجهة الغرب. وأشار إلى أن الثلوج الكثيفة التي عرفتها المناطق الجبلية سوف تشرع في الذوبان وتشكل أخطارا محتملة جدا على السكان والمزروعات. وأكد بنعمان أن مساحات شاسعة من السهول المزروعة بالقمح والعلف أتلفتها مياه الأمطار التي غمرتها، وأن المزارعين المتضريين يتخوفون من فوات الموسم الزراعي. مساعدات وسجلت اللجنة المحلية لمساعدة منكوبي فيضانات نهر بهت تأخر السلطات الرسمية في تقديم المساعدات الضرورية للمنكوبين، خاصة الغذاء والأغطية حيث ذكر بشاري أنها لم تصل السكان إلا بعد يومين أو ثلاثة. وتمكنت هذه اللجنة الشعبية من توزيع أولى المساعدات بتزامن مع السلطات الرسمية ومن جهتها تمكنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن -هيئة رسمية- من توزيع أزيد من 2500 وحدة غدائية، كما أطلقت بتنسيق مع وزارة الصحة والسلطات المحلية حملة طبية واسعة لفائدة السكان المنكوبين. أما في باقي مناطق المغرب، فقد غمرت المياه 220 منزلا، وانهارت خمسون منها مبنية بالطين بشكل كامل، في أقاليم تازة وفاس مولاي يعقوب (شمال شرق)، والعرائش (شمال) وبني ملال (وسط) وشتوكة آيت باها (جنوب).