كوري ليفين – هافينغتون بوست اليوم هو يوم العدالة الجنائية الدولية. ليس يومًا يهتم به معظم الناس، ولكنه حدث. إنه يحتفل بالذكرى السنوية لاعتماد نظام روما الأساسي، وهي المعاهدة التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية (ICC). المحكمة هي آلية لتحقيق العدالة لأولئك الذين يرتكبون جرائم حرب، والناس في جميع أنحاء العالم تستخدم هذا اليوم لتعزيز الوعي بالعدالة الجنائية الدولية، وتسليط الضوء على القضايا ذات الصلة، مثل الإبادة الجماعية في دارفور، والعنف الجنسي في الكونغو. وبعد فترة وجيزة من بدء إسرائيل لحملة قصف على غزة الأسبوع الماضي، أرسل لي زميل يهودي صورة عبر البريد الإلكتروني لرجل يمسك لافتة كبيرة كتب عليها: “أنا يهودي.. توقفوا عن قتل الأطفال في غزة”. وسطر صديقي الموضوع في البريد الإلكتروني قائلًا: “الصورة تقول كل شيء”. تلك الصورة تحرق ثقب في صندوق البريد الإلكتروني الخاص بي منذ ذلك الحين. أشعر بالعجز في مواجهة كل المذابح التي تُمطر على غزة. وأنا أيضًا، أريد من إسرائيل التوقف عن قتل الأطفال في غزة. أريد من إسرائيل إنهاء القتل العشوائي لجميع المدنيين الفلسطينيين، ووقفًا كامل لفعل ذلك. ولذلك، اليوم هو فرصة للتفكير في الأحداث المروعة التي تحدث في الشرق الأوسط تحت وهج أضواء يوم العدالة الدولية. حتى كتابة هذه السطور، تجاوز عدد القتلى في غزة المئتين، بينهم أربعة من الصبية الصغار يلعبون على الشاطئ. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وضحت الأممالمتحدة أن 80 في المائة من الذين قتلوا كانوا من المدنيين. بموجب اتفاقيات جنيف، يعرف هذا كجريمة حرب. الاستهداف متعمد، وإلا كيف يمكن للمرء أن يفسر وفاة أربعة أطفال يلهون على الشاطئ وقتل المدنيين؟ العديد من اليهود، بما في ذلك أقاربي، فضلًا عن غيرهم من أنصار الإجراءات الإسرائيلية، سوف يتهمونني بالتنصل من الحقائق. وسوف يزودونني بكل أنواع المبررات حول لماذا إسرائيل، وهي بلد مجهزة بأحدث المعدات العسكرية، وبقوات مسلحة تتكون من نسبة كبيرة من سكانها البالغين، تشعر بالحاجة لإرهاب، بحرًا وجوًّا، بقعة صغيرة من الأرض، غالبية سكانها من اللاجئين، مع عدم وجود مكان للركض أو الاختباء. ولكل من هذه المبررات سوف يكون لدي إجابة جاهزة. وسوف أضيف أيضًا بأن إدانة شعب بأكمله، وتدمير منازله وسبل معيشته، من أجل تصرفات عدد قليل منه، ليس فقط أمرًا خاطئًا من الناحية الأخلاقية، بل هو أيضًا غير قانوني بموجب القانون الدولي. سوف يشيرون إلى أنّ إسرائيليًّا قتل يوم الثلاثاء بصاروخ أطلقته حماس من غزة، وهو المصاب الإسرائيلي الأول منذ بدء الهجمات، وأنّ الإسرائيليين يعيشون في خوف من الصواريخ الفلسطينية. نعم، وفاة رجل إسرائيلي أمر محزن، كما أن القتل المتعمد لثلاثة مراهقين يهود في الضفة الغربية قبل بضعة أسابيع كان أيضًا أمرًا مأساويًّا، ولكن ليس أكثر من الفاجعة بفقدان 213 فلسطينيًّا الذين قتلوا في غزة في العشرة أيام الماضية أو الفلسطينيين ال11 الذين قتلوا خلال البحث عن المراهقين الإسرائيليين الثلاثة. قلبي ينزف لجميع الأسر، يهودية وفلسطينية، أحباؤهم انتزعوا عبثًا منهم. وبينما قد يكون هناك تشابه أخلاقي بين إطلاق صواريخ حماس على إسرائيل والقصف الإسرائيلي لقطاع غزة، في أن كلاهما يستهدف المدنيين والأهداف غير العسكرية؛ في الواقع، لا مجال للمقارنة بين المذبحة التي تصيب غزة وارتطام الصواريخ البدائية على الجانب الآخر من الحدود. عسكريًّا، ليس هناك الكثير للمقارنة بين الأسلحة الإسرائيلية المتطورة والواسعة النطاق التي تستخدم لتقتل وتصيب سكان غزة وتدمر البنية التحتية الحيوية للأراضي، والصواريخ الخام لحماس التي تخيف المواطنين وتتسبب في أضرار طفيفة في عدد قليل من البلدات والقرى في إسرائيل. للأسف، يبدو أن كلا الجانبين الآن يستعدان لخوض معركة حتى الموت. وفي هذا النوع من السيناريوهات ليس هناك أبدًا أيّ فائزين، ولكن هناك دائمًا من يخسرون حياتهم بلا سبب، مهما كانت الطرق التي يُفسر بها الواقع. كل سياسيينا يقفون بحزم داعمين الإجراءات الإسرائيلية، ووسائل الإعلام تدين كلا الجانبين بالعنف. ومع ذلك، فإنّه من مسؤولية إسرائيل وضع حد لتأجيج الأوضاع الوحشية. لماذا؟ لأن إسرائيل هي قوة الاحتلال ببساطة. الغالبية العظمى من الدول، والأممالمتحدة، والقانون الدولي، يدركون هذه الحقيقة. لوقف القتل، يتعين على إسرائيل إنهاء احتلالها وحصارها لفلسطين. تحت وهج أضواء يوم العدالة الدولية، “أنا يهودية، وأريد أن تتوقف إسرائيل عن قتل الأطفال في غزة”.