مع استمرار العدوان الصهيوني للأسبوع الثالث على التوالي، أثبتت قدرات المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله قدراتٍ قتالية فائقة شكّلت رادعاً لجيش الاحتلال الصهيونيّ، بل تفوّقت عليه خاصةً في المواجهات البرية في الجنوب اللبنانيّ. ومنذ بدء العدوان الصهيوني في 12 يوليو 2006 بعد تنفيذ حزب الله لعمليةٍ ناجحة تمثّلت في أسْر جنديّيْن، بلغَتْ خسائر الصهاينة خلال الأسبوعين الماضيين 40 قتيلاً وجرح أكثر من 300 آخرين، إضافةً إلى خسائر مادية للترسانة العسكرية الصهيونية والمنشآت الحيوية في شمال فلسطينالمحتلة. وقد أعلنت قوات الاحتلال أنّه منذ بدء عملياته سقط أكثر من 700 صاروخ كاتيوشا على المناطق الشمالية داخل الأراضي المحتلة.
ففي "عيترون"، قُتِل 16 صهيونياً وجُرِح 25 إضافةً إلى أسْر الجنديّيْن، وإصابة المغتصبات الصهيونيّة هناك بأضرار بالغة.
وفي الناقورة، أصيب 3 صهاينة، وتم تدمير آليات عسكرية حاولت اجتياح الأراضي اللبنانية. أمّا في "نهاريا"، قُتِل 3 من مستوطني المغتصبات وسقطت عشرات الصواريخ على نهاريا. وفي "صفد"، جُرِح عشرات الصهاينة وحدثت أضرار متنوعة، وفي مقدّمتها ضرب القيادة العسكرية الصهيونية. كما سقطت صواريخ متنوعة على مغتصبة "كرمئيل". وقصفت المقاومة الإسلامية اللبنانية القيادة العسكرية هناك. وفي "طبرية" المحتلّة عام 1948، جُرِح 8 صهاينة في سقوط عشرات الصواريخ على المدينة. ووصل القصف إلى مدينة "عفولة" المحتلّة أدّت إلى أضرار متنوعة. أمّا حيفا، فكان لها النصيب الأكبر من صواريخ حزب الله، حيث قُتِل 15 وجُرِح أكثر من 70، إضافةً إلى تضرّر منشآتٍ حيوية أهمّها مصنعٌ للكيماويات وانتشار الحرائق فيها. وأعلن تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله، أنّ الصواريخ التي سقطت على حيفا، هي من نوع "رعد2" و"رعد3". وكلّ هذه الخسائر التي ألحقها حزب الله بالصهاينة يدلّل على امتلاكه قدراتٍ وأسلحة قتالية كبيرة، حيث كان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال في 23 مايو 2006 أنّ المقاومة الإسلامية تمتلك نحو 12 ألف صاروخ. ونقلت مجلة "جينز" الأسبوعية المتخصّصة بشؤون الدفاع، عن مصادر في أجهزة استخبارات العدو الصهيوني، تقديرها أنّ حزب الله يمتلك ما بين 10 آلاف وبين 15 ألف صاروخ، أهمّها صواريخ "كاتيوشا" التي تمثّل النصيب الأكبر مما يمتلكه الحزب، ويتراوح مداها بين 12 و22 كيلومترًا. كما يمتلك حزب الله صواريخ "فجر"، وهي عبارة عن صواريخ "كاتيوشا" مطوّرة، ويبلغ مداها ما بين 35 و75 كم. كما أشارت إلى امتلاك حزب الله لصواريخ "فجر5" التي يبلغ مداها 75كم. وأشارت إلى امتلاك الحزب أيضاً لصواريخ "رعد"، وهي تقليد لصواريخ "فرو" الروسية، ويصل مداها إلى 70 كم، حسب المجلة. أمّا عن صواريخ "زلزال"، فحسب المجلة الصهيونية "حزب الله" يمتلك على ما يبدو 100 صاروخٍ من نوع "زلزال1" يبلغ مداها 150 كيلومترًا تقريبًا؛ وهو ما يعني أنّه قادر على ضرب عاصمة الكيان الصهيونيّ، تل أبيب. وفي الاتجاه الآخر تتزايد أعداد الضحايا من الشهداء والجرحى اللبنانيين، إضافةً للمشرّدين والمهجّرين، فضلاً عن التدمير الواسع الذي طال البنية التحتية للبلد. وبلغت حصيلة الشهداء الأسبوعين الماضيين نحو 600 وصلت جثث 420 منهم للمستشفيات من بينهم 349 مدنياً و29 عسكرياً وشرطياً، و32 مقاتلاً من حزب الله بينهم مسعفان، وستة مقاتلين من حركة "أمل". ومنذ بداية العمليات العسكرية أصيب أكثر من 800 مدنيّ لبنانيّ بجروح. كما أصيب 81 جندياً وشرطياً بجروحٍ استناداً إلى معلومات الشرطة والمستشفيات اللبنانيّة. كما قُتِل أربعة مراقبين تابعين للأمم المتحدة في قصفٍ جويّ للصهاينة على مركزهم في بلدة الخيام بجنوب لبنان. أمّا في الجانب الماديّ فقد أسفر قصف العدو عن خسائر مادية فادحة قدّرها وزير المال اللبناني؛ جهاد أزعور؛ بمليارات الدولارات. وطال القصف مواقع مدنية وعسكرية كثيرة كان أبرزها مواقع عسكرية، ومنها مقرّ عامٌ في "بنت جبيل" وثكنات في "الجمهور" و"كفر شيما"، ومركز استخبارات عسكرية في "العبدة"، وقواعد بحرية في مرفأ طرابلس ومرفأ بيروت، وقواعد جوية شملت قاعدتي "رياق" و"القليعات"، إضافةً لكلّ محطات الرادار ومخازن أسلحة، إضافةً إلى تدمير مدارج مطار بيروت الدوليّ. وكان لمؤسسات حزب الله نصيباً من الخسائر المادية، حيث طال القصف مقارّ عامّة ومنازل المربع الأمني في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله حيث مكتب أمينه العام حسن نصر الله ومبنى مجلس الشورى والتعاونية الإسلامية. كما شمل القصف مكتب مسؤول حزب الله جنوب لبنان، الشيخ نبيل قاووق، في مدينة صور، ومقرّات حزبية في "بعلبك" و"شمسطار"، ومؤسسة الشهيد في "بعلبك" ومدرسة "الهداية" ومركز الإرشاد الزراعي في "بعلبك". واستهدفت الغارات الصهيونيّة عدداً من المساجد في بعلبك. وعلى صعيد طرق المواصلات تم استهداف 100 جسرٍ على الأقل، وطرق داخلية وأخرى سريعة جنوب وشرق لبنان، والطريق الدولية بين بيروت ودمشق. كما استهدفت الغارات مطار بيروت الدولي ومرافئ بيروت وجونية وطرابلس. كما تعرّضت عشرات آلاف المباني والمنازل جنوب لبنان وضاحية بيروتالجنوبية ومنطقة بعلبك وشرق لبنان لقصفٍ شديد. وعلى صعيد الشاحنات ووسائل النقل تعرّضت للقصف أكثر من 450 شاحنة عادية وشاحنة نقل كبيرة، وفق الإحصاءات الأولية لنقابة النقل البري. كما تعرّضت للقصف والتدمير محطات للوقود ومحطات كهرباء وخزانات مياه وخزانات للوقود في مطار بيروت. القصف طال أيضاً عشرات المصانع جنوب شرق بيروتوجنوب لبنان وسهل البقاع. ومن أهمّ تلك المصانع "ليبان ليه" الذي يُعَدّ من أكبر مصانع مشتقات الحليب. محطات إرسال تلفزيوني وإذاعّي وهوائيات للهاتف الخلوي، تعرّضت هي الأخرى لحملة القصف المستمرة منذ أكثر من أسبوعين. وتحدثت محطة "تيلي لوميار" التلفزيونية الدينية التابعة للكنيسة الكاثوليكية عن خسائر لحقت بها بنحو مليون ونصف مليون دولار بين معدّاتٍ ومنشآت. كما توقف بثّها بنسبة 50%.