رغم قرار مجلس الوزراء الأخير بدعم محصول القطن لتشجيع المزارعين علي زراعته إلا أنه مازال هناك عزوف جماعي في محافظة سوهاج بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بالمزارعين في المواسم الماضية. نظرا لارتفاع أسعار التقاوي والأسمدة والأيدي العاملة وعدم وجود سعر ضمان ليحفظ للمزارع عائدا من زراعته. في البداية قال خالد محمود مزارع من قرية الحما التابعة لمركز طما أن ارتفاع تكاليف الانتاج من تقاوي ومبيدات وأسمدة وأجور العمال بالاضافة الي عدم دعم الحكومة للمزارعين أدي الي الاحجام عن زراعة محصول القطن لانه يحتاج الي عمليات كثيرة مثل الحرث والزرع والري والجني والتقليع التي تحتاج الي عمالة باسعار مرتفعة حتي أنه في بعض الأحيان تجد أن تكلفة الفدان تساوي دخله ولا يجد المزارع من ورائه سوي التعب والمشقة. واضاف علي عبدالسميع مزارع من مركز المنشأة أنه قبل10 سنوات كنت انتظر موسم زراعة القطن بلهفة حيث أقوم بزواج الأولاد وتجهيز البنات لافتا الي انه الآن أصبح من المستحيل زراعته بسبب ارتفاع أسعار التقاوي والأسمدة وعدم وجود ضمان يحفظ للمزارع عائدا منه كذلك تضارب الاسعار وارتفاع أجر العامل في عملية الحصاد. وطالب بالاعلان عن أسعار الأقطان قبل زراعتها وكذلك دعم المزارع لانتاج بذور طبيعية ذات انتاجية عالية وكذلك مساعدته علي أساليب مكافحة الأصابات والتخلص من الحشائش التي تتكون في الترع وتنظيم الدورة الزراعية والمكافحة المتكاملة للقضاء علي دودة اللوز الشوكية والقرنفلية حتي يتشجع المزارعون علي العودة مرة أخري لزراعته. وقال محمود قناوي مزارع من مركز ساقلته ان زراعة البرسيم أفضل من باقي الزراعات وخصوصا القطن حيث يحقق الفدان اكثر من5 آلاف جنيه بالاضافة الي أن زراعته لا تحتاج لجهد مضاعف والتي تكلف المزارع العناء المادي والبدني وخصوصا القطن ويرجع سبب امتناع المزارعين بقري سوهاج عن زراعة القطن لعدم اهتمام الحكومة بزراعته وتحميل المزارع أعباء دون عائد مناسب بالاضافة الي تكلفة زراعته العالية. وأشار خلاف محمود عبدالمنعم مزارع من مركز جرجا الي أنه في السابق كانت وسائل الاعلام تقوم بتوعية الفلاحين بكل صغيرة وكبيرة وكان للارشاد الزراعي دور كبير في التجارب الحقلية وكان المسئولون يظلون في حالة أستنفار طوال موسم القطن لتهافت الأسواق العالمية عليه والآن أصبح لا حول له ولا قوة. وأكد عبدالفتاح فؤاد من قرية المحامدة مركز سوهاج أن وزارة الزراعة أوهمت الفلاحين بتطوير الزراعة وبآلية والري المطور والارشاد والتسويق وكان من باب أولي أن يقوم بدعم الفلاح وتنمية الزراعة وخاصة المحاصيل الاستراتيجية وأهمها القطن. ومن جانبه أكد المهندس مصطفي عبدالفتاح وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن سبب عزوف المزارعين عن زراعة محصول القطن يرجع لأسباب عديدة منها ارتفاع أسعار المحاصيل الصيفية بأنواعها وارتفاع أجور العمالة وخاصة جني القطن وكذلك لعدم وجود التسويق وعدم وجود سعر ضمان للمزارع ليكون آمنا مع تقلب الأسعار. وكذلك طول مدة المحصول في الأرض التي تصل الي7 شهور. وطالب عبدالفتاح بعودة التسويق للتقاوي عن طريق الدولة وعودة الخدمات التي تقدم للمزارع لتشجيعه علي زراعة القطن مثل الحرث المجاني والتسوية بالليزر وتطهير المساقي واعلان اسعار الضمان منعا لتقلب الأسعار.. وأشار الي أن المحافظة كانت في السابق تزرع اكثر من60 ألف فدان في حين هذه الأعوام لا تتجاوز المساحة من2 الي5 آلاف فقط ممايؤكد عزوف المزارعين عن زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.