كشفت إحدى ممرضات مستشفى الدمام عاصمة المنطقة الشرقية بالمملكة السعودية عن مشكلة تواجه الأطفال حديثى الولادة بالمدينة، وذلك بسبب النقص الحاد الذي تعاني منه مستشفى الولادة والأطفال بالدمام في كادر التمريض بأقسام الحضانات والعناية المركزة. وقالت الممرضة عن الأزمة، وذلك من خلال نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشتكي فيه من ضغط العمل الشاق الذي لا يتحمله أي إنسان طبيعي، على حد تعبيرها، ما يضطرهن إلى التقصير في العناية بالأطفال وتجويعهم دون قصد وتركهم أحيانا لوحدهم تماما دون إشراف منهن، مما يعرض حياة الحالات الحرجة منهم للخطر. وعددت الممرضة بعض المشكلات التي تواجهها، وهي: تمديد العمل 10 ساعات وإلغاء الإجازات وتعرضهن للإهانة من ذوي الأطفال، تزوي القسم بممرضات غير مؤهلات للعمل بالحضانة عند زيادة ضغط العمل، تتحمل 3 ممرضات مسئولية 30 طفل بمعدل 10 أطفال بدلا من 4 لكل ممرضة، تتشعب المسئولية بين تدوين في الملفات وسحب العينات والرد على أسئلة الزوار، القيام بأعمال إدارية مثل إحصاء عدد الأسرة وعدد المرضى، الاضطرار أحيانًا إلى ترك الحضانة لإحضار طفل من غرفة العمليات القيصرية، بعض المصابين بأمراض مزمنة يودعون في حضانة غير مناسبة لسنهم. أما عن الإشكالات التي تمر بها المستشفى بحسب مديرها، فتمثلت في: أن 70% من الممرضات بحاجة إلى تدريب، وكثرة غياب السعوديات بواقع 25% منهن لعدم وجود من يعتني بأطفالهن، وأيضًا إنهاء عقود ممرضات أجنبيات دون فترة انتقالية بسعودة 92% من الكادر، ووجود العديد من الأجهزة معطلة، وعدم وجود خطة أو سياسة علاجية موحدة للأطباء الاستشاريين، إضافة إلى زيادة عدد المرضى طويلي الإقامة، وتحضير الأدوية والمحاليل فى القسم لعدم توفر صيدلية تحضير المحاليل 24 ساعة، كما أن المستشفى تستقبل حالات من كل مدن المنطقة وذوي الحالات الحرجة، وتعاني المستشفى من إشغال بعض أسرة العناية المركزة بحالات مزمنة يرفض الأهالي إخلائها، اضطرار الممرضة إلى القيام بأعباء إضافية كنقل العينات بين الأقسام والمختبر. كل هذه الأمور تسببت تخفيض جرعة الإرضاع للأطفال كل 7 ساعات بدلا من 3 ساعات، كما أن بعضهم يفقد بصره لو أزاح ضمادة العين أثناء وجوده تحت الجهاز الضوئي، إضافة إلى أن بعضهم ثبتت عليه محاليل وريدية قد تتسبب في أي مشكلة بها كارثة. ولم تكن هذه الأزمة هي وليدة اليوم، حيث ترجع إلى عام 2009 عندما اشتكى أهالي المنطقة الشرقية من نقص الحضانات اللازمة لأطفالهم المبتسرين، حتى أعلنت إدارة مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، الانتقال لمبنى جديد، إلا أن الأمر لم يتغير كثيرًا حيث لم تغير المستشفى سوى الحوائط فقط، بينما استمر الإهمال ونقص الكوادر البشرية الذي يسبب العديد من الأزمات. وتفاقمت مشكلة الإهمال بالمستشفى حتى وصلت إلى استبدال المواليد في المستشفى، وذلك بعد اكتشاف استبدال مولودين حديثي الولادة الشهر الماضي، بين أسرتين سعوديتين، قبل أن يتدارك العاملون في المستشفى الخطأ، ويبادرون بالاتصال بإحدى العائلات، لإخبارهم بالأمر، وتسلمهم طفلهم الحقيقي، وسط استهجان وغضب من هذا التصرف. وكانت أخبار متداولة أشارت إلى أنه تم اكتشاف الخطأ من إدارة المستشفى، بعد أن قامت إحدى الممرضات باستبدال أحد الأطفال حديثي الولادة، وتسليمه لعائلة أخرى، فيما اكتشفت العائلة هذا الخطأ بعد وصولها إلى منزلها.