البرسيم بديل للقطن محصول (الخير والسعد) تحول إلي كابوس للمزارعين والحكومة آخر من يعلم سؤال يتردد في كل مكان بعد أن اختفت زراعات القطن هذا العام من الحقول بمحافظة سوهاج.. والأسباب يعلمها الجميع وأولها الخسائر الفادحة التي لحقت بهم في المواسم الماضية نظراً لارتفاع أسعار التقاوي والأسمدة وعدم وجود سعر ضمان يحفظ للمزارع عائداً من زراعة القطن وارتفاع تكلفة الخير وبدلاً من اعتراف المسئولين بالأزمة وتداركها والعمل علي إعادة إقبال الفلاحين علي زراعة المحصول الحيوي راحت بدورها تكيل الاتهامات للفلاحين بزراعة بذور غير مطلوبة في الأسواق وعرف الفلاحون أنه هو الأفضل مقارنة بالقطن المجهد للفلاح منذ زراعته وحتي حينه. في البداية يقول حسين هندي إبراهيم 50 سنة كنت قبل 10 سنوات أنتظر موسم زراعة القطن بلهفة حيث كنت أقوم بزواج الأولاد وتجهيز البنات وشراء احتياجات جميع أفراد الأسرة ووضع مبالغ إضافية بالبريد لوفرة إيرادات محصول القطن إلا أنه الآن أصبح من المستحيل أن أقوم بزراعة هذا المحصول بسبب ارتفاع أسعار التقاوي والأسمدة وعدم وجود سعر مغذي لزراعة هذا المحصول وكذلك ارتفاع أجر العامل في عملية الحصاد. ويضيف محمد خليفة عبدالرحمن: يجب علي المسئولين أن يقوموا بدعم الفلاح وتنمية الزراعة وخاصة المحاصيل الاستراتيجية وأهمها القطن حيث كان هذا المحصول خلال الأعوام السابقة يضرب به المثل ويفتخر به المزارع ويتهلف علي موعد زراعته لأنه المحصول الذي يوفر الخير للأسرة.. كما يجب أن يتم تخفيض التكاليف الزراعية حيث أنها أصبحت فوق قدرة الفلاح قد بلغت تكلفة المبيدات أكثر من 1000 جنيه للفدان وخاصة محصول الذرة وغيرها من المحاصيل الزراعية. يقول إيهاب همام: إن المزارعين بسوهاج أحجموا عن زراعة محصول القطن لأسباب عديدة منها التكلفة الزائدة ورخص ثمنه يطالب بالإعلان عن أسعار الأقطان قبل زراعتها حتي يتشجع المزارع لزراعة هذا المحصول وكذلك دعم الفلاح لإنتاج بذور طبيعية ذات إنتاجية عالية وكذلك مساعدة الفلاح علي أساليب مكافحة الإصابات والتخلص من الحشائش التي تتكون من الترع وتنظيم الدورة الزراعية والمكافحة المتكاملة للقضاء علي دورة اللوز الشوكية والقرنقليه حتي يتشجع المزارعون علي العودة مرة أخري لزراعته. يشير محمد حسين محمد: كانت وسائل الإعلام تقوم بتوعية الفلاحين بكل صغيرة وكبيرة وكان للارشاد الزراعي دور كبير في التجارب الحقلية وكان المسئولون يظلون في حالة استفسار طوال موسم القطن وكان القطن المصري هو رقم 1 في العالم وكانت الأسواق العالمية تتعاقد عليه قبل الموسم والآن أصبح لا حول له ولا قوة .. وإن وزارة الزراعة أوهمت الفلاحين بتطوير الزراعة الآلية والري المطور والارشاد والتسويق. المعروف أن المساحة المنزرعة من محصول القطن هذا العام لا تتجاوز 3 آلاف فدان مما يبين أن أكثر من 80% أحجموا عن زراعته.