تشهد الغوطة الشرقية حرب تصفية القادة بين داعش وجيش الإسلام، تنظيم ابو بكر البغدادي يسعى إلى السيطرة على هذه المنطقة رويداً رويداً عبر شق صفوف الفصائل المسلحة وضمها إلى تنظيمه الذي لا يزال ضعيفاً في الغوطة مقارنة بنظرائه من الفصائل الأخرى. داعش لا يستعجل القتال في الغوطة لقلة عدد مقاتليه. الجبهة الاسلامية وداعش دخلا حرب اغتيالات في الغوطة الدمشقية ، قبل الحرب الشاملة. لا حياة لمرتد عن بيعة البغدادي . أنس قويدر ، أبو همام الشامي ، دفع حياته ثمنا لهذا الدرس. قاضي دولة العراق والشام في الغوطة، ساءه غلو داعش قبل أشهر فخلع جبتها. لجأ الى زهران علوش في دوما . لكن سكاكين اخوان الأمس استفردته واقتلعت عيناه، وقتلته مع والدته في زملكا، قبل أيام . وخلال ساعات أنذر بيان جيش الاسلام "كلاب النار " في داعش بالعقاب وقتلة عبد المجيد العتيبي الثبتي السعودي . الأمير الشرعي في داعش ، وجابي أموالها في الخليج ، وأكبر دعاتها فيه ،وأول من نفروا للقتال الى جانبها في سوريا ، دفع فاتورة تصفية الحسابات مع زهران علوش في الغوطة الشرقية. وبخلاف انتشارهم الكثيف في ريف حلب الشمالي وسيطرتهم على الرقة وأكثر دير الزور ، لا يملك داعش معقلا ثابتا ينفرد به في ريف دمشق ، ولا يزيد عديده عن ثمانمئة مقاتل ، جلهم من الاجانب . ولا يبدو داعش يستعجل القتال في الغوطة ، لقلة عديده فيها . الا انه يواصل الاغتيالات ، ومهاجمة حواجز لجيش الاسلام في دوما. وتعويضاً لقلة العديد ، يخترق داعش فصائل الجبهة الاسلامية والنصرة .والراجح أن تتسارع الانشقاقات والبيعات للبغدادي مع وضعه في كفة الميزان انتصاراته وغنائمه العراقية . قبل اشهر بايع البغدادي منهم ، أبو يوسف الجزرواي وأتباعه ، واتخذوا لهم مقرات ، تحيط بدوما استعدادا لمعركة قادمة ، في عربين وجسرين وكفربطنا . ثم لحق به أمير النصرة ، شاكر الشامي قبل أسبوع ، ثم بالامس ابو جعفر الشرعي ، وابو الزهراء الاردني وغيرهم.