انتقدت القوى السياسية والشعبية فى الأردن قيام وزارة التربية الأردنية بتوزيع كتيبات على طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية تتضمن أسم "إسرائيل" بدلا من "فلسطين" فوق خريطة فلسطين، وتتضمن ما قالوا أنه "قلبًا للحقائق" و"الدعوة لواقع جديد". واستغربت الحركة الإسلامية وقوى سياسية وشبابية على مواقع التواصل الاجتماعى وجمعيات حقوقية مناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، أن يحدث هذا بعد كل جرائم الاحتلال الصهيونى ضد أبناء فلسطين وقتل وذبح أكثر من ألفى فلسطينى وإصابة 10 ألاف حتى الان. ويظهر فى هذه الكتيبات التى تتعلق بالتوعية الصحية صورة لأستاذ فى قاعة الدرس يشير إلى خريطة يتوسطها الأردن ويظهر بجواره اسم "إسرائيل" من الغرب لا "فلسطين" ، والعربية السعودية والعراق من الشرق، وسوريا ولبنان من الشمال، فيما تظهر الضفة الغربية بين إسرائيل فى الغرب وعدد من المدن الأردنية على غرار إربد والزرقاء وعمّان فى الشرق من دون ذكر للأردن على الخريطة ويتمّ شطب الأردنوفلسطين معا . ولتأكيد أن فلسطين غير محتلة، تظهر إشارة على الخريطة بأن مرتفعات الجولان "محتلة" من طرف إسرائيل، وبالتالى فإن ما عداها غير محتل. وكشف موقع (الأخبار برس) الأردنى عن أن هذا الرسم يتكرر فى الصفحة الثالثة من الكتيب الذى يحمل عنوان: لا للتدخين، وكذلك فى الصفحة التاسعة من كتيب الفطور الجماعى من سلسلة التثقيف الصحى للفئة العمرية (9-12 سنة)؛ وقالت أن هذا "يمثل استهدافًا مغرضًا وخبيثًا لوعى الأطفال وتوظيفًا “غير بريء لتمرير معلومات خاطئة ومحاولة ترسيخها فى عقول الأطفال فرضًا لواقع جديد من باب التوعية الصحية، وهى فى الواقع توعية خبيثة". ويصل عدد الكتيبات التى بها هذه الأخطاء الجغرافية المتعمدة إلى عشرة، ثمانية منها تم تمويلها من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث تحمل ختم هذه المؤسسة وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه الجمعيات الحقوقية الأردنية والمناهضة للتطبيع. وقد حمّلت جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية وزير التربية و التعليم الأردنى وجيه عويس المسؤولية الكاملة عن هذا التطبيع المفضوح، وقالت أنه اختار الأطفال ليغرس فيهم معلومات تفيد بأن هناك إسرائيل تقابلها الضفة الغربية ومجموعة من المدن الأردنية بدون الأردنوفلسطين. وأدانت الجمعية قيام وزارة التربية والتعليم الأردنية ممثلة بإدارة المناهج بإصدار خريطة لفلسطين للصفوف الأربعة الأولى "استبدلت فيها اسم فلسطين العربية التاريخى باسم الكيان الصهيونى اللقيط"، مؤكده أن: حجة تطوير المناهج لا يمكن أن تنطلى على أحد، فتطوير المناهج لا يكون بمخالفة قانون التربية والتعليم الذى يؤكد عروبة فلسطين والأجزاء المحتلة من الأراضى العربية. واعتبرت الجمعية فى بيانها ما جرى بأنه "عمل لا أخلاقي، منافى لمبادئ العروبة والإسلام، ويصب فى خانة التطبيع مع الكيان الصهيوني، فضلًا عن كونه مخالفًا لقانون الوزارة نفسه"، ودعت المعلمين الأردنيين إلى رفض ما قامت به وزارة التربية والتعليم، واستبدال الخارطة المسيئة بأخرى تثبت عروبة فلسطين التاريخية المحتلة.