قرر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تجميد العلاقات مع البابا والفاتيكان إلى أن يعتذر عن تصريحاته التي أدلى بها عام 2006 واعتبرت مسيئة للإسلام، يأتي ذلك بعد تجنب البابا بنديكت السادس عشر في أول كلمة له عقب وصوله إلى الأردن في مستهل جولة للمنطقة الخوض في قضايا شائكة أو الاعتذار عن تلك التصريحات. فقد قال الداعية يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "قرر تجميد العلاقات مع البابا والفاتيكان حتى يصدر منه اعتذار أو موقف يغطي هذا الموقف، ولم يحدث ذلك إلى اليوم". وكان البابا وصل الجمعة إلى الأردن في زيارة تستغرق أربعة أيام يتوجه بعدها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث كان ملك الأردن عبد الله الثاني في مقدمة مستقبليه. ولم يتطرق بابا الفاتيكان في كلمة له عقب وصوله إلى قضايا شائكة كما لم يعتذر عن تصريحاته المثيرة للجدل عام 2006 والتي وصف فيها الإسلام بأنه "دين عنف"، وإنما اكتفى بالعموميات مثل التعايش والسلام. احترام عميق إلا أن البابا عبر في كلمته عن عميق احترامه للمسلمين، مؤكداً أنه يأمل أن تساهم زيارته في بناء علاقات طيبة بين المسلمين والمسيحيين، مشيراً كذلك إلى أنه جاء إلى المنطقة "رحالة سلام وحاجا لزيارة الأماكن المقدسة". وسيجري البابا خلال زيارته التي تعتبر الأولى لدولة عربية منذ توليه سدة البابوية، محادثات مع العاهل الأردني تتناول –وفق المصادر الأردنية- قضايا متعلقة بتعزيز الحوار الإسلامي المسيحي. كما يتضمن برنامج زيارة البابا لقاء مع علماء الدين الإسلامي في مسجد الحسين –وهو أكبر مساجد العاصمة عمان- وإقامة قداس في إستاد عمان يوم الأحد. وفي تصريح لقناة الجزيرة قال الأب بشير بدر -عضو اللجنة التحضيرية لزيارة بابا الفاتيكان- إن زيارة البابا للأردن الذي يعتبر "البوابة الشرقية لكل الأراضي المقدسة" ولقاءه الملك عبد الله "أطلقا دفعة وأملاً جديدين في انفتاح أعمق وأكبر بين الديانتين الإسلامية والمسيحية". كما اعتبر الأردن الزيارة خطوة لتعزيز دوره كنموذج للتعايش بين الأديان ولحوار الحضارات، خاصة بعد أن تلقى إشادة من البابا الذي قال إن تمكن الرعية الكاثوليكية في المملكة من بناء صروح عبادة دليل على انفتاح أردني وإن الأردن يؤكد الحرية الدينية التي هي حق إنساني. ومن ناحية ثانية قوبلت زيارة البابا للأردن باعتراض جماعة الإخوان المسلمين التي طالبته باعتذار علني عن تصريحاته التي صدرت قبل ثلاث سنوات معتبرة أن الزيارة استفزازية، وأكد الأمين العام للجماعة همام سعيد أن تصريحات البابا لا تكفي لأنها لم تتضمن اعتذارا صريحا. وأضاف في تصريح للجزيرة الجمعة إن خروج البابا من الأردن أو فلسطين التي سيزورها لاحقاً، دون اعتذار سيسجل له لا عليه. يُذكر أن زيارة البابا للأردن هي الثالثة التي يزور بها بابا المملكة حيث كانت أول زيارة عام 1964 قبل احتلال الضفة الغربية، والثانية للبابا الراحل يوحنا بولص الثاني عام 2000.