د. علاء أبو النصر: العسكر يقودون الثورة المضادة.. وأتوا ليعيدوا نظام مبارك الانقلاب سوف يسقط لا بذكاء التحالف ولا بذكاء الفعاليات بل بغباء الانقلابيين العسكر لا يريدون شريكًا فى الحكم.. ويتخلصون من المدنيين والأدوات التى صعدوا على أكتافها الجيش أداة قتل.. ومكانه الطبيعى على الحدود.. ولا يجوز إغراقه واستغلاله لتحقيق مصالح شخصية سيظل تحالف دعم الشرعية يحشد حتى ينكسر الانقلاب.. ولن نتخلى عن ثورة 25 يناير ولا الثوار التحالف يرحب بأى مبادرة أو حل سياسى شرط احترام الشرعية واحترام الإرادة الشعبية.. ولا بد من عودة المسار الديمقراطى تعجب الدكتور علاء أبو النصر أمين عام حزب البناء والتنمية والقيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، من وزير داخلية الانقلاب عندما أنكر حدوث تعذيب داخل سجون الانقلاب. وأضاف: «هناك حقائق لا يمكن إنكارها عن حدوث تعذيب مفرط للشباب والفتيات داخل المعتقلات. وأقول له: لقد اعتدنا منك الكذب وتغيير الحقائق. وبالرجوع إلى كافة المؤتمرات التى عقدها وزير الداخلية فإننا نجد أنه لا يخلو مؤتمر من الكذب». وكشف فى حواره مع «الشعب» أن هناك حلين لا ثالث لهما فى المرحلة القادمة: «إما الحل الثورى، وإما الحل السياسى. والحل الثورى لن نتخلى عنه أبدا ولن نترك الثورة ولن نترك الثوار، وهذه هى الورقة الفعالة فى يد التحالف. وهنا أيضا الحل السياسى. ولا تعارض بين الحلين، ولا استغناء عنهما، ولن نرضى بالحلول السياسية بديلا عن الثورة؛ فالثورة تشتعل، وفى انتظار حل سياسى حتى تتحقق كل مطالب الشرعية». * تعليق حضرتك على اختيار أحد رجال المخلوع (محلب) خلفا للببلاوى. - هذا يؤكد ما قلته سابقا من أن الانقلاب سوف يسقط، لا بذكاء التحالف ولا بذكاء الفعاليات، بل بغباء الانقلابيين. وهذه الممارسات تؤكد أن هذا الانقلاب دائما يتصرف بحمق شديد جدا. وأحد وسائل هذا الانقلاب أن يأتى برجل كان من رجال مبارك ومحسوب على رجال الحزب الوطنى؛ فالأمر واضح أنهم يعيدون النظام السابق، وأن العسكر أتوا ليعيدوا النظام السابق وليقودوا الثورة المضادة ليقضوا على ثورة 25 يناير. والأكثر من هذا أن هناك حقائق مستحيل أن ننكرها، مثل الاعتقالات السياسية، وأصبح القضاء مسيسا ويُستخدم حتى يحول الاعتقالات إلى قضية؛ فعندما يخرج وزير الداخلية ويكذب وقوع تعذيب فى السجون فأقول له: لقد اعتدنا منك الكذب وتغيير الحقائق. وبالرجوع إلى كافة المؤتمرات التى عقدها وزير الداخلية فإننا نجد أنه لا يخلو مؤتمر من كذب. على سبيل المثال عندما ذكر أن فلانا وفلانا قد تم العفو عنهما فى عهد الرئيس مرسى فى حين أنهم قد تم العفو عنهما فى عهد المجلس العسكرى. وهذا موثق بالتواريخ. وعندما ينسب بعض القضايا إلى فلان وفلان ثم نكتشف أن فلانا وفلانا معتقلان وفلانا قد قتل من قبل، وأن فلانا لا وجود له فى مصر. فقد اعتدنا تغيير الحقائق والكذب وألا يشرح لنا كيف قتل 40 شابا فى سيارة الترحيلات أبو زعبل.. نريد تفسيرا. * تعليق حضرتك على استقالة الحكومة الانقلابية. - الكل يعرف -سواء خارج مصر أو داخلها- أن هذه الحكومة، بل والرئيس المؤقت، عرائس يتحركون من وراء الستار، ويعرف من الذى يحكم ومَن خلف القرارات. إذن فكل هذا مجرد تمثيلية هزلية لا تعنينا فى شىء، ولكن أحب أؤكد أن استقالة هذه الحكومة لن تعفيهم من المسئولية من قتل الآلاف وانتهاك كثير من الحقوق. وهذه الحكومة لم تنجز أى شىء وطريقها كله كان فشلا، ولم يتحيزوا إلا لشىء واحدا هو قتل المصريين الأبرياء، وهذا بكلام الببلاوى نفسه عندما ذكر بعض إنجازاته فقال: «فض رابعة والنهضة»، ما هذا؟! الإنجاز الوحيد الذى نفتخر به هو قتل الشباب والفتيات وآلاف المصريين؟! إذن هى حكومة فاشلة زادت البلاد سوءا، وتطورت من فشل إلى فشل ومن السيئ إلى الأسوأ. * ما سبب هذه الاستقالة فى الوقت الحالى؟ - أنا كنت أحاول البحث عن السبب وراء هذه الاستقالة فى الوقت الحالى؛ فهذا أمر غريب. وعندما وجه الببلاوى كلامه إلى الشعب كان غير مقنع؛ لأنه كان يعلم تماما ظروف البلاد وكل ما يحيط به. إذن فلماذا الاستقالة فى هذا الوقت؟! هل هو طريق لإخراج السيسى وزيرا للدفاع؟! أم هى طريقة لإنقاذ نفسه من المسئولية؟! ولكن هو يحمل كل الدماء السابقة، وهذا توقيت غريب جدا، وإذا قال إن هذا بسبب التظاهر وإنه غير قادر على منع التظاهر، فهو يعرف أن موقفنا سيئ دوليا والاقتصاد ينهار والأمن ينهار. إذن هناك سر غامض وراء استقالته. ومن الممكن أن يكون قد أجبر على الاستقالة أو أن العسكر أصبحوا يضحون بالمدنيين والأدوات التى صعد على أكتافها، ومن قبل كان البرادعى؛ فكل هذه احتمالات، ولكن الحقيقة التى أؤكدها أن هذا هو منهج العسكر: أن يتخلصوا دوما من الذين صعدوا على أكتافهم. والعسكر لا يحبون شريكا لهم فى الحكم، وينظرون إلى المدنيين على أنهم غير أهل لتحمل المسئولية وحكم البلاد، بل هم يقتنعون تماما بأن من يجب على من يحكم البلاد أن يكون عسكريا، وهذا طبعا حفاظا على مصالحهم التى تراكمت عبر عشرات السنوات؛ فلهم مصالح ضخمة جدا من الصعب أن يفرطوا فيها. * ما رؤية حزب البناء والتنمية للمرحلة القادمة؟ - يوجد صراع ممتد بين الثورة والثورة المضادة، ولكن ما يحدث الآن هو انقلاب عسكرى مكتمل الأركان وعودة إلى النظام السابق، إضافة إلى صراع بين ثورة 25 يناير والثورة المضادة بكل أذرعها القضاء والشرطة والنيابة. ونرى أن هناك حلين لا ثالث لهما، إما الحل الثورى وإما الحل السياسى، والحل الثورى لن نتخلى عنه أبدا، ولن نترك الثورة ولن نترك الثوار، وهذه هى الورقة الفعالة فى يد التحالف، وهنا أيضا الحل السياسى ولا تعارض بين الحلين، ولا استغناء عنهما، ولن نرضى بالحلول السياسية بديلا عن الثورة، فالثورة تشتعل، وفى انتظار حل سياسى حتى تتحقق كل مطالب الشرعية. * هل البناء والتنمية سوف يعرض علينا مبادرة قريبا؟ - المبادرة التى تقدم بها البناء والتنمية لم تكن وليدة اللحظة، هى بدأت قبل الانقلاب، فهى كانت تحاول أن تدرك الموقف والأمر قبل أن يتفاقم، وكنا ندرك الأمور تتجه إلى التفكك، وكنا نريد من الدكتور مرسى يرضى المؤيد والمعارض حتى نجتاز الأزمة كى نحقق مصالحة وطنية، هذا كان قبل الانقلاب، فقام البناء والتنمية بتطوير هذه المبادرة حتى تستوعب وضع الانقلاب، وكنا نريد أن نفعل شيئا يحقق الإرادة الشعبية حتى لا نعصف بالإرادة الشعبية، وكل هدفنا أن نؤسس دولة الحريات والدولة المدنية وسقوط الدولة العسكرية؛ لأن وجود العسكر فى الحكم هذا أمر خطير جدا، وكنا نريد أن نستبعد العسكر، وليس معنى هذا أن نهمش العسكر؛ لأن جيش مصر قوى جدا، ولا نختلف مع المؤسسة العسكرية بقدر ما نختلف مع قادة الانقلاب الذين يريدون أن يجعلوا الجيش أداة لمصلحتهم الشخصية وأدة لمصلحة الفكر الصهيونى الأمريكى، وهذا اتضح لنا عندما وجدنا أن قراراتهم تصب فى صالح الصهاينة، ونحن لا نريد إضعاف المؤسسة العسكرية، ولكن نريد أن يعود الجيش إلى مكانه الطبيعى وهو الحدود، وهذا ذكره السيسى بنفسه حينما قال إن الجيش أداة قتل، وإن الجيش ليس من اختصاصه أن يدخل فى إدارة شئون البلاد. فهذه المبادرة كانت تدعو إلى هذا، وأن يعود الجيش مرة أخرى إلى مكانه الطبيعى إلى الحدود، وأن يترك الأمر للإرادة الشعبية، فهذه هى خلاصة المبادرة التى بدأت قبل الانقلاب وتطورت بعد الانقلاب. ونحن ارتضينا أن نكون جزءا من التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، فلن نتحرك ولن نأخذ قرارا بعيدا عن التحالف، والتحالف يقول نحن نرحب بأى مبادرة أو حل سياسى شرط احترام الشرعية واحترام الإرادة الشعبية، ولا بد من عودة المسار الديمقراطى. * ما خطوات التحالف فى المرحلة القادمة؟ ما زال التحالف خلف هذه الحشود، وسيظل يحشد حتى ينكسر الانقلاب ولن نتخلى عن ثورة 25 يناير، نحن نرى أننا الامتداد الطبيعى لثورة 25 يناير، ونحن نقود موجة ثورية جديدة استكمالا لثورة 25 يناير، وأثبت أنصار التحالف الوطنى أنهم هم الثوار الحقيقيون، وأظهر كل من ادعى أنه ثورجى قبل ذلك، وأظهرت الكثير من الحركات التى صرحت بأنها تخشى من الاعتقال والملاحقة وبطش العسكر، ولذلك كانوا ينسحبون من منتصف الفعاليات والتحالف الوطنى، وأنصاره أثبتوا أنهم هم الثوار الحقيقيون، وأنه لن يتراجع حتى تحقيق الإرادة الشعبية. * ما تعليق حضرتك على اشتعال الإضرابات النقابية والعمالية؟ هذا أمر طبيعى جدا وننتظر المزيد من الإضرابات والغضب الشعبى، وهذا وضع طبيعى لاضطراب الحياة والأحوال المعيشية، فلا بد أن يخرج العمال، وهذا سوف يمتد إلى كافة الطوائف، خاصة بعد ازدياد الوضع سوءا وبعد ترك كثير من مؤيدى الانقلاب له واتجاههم إلى الشرعية. والتحالف كل يوم يزداد بريقا فى الوقت الذى فيه يفقد الانقلاب مؤيديه حتى الأدوات التى كانت تؤيد الانقلاب تركته الآن؛ لأنها هياكل مضى على أكتافها. وبدءوا ينفضون من أمام الانقلاب وبدأ الانقلاب يظهر بوجهه القبيح أمام الناس، وهذا الغضب الشعبى الذى يجتاز كل الناس هو بداية الثورة الحقيقية التى سوف تطيح بهذا الانقلاب. * ما موقف الحزب من تعتيم الحقائق واعتقال الصحفيين والإعلاميين؟ لا بد أن يقصف الانقلاب أى قلم يفضحهم، هذا أمر طبيعى، فقد تم غلق القنوات الإسلامية عقب خطاب السيسى بعد انقلاب 3 يوليو، فلا بد أن يقصفوا كل قلم يفضحهم، ثم قام باعتقال وقتل الصحفيين وغلق القنوات، وطبعا أصبحنا فى مصادرات حريات، فهذا طبيعى للانقلاب، ولأن المغتصبين دائما لا يستطيعون العيش فى مناخ الحريات، فهم اعتادوا على القتل والاعتقال والقمع. * أين المنظمات الحقوقية ومنظمات المرأة من كل هذه الانتهاكات؟ قامت الدنيا ولم تقعد وقت حمادة المسحول، وهذا نقدره ولا ننكره للحفاظ على الكرامة، ولكن أين أنتم من عشرات النساء التى تنتهك أعراضها بالسجون؟ وأين أنتم من 21 ألف معتقل ممنوع عنهم أبسط حقوقهم؟ وأين أنتم من القتل وقتل الطلاب؟ وأين أنتم من طلاب يتظاهرون فيأخذون 17 سنة؟ أين أنتم من نساء أخذن 5 سنوات؟ ألا ترون هذا؟ وهذا يؤكد ويطعن فى حيادية هؤلاء، ويطعن فى وطنية هؤلاء، ويطعن فى ضمير هؤلاء؛ لأنهم لا ينظرون إلا بعين واحدة، وظل الدكتور مرسى يهاجم من قبل بعض الإعلاميين ولم يغلق أى قناة ولا يقصف أى قلم. وأنا أخاطب فيكم الإنسانية فأين هى؟ وحتى الكفار فى الجاهلية كانوا لا يعتدون على حرمة النساء وأنتم تعديتم هذا، وأنا لا أكفر أحدا، وأنتم تضربون النساء بالشوارع وتسحلونهن فأين نخوتكم؟ * تعليق حضرتك على تخاذل حزب النور من قتل المدنيين؟ حزب النور هذا مواقفه مخزية، وهذا الخلل أتى من التربية منذ البداية داخل الحزب، ففى منهج الحزب الذى لم يتربَّ على التضحية -بالنظر إلى تصريحاتهم- سوف نجدها نفس تصريحات اللبراليين والعلمانيين، فلم نجدهم ينتقدون القمع والقتل حتى دنسوا القضية. * ما رسالتك إلى الشباب فى المعتقلات وللشباب الثائر بالشارع؟ أنتم طليعة الثورة.. أنتم الذين ضحيتم بشبابكم وأعماركم ومستقبلكم من أجل رفعة هذا الوطن، فلن يضيع هذا هباء، وأنتم سوف تصبحون عرس الثورة عقب نجاحها بإذن الله، ولن ننساكم، وأعرف كيف تقضون أوقاتكم بالداخل عن تجربة وأنتم أحرار، وأشعر بكم وبغربتكم عن الأهل وملذات الحياة، وأذكركم بأنه سبقكم أفاضل الصحابة، فالإمام أحمد ظل يعذب كى يغير الحقائق وغيرهم فأنتم فى شرف وفخر. وأحب أن أقول للشباب الثائر فى كافة ميادين مصر: أنا أتتلمذ على أيديكم فى الصبر والفداء والصمود، فالشاب ينزل وهو يعلم أنه قد يصاب أو يموت أو يعتقل، فهو فى أعلى مراتب الجهاد، وأنا تلميذ لديكم وأنتم ضربتم أروع الأمثلة بالصبر، وثبَّتكم ربنا على الحق وأكملوا الدرب الذى سلكتموه والنصر على أيديكم بإذن الله.