إنه الفقر الذى منيت وستظل تنكتوى بناره مصر فى ظل الانقلاب العسكرى حيث ستة أشهر من المعاناة والكد والعرق عاشها مزارعو القطن بمحافظة الفيوم حتى موعد حصاده، ليفاجأ المزارعون بانخفاض أسعاره فضلاً عن تراجع إنتاجية الفدان بسبب ارتفاع أسعار السولار والكيماوي وكذلك نقص مياه الري، وهو ما تسبب فى خسائر ضخمة بسبب الفارق بين تكلفة زراعته وبين سعر الطن الذي انخفض ليصبح 1160 جنيهًا، بعد أن كان 1250 العام الماضي. قال مصطفى ناجي، مزارع من قرية الحميدية بالفيوم، إنهم يزرعون محصول القطن في شهر مارس من كل عام وتستمر الزراعة لمدة ستة أشهر كاملة، موضحًا أن المحصول هذا العام جاء ضعيفًا مقارنة بالعام الماضي، وذلك على الرغم من ارتفاع تكاليف زراعته بسبب ارتفاع أسعار السولار والكيماوي ونقص مياه الري؛ ما اضطر بعض المزارعين لشراء المياه من التجار على مدار الشهور الماضية. وتابع ناجي أن فدان القطن الواحد يتكلف 650 جنيهًا كمصاريف للسماد فقط، ومع زيادة سعر السولار المستخدم في تشغيل ماكينة رفع المياه تزداد التكلفة. وأضاف: "في الوقت اللي كل حاجة سعرها بيغلى، بنلاقي سعر القطن في النازل، وانخفض سعر الطن إلى 1160 جنيه بعد ما وصل العام الماضي ل 1250 جنيه". وبيَّن ناجى أنَّ أجور العمالة اليومية الذين يستعين بهم أصحاب الأراضي في حصاد القطن، ارتفعت ليصبح أجر العامل في اليوم الواحد 30 جنيهًا ويبدأ العمل في الأرض الزراعية من السادسة صباحًا حتى وقت العصر. وقال محمود رجب، مزارع، إنَّ جمع فدان القطن يكلفه 1200 جنيه كأجر للقائمين على جمع القطن من الأرض الزراعية، حيث يصل عدد العمال إلى أكثر من 15 فتاة، وذلك لعدم وجود ماكينات جمع حديثة بديل للعمال. وأضاف أن فدان الأرض الزراعية يحتاج ل 6 شكاير كيماوي، موضحًا أنَّ الجمعية تصرف لهم 3 شكاير فقط، وأنَّ المزارعين يتحملون عبء شراء الثلاثة الأخرى ويبلغ سعر الشيكارة الواحدة 125جنيهًا في السوق السوداء، مطالبًا المسؤولين بالاهتمام بأسعار القطن وضبطه بالأسواق لعدم ضياع جهد الفلاحين.