أتى ثانى عيد، ومازال رافضو الانقلاب يقبعون خلف سجون العسكر أسرى الشرعية بدون أى تهم، ولا محاكمات عادلة؛ فقد ابتلع الانقلاب القانون، وصار القضاء مسيس لخدمة الانقلابيين. عان أسرى الشرعية بسجون الانقلاب، فمنع عنهم أبسط حقوقهم الإنسانية والآدمية، و حرموا من ذويهم، و هنا خرج لنا أحد أسرى الشرعية الملقب ب"أسد الأزهر" الطالب عمر جمال الشويخ، الصادر ضده حكم بالسجن خمس سنوات، برسالة تهنئة بالعيد، و يكشف بها معاناة رافضى الانقلاب بالمعتقلات، بعد أن حرمهم الانقلاب من ذويهم، وهذه هى نص الرسالة:- ****بسم الله الرحمن الرحيم**** - الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،الله أكبر الله أكبر ولله الحمد اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا، وبعد.......، - ها هو عيدٌ جديدٌ قد حلّ علينا، ونحن فى المعتقلات، ومن غير تُهَمٍ ،ولكنه أتى؛ ليزيدنا صمودًا وثباتا على طريقنا، أتى مبشرا لنا باقتراب الفرج، واقتراب نصر الله والحمد لله الذى منّ علينا بمثل هذا العيد لكى يسعد قلوبنا ويزيل عنّا همومنا . - إخوتى وأحبتى، جاء عيد الأضحى هذا العام ومصرنا الحبيبة واقعة تحت وطأة بعض الخونة، الذين أرادوا لهذا الوطن أن يظلّ تائهًا حائرًا لا يعرف طريقا لنهضة، ولا يعرف سبيلا لعزته وكرامته واستقلاليته، لكنه جاء أيضا وفى الوطن أبناء بارين به ثائرين من أجله على الظلم، والقتل، والفساد مدافعين بأرواحهم ودمائهم عن شرعيتهم وعقيدتهم التى اُغتصبت منهم بدون وجه حق ووُصفوا بأنهم إرهابيون، ودعاة عنف، ولكننى أتساءل كيف نكون إرهابيين ويُقتل منّا الآلاف؟!! كيف نكون إرهابيين ويُعتقل منا الآلاف؟!! كيف لإرهابى أن يسير فى مظاهرة فى وسط الشارع، رافعًا لافتة مكتوب عليها سلمية؟!!. - ما أعرفه عن الإرهابيين أنهم لا يتظاهرون، ولا؛ ولكنهم يقتلون ويثيرون الرعب فى النفوس، أنا فقط أتساءل وأريد جوابا مقنعا لأسئلتى، فإن لم يوجد جواب ولن يوجد، فقولوا لى بالله عليكم، لماذا نُقتل وتُراق دماؤنا فى الشوارع بدون حساب؟!، لماذا نُلقى فى المعتقلات بعيدا عن أهلينا وذوينا؟!!. - وأنا أُجيب عليكم لماذا هذا كله....؛ هذا كله لأننا وقفنا فى وجه الباطل وعارضناه؛ هذا كله لأننا طالبنا بحقنا وحق بلادنا فى الحرية ؛ هذا لأننا أردنا أن نمتلك غذاءنا ودواءنا وسلاحنا؛ لأننا أردنا أن يحكم الشرعُ الوطن؛ لأجل هذا وفقط يقتلوننا، ويعتقلوننا، ويطاردوننا ، ولكن هذا كله يزيد من صمودنا وإصرارنا على مواصلة الطريق ، وإكمال المشوار الذى بدأناه - نحن الطلاب وخاصة طلاب أحرار الأزهر- فنحن أكثر من عانى من الظلم سواء فى حرم الجامعة، أو فى المعتقلات، ونريد أن يعلم العالم أجمع، وفى مقدمتهم هؤلاء القتلة البغاة أننا لن نتراجع، ولن نعترف بهذا الانقلاب، ولو حتى علقونا على أعواد المشانق . - أيها الأحرار، أيتها الحرائر، اصبروا وصابروا ورابطوا واعلموا أن النصر مع الصبر، فسددوا وقاربوا وأبشروا وتعلقوا بحبل الله المتين، ولا تعلقوا آمالكم على أسباب دنيوية أو مادية؛ فسوف يأتى النصر من عند الله وحده "ويومئذٍ يفرح المؤمنون"، "بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم". - وفى الختام.. اعتراف منّى بالجميل، فإننى بكونى فردا من جماعة الإخوان المسلمين أفتخر بكل قادتى، وأولهم مرشدنا العام، وأعتز بهم جميعًا، وأسأل الله أن يحفظهم ويسدد رأيهم وأن يجمعنى بهم قريبا فى ساحات وميادين النصر والحرية . - الله غايتنا .. الرسول قدوتنا.. القرآن دستورنا.. الجهاد سبيلنا ... الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا.. والله أكبر ولله الحمد..، وكل عام وأنتم بخير. من قلب زنزانة الأحرار. عمر جمال الشويخ.