أطلقت قوى الأكثرية اللبنانية حملتها الانتخابية أمام تجمع جماهيري لإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، مؤكدة اقتراب موعد مقاضاة المتهمين بعملية الاغتيال في إشارة إلى احتمال بدء جلسات المحكمة الدولية الخاصة الشهر المقبل. فقد ركز الزعماء السياسيون للقوى الأكثرية المعروفة باسم "الرابع عشر من آذار" على أهمية الانتخابات المقبلة، في كلماتهم التي ألقوها أمام عشرات الآلاف من مؤيديهم الذي تجمعوا في ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت لإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال الحريري. لغة الحوار من جانبه اعتبر زعيم كتلة المستقبل بالبرلمان سعد الحريري الانتخابات البرلمانية المقبلة فرصة أمام جميع اللبنانيين لقيام الدولة الحرة المستقلة، لكنه شدد على أن لغة الحملات الانتخابية ليست موجهة ضد أي فئة سياسية داخلية ولا تعتبر بديلا للغة الحوار. كما شدد النائب في كلمته على أن "ساعة الحقيقة دقت" وأن المحكمة الدولية ستبدأ بمقاضاة المتورطين باغتيال الحريري وشخصيات سياسية أخرى في القريب العاجل، في إشارة إلى تزايد الحديث عن انطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري مطلع مارس/ آذار. واتفق زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مع الحريري في القول إن لغة الحوار هي المرجعية الأساسية لجميع اللبنانيين، وإنه لا تناقض بين التحرير والاستقلال في إشارة مبطنة إلى حزب الله. ووصف جنبلاط الذي أكد أنه لا عدو داخليا لقوى الرابع عشر من آذار، الأكثرية بأنها متمسكة بمواقفها الرافضة لأي تسوية على حساب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، أو لبنانية مزارع شبعا أو السلاح غير الشرعي خارج المخيمات الفلسطينية. فصل واضح أما زعيم حزب الكتائب ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل فكان أكثر المتحدثين تشددا في توجيه الخطاب السياسي، بقوله إن الانتخابات المقبلة تعتبر حدا فاصلا بين مشروعين مشروع الحرية والسيادة والاستقلال الذي تتبناه قوى الرابع عشر من آذار وبين مشروع "يحاول إعادة لبنان إلى زمن الوصاية". وشدد الجميل في كلامه على أن المحكمة الدولية باتت على الأبواب لمقاضاة جميع المتورطين في جرائم الاغتيالات السياسية في لبنان، وأولها جريمة اغتيال الحريري. اتهامات مبطنة في المقابل اتهم رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية في خطابه أطرافا بمحاولة عرقلة قيام الدولة سعيا لإقامة دولة وهمية، مشيرا إلى أهمية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في يونيو المقبل لجهة ضرورتها في بناء الدولة القوية والقادرة على صيانة حريتها واستقلالها. ووصف سمير جعجع هذه الجهات التي لم يحددها بأنها تسعى لتحقيق مصالحها السياسية الخاصة المرتبطة، حتى لو كان ذلك على حساب لبنان. ولفتت مراسلة الجزيرة في بيروت إلى أن الكلمات التي ألقيت في المسيرة الحاشدة اجتمعت على تأكيد انتهاج خطاب سياسي هادئ يبتعد عن مصطلحات توتير الأجواء، وأشارت إلى عبارة شدد عليها المتحدثون تقول إنه لا عدو للبنان غير إسرائيل في إشارة واضحة إلى قرار بتجنب الهجوم على سوريا. تجمع حاشد وكان مئات الآلاف من أنصار قوى الأكثرية تجمعوا بساحة الشهداء في بيروت لإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال الحريري، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي طارئ. ووقف المشاركون بالمسيرة دقيقة صمت بنفس التوقيت الذي شهد وقوع انفجار أودى بحياة الحريري قبل أربع سنوات، بينما ازدحمت أغلب الطرق المؤدية إلى بيروت من جنوب وشمال وشرق البلاد بالمتجهين للمشاركة في إحياء هذه المناسبة. وعلق النائب مصطفى علوش من تيار المستقبل على المشاركة الجماهيرية الواسعة في المسيرة، بأنها مؤشر على الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها قوى الأكثرية لتحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة.