أدى 49 ألفا و843 من طلاب المرحلة الأولى للثانوية العامة، والمعروفة باسم «سنة الفراغ» امتحان مادة الجبر أمس، وسط حالة من الوجوم والحزن سادت معظم اللجان، بسبب «صعوبة الأسئلة»، خاصة الجزئية رقم «ب» بالسؤالين الرابع والخامس. واللافت أنه بعد أن كانت شكاوى الطلاب فى السنوات الماضية تقتصر على صعوبة السؤال الإجبارى، أكد أغلب الطلاب هذا العام «سهولة السؤال الإجباري ووضوحه».
فى المقابل، تلقى الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم، تقريراً من غرفة العمليات المركزية، أفاد بأن الورقة الامتحانية اشتملت على خمسة أسئلة، من بينها سؤال اجبارى و4 اختياري، يختار منها الطالب ثلاثة أسئلة فقط، موضحاً أن الأسئلة راعت قياس جميع المستويات المعرفية: (التذكر - الفهم - التطبيق)، وغطت جميع موضوعات المنهج الدراسي ومعه محتوى الكتاب المدرسي، كما أن زمن الامتحان كان مناسباً للحل والمراجعة.
وفي استطلاع أراء الطلاب فى القاهرة حول مستوى الامتحان، قالت الطالبة ثريا عماد: «لم أتوقع أن يأتي امتحان الجبر بمثل هذه الصعوبة، خاصة بعد أن جاء امتحان التفاضل والتكامل فى مستوى الطالب المتوسط، فخطوات الإجابة عن الأسئلة كانت طويلة، وتتطلب وقتا أكثر من الوقت المحدد للإجابة عنها»، لافتة إلى أن أغلب الأسئلة كانت تحتاج إلى تفكير، وبالتالي وقتا أكبر للإجابة عنها، خاصة السؤالين الرابع والخامس.
وأكدت الطالبة نهاد عماد، صعوبة الامتحان خاصة الجزئية رقم «ب» فى السؤالين الرابع والخامس، وقالت: «شعرت بحالة من التوهان داخل اللجنة، بسبب الأرقام التى كنت أستنتجها فى حل المسائل».
وأضافت: «شعرت بأني اخترعت رياضة جديدة لم أرها من قبل، كما أن وقت الامتحان كان غير متناسب مع طول خطوات المسائل».
وقالت الطالبة إسراء محمد على: «إن مراقبة اللجنة تعمدت إرباك الطالبات، من خلال صوتها العالي وقيامها بتفتيش جميع الطالبات قبل البدء فى حل الامتحان، فضلاً عن قيامها بتفتيش أوراق الإجابة، الأمر الذى جعل أغلب الطالبات يفقدن تركيزهن»، مؤكدة أن مستوى الامتحان تعدى مستوى الطالب المتوسط.
وأشارت الطالبة مي سعيد إلى أن الامتحان جاء مخالفاً لجميع توقعات الطلاب، وقالت: «الجميع كان يتوقع أن يأتي الامتحان فى مستوى امتحان التفاضل، إلا أن الامتحان تضمن العديد من الصعوبات، التي كان من بينها طول الخطوات التي تتطلبها الإجابة عن الأسئلة، وعدم وضوح بعض الأسئلة الأخرى، فضلاً عن ضيق الوقت الذي لم يمكّن أغلب الطلاب من التفكير، خاصة أن أغلب الأسئلة تحتاج إلى تفكير وتركيز».
لم تختلف الشكاوى الطلابية فى المحافظات عنها فى القاهرة، بل وصل الأمر إلى دخول عدد من الطلاب فى نوبات بكاء هستيري وإغماءات، ففي «الدقهلية» شهدت لجان الثانوية العامة، حالات بكاء بين العديد من الطلاب والطالبات وحالات انهيار داخل اللجان ومحاولة هروب لبعض الطالبات خارج لجنة الثانوية بنات بالمختلط بسبب صعوبة وطول بعض فقرات امتحان مادة الجبر.
وفى «أسيوط»، شهدت مدرسة أحمد عبد الرحيم الثانوية بنات بالقوصية، دموع وصرخات عالية من جميع الطالبات بسبب صعوبة الجبر.
وقالت الطالبات: «إن وقت الامتحان غير كاف للإجابة عن الأسئلة، وإن النقطتين (ب) فى السؤال الرابع و(ب) فى السؤال الخامس معقدتان وغير مباشرتين وكانتا تحتاجان إلى وقت طويل للإجابة.
وفى «البحيرة»، شكا الطلاب من صعوبة الامتحان، خصوصاً السؤال الرابع فى الفقرة الخاصة بالمتتابعة الهندسية، والخامس بفقرتيه الأولى والثانية.
وأكد عدد من الطلاب أن الامتحان فى مجمله فى مستوى الطالب فوق المتوسط والمتميز.
وفى «الإسكندرية»، أدى ما يقرب من 4 آلاف من طلاب المرحلة الثانية من الثانوية العامة «سنة الفراغ» امتحان مادة الجبر فى 116 لجنة، وبدت بعض اللجان شبه خالية، مثل لجنة مدرسة الرمل الثانوية.
ووصف الطلاب الامتحان ب»الغامض» فى بعض فقراته، خاصة السؤالين الرابع والخامس، مؤكدين أنهم لم يتوقعوا ان يأتي الامتحان بهذه الصعوبة، فيما اشتكى عدد آخر من الطلاب من السؤال الخاص بالمتتابعات، مؤكدين أنها كانت معقدة وموجهة للطالب المتميز وليس للطالب المتوسط.
وشهدت بعض اللجان حالات من البكاء وإغماء بين الطلاب، وانهيار أولياء الأمور. بينما تباينت آراء الطلاب فى جنوبسيناء حول الامتحان، مؤكدين أن الأسئلة معظمها كانت مكررة من امتحانات سابقة، ماعدا النقطتين (ب) فى السؤالين الرابع والخامس فقد كانتا «صعبتين للغاية» - حسب قولهم.