أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن البنية القيادية للحزب لم تصب بأذى جراء عمليات القصف الصهيونية التي استهدفت أمس ضاحية بيروت الجنوبية، ونفى المزاعم الصهيونية بأن قوات الاحتلال دمّرت 50 بالمائة من قدرات الحزب، وتعهد بأن يقدِّم الحزب مزيداً من المفاجآت في المرحلة المقبلة في سياق الرد على العدوان الصهيوني الذي يستهدف المنازل والمنشآت المدنية والخدمية والاقتصادية وشبكات الطرق في كافة المناطق اللبنانية. وأوضح نصر الله أن حزب الله صمد واستوعب الضربات، كما تعهد بإيقاع خسائر كبيرة في الجيش الصهيوني إذا ما قرَّر التوغل داخل أراضي لبنان. وقال نصر الله في مقابلة أجراها مع قناة "الجزيرة" القطرية مساء يوم الخميس (20/7) في تاسع أيام الهجوم الصهيوني على لبنان: "أستطيع أن أؤكد بلا مبالغات أن البنية القيادية للحزب لم تصب بأذى رغم التصريحات حول استهدافها بثلاثة وعشرين طنا من المواد المتفجرة في مبنى قيد الإنشاء في برج البراجنة"، وأضاف أن حزب الله صمد واستوعب الضربة، ونوَّه بأن الجيش الصهيوني لم يستطع حتى الآن وقف الصواريخ التي تدك المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطينالمحتلة عام 1948، مؤكداً أنه تم اعتقال عدد من عملاء الاحتلال العاملين في بيروت. نفى نصر الله أن تكون البوارج الصهيونية قد شاركت في قصف ضاحية بيروت الجنوبية، لافتاً إلى أن إصابة إحداها في اليوم الثاني للمواجهات دفع القيادة العسكرية الصهيونية إلى إبعاد البوارج العسكرية لجيش الاحتلال عشرات الكيلومترات عن شواطئ بيروت. وشدَّد نصر الله على أن آليات الجيش الصهيوني وضباطه وجنوده سيتعرّضون لخسارة كبيرة إذا ما توَّغلوا برا في لبنان، موضحاً أن مواجهة اليومين السابقين في الجنوب بين مقاتلي الحزب وبين قوات الاحتلال هي بداية المواجهة، مشيراً إلى أن (الإسرائيليين) فعلوا أقصى ما بوسعهم جوّاً وبرّاً. وأكد نصر الله أن الحكومة الصهيونية تلجأ إلى إخفاء حقيقة الوضع العسكري خوفا من الرأي العام الصهيوني، معرباً عن تحديه لحكومة الاحتلال بأن تقدِّم صورة عن الأهداف العسكرية التي قصفتها. وفي ختام حديثه عن الوضع العسكري، اعتذر زعيم حزب الله للعائلة الفلسطينية التي قتل اثنان من أفرادها في مدينة الناصرة شمال فلسطينالمحتلة عام 1948 جراء سقوط صاروخ كاتيوشا على منزلها، ودعاها إلى قبول تعزيته واعتذاره محتسبا ابنيها شهيدين. وشدَّد نصر الله على عدم تسليم أيّاً من الجنديين الصهيونيين الأسيرين لديه، إلا عبر تفاوض غير مباشر يقود إلى تبادل الأسرى، كاشفاً في هذا الصدد إلى أن وسطاء الأممالمتحدة الذين قدموا إلى بيروت السبت الماضي (15/7) طرحوا تسليم الأسيرين إلى الحكومة اللبنانية، على أن تبدأ مفاوضات التبادل بعد شهر مع الاحتلال الصهيوني. وقال زعيم حزب الله: إن من يريد أن يتفاوض حول التبادل فليتحدث مع الحكومة اللبنانية، مشيرا إلى أن عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار وباقي اللبنانيين سيكونون في طليعة المعنيين بالعملية. وذهب نصر الله إلى القول بإنَّ (إسرائيل) تعمل على تنفيذ مشروع يتجاوز إطلاق الأسيرين، مضيفا أن لبنان أمام عملية عسكرية قد تمتد زمنيا حسب التطورات الميدانية والصهيونية. وخاطب السيد نصر الله الأنظمة العربية التي وجهت انتقادات لأسر الجنديين، قائلاً " كفوا عنا"، وأضاف "نحن نقبل من الأنظمة وقوفها على الحياد لأننا نسينا وجودها"، موضحاً أن الرد الصهيوني على أسر الجنديين كان من الممكن أن يكون "محدودا لولا التغطية الدولية والعربية". وقال: "إنه لم يكن يتوقع من الأنظمة العربية وقوفها مع الجلاد ضد الضحية، مشدِّداً على أنه لولا المواقف العربية لما تواصلت العملية الصهيونية على لبنان وكانت انتهت خلال ساعات. وذكر أمين عام حزب الله أيضا أن الأميركيين لن يتمكنوا من إشعال الفتنة بين السُّنَّة والشيعة في لبنان، وأن (إسرائيل) راهنت على تفكك التماسك الشعبي حول المقاومة. وأشار نصر الله إلى أن السفارات الغربية في بيروت أرسلت خبراء استطلاع رأي إلى أماكن تجمعات النازحين في بيروت لقياس حجم تعاطفهم مع المقاومة، وذهلت من النتائج. كما حذَّر السيد حسن نصر الله من أن نجاح قوات الاحتلال الصهيوني في هزيمة المقاومة خلال المعركة الحالية سيتيح لها مستقبلا التدخل في تشكيل الحكومات اللبنانية. وأضاف أنه لا يقاتل نيابة عن الأمة، لكن الأخيرة ستتأثر سلبا وإيجابا بنتيجة هذه المعركة.