في كل يوم يمر نكتشف فيه مدى التقصير والفساد والرشاوى والمحسوبية في أعلى مستوياتها.. وآخرها ما يتعلق بمياه الشرب وعدم إضافة مادة الشبة خلال معالجتها بسبب ارتفاع أسعارها منذ ستة أشهر وهو ما يسبب أمراضا خطيرة، ثاني المصائب احتكار شركة حديد عز الدخيلة لأحد أرصفة ميناء الإسكندرية لمدة 10 سنوات وبإيجار ثابت بعد حصول الشركة علي استثناء من د. أحمد نظيف رئيس الوزراء، ومحمد منصور، وزير النقل بالمخالفة للقانون وإهدار 10 ملايين جنيه سنويا، وثالث المصائب بداية محاكمة رجل الأعمال والقيادي البارز بالحزب "الوطني" هشام طلعت مصطفى والتي حامت حولها شبهات التواطؤ لتبرئة المدان. الحگومة لا تضيف الشبة ومخاوف السرطان!!
كشف الدكتور حمدي الشرقاوي، مدير معمل الكيمياء في مؤسسة ماتريكس للخدمات العلمية والاستشارات البيئية، أن الحكومة لا تضيف مادة الشبة خلال معالجة مياه الشرب المستخدمة حاليا في مصر، بسبب ارتفاع أسعارها منذ ستة أشهر. وقال الشرقاوي إن عدم إضافة الشبة خلال معالجة المياه يمثل خطورة علي صحة الإنسان لأن هذه المادة تطهر المياه من الرواسب العالقة وتزيل العكارة والمواد العضوية. وقال الدكتور مغاوري دياب، رئيس الجمعية العربية للمياه الصحية وأستاذ المياه في جامعة المنوفية، إن نهر النيل يحتوي علي 150 مادة خطيرة وملوثة من بينها الزرنيخ والرصاص، وأوضح خلال مشاركته في المؤتمر الدولي السابع الذي نظمته جمعية مثقفي المعادي، أمس الأول، تحت عنوان: «كوب ماء نظيف» أن محطات معالجة المياه تقصر عملها علي معالجة الميكروبات فقط». ولفت دياب إلي خطورة الأمن المائي في مصر، خاصة بعد أن بني السودان سدا رغما عن إرادة الحكومة المصرية، الذي يحجب المياه عن مصر، وأشار إلي وجود مشروعات أخرى في الحبشة تمثل خطورة علي مصر، خاصة مشروعات الكهرباء التي يجري تنفيذها علي أنهار الحبشة لأنها تؤثر علي الأسماك وتقتلها وتلوث مياه النيل. وانتقد دياب فكرة الاستثمار الزراعي المصري في السودان، داعيا إلي استغلال الأراضي المصرية، وطالب بالاستعداد لمواجهة أطماع إسرائيل في مياه الأنهار العربية. وحذر الدكتور سمير راضي، الأستاذ في المركز القومي لبحوث المياه، من خطورة تلوث المياه الجوفية في شرق الدلتا، وقال إن المركز أجري دراسة مؤخرا أثبتت أن تلوث المياه الجوفية يزيد علي الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وأضاف أن الدراسة كشفت أن منطقة شبرا الخيمة ملوثة بالصرف الصناعي السائل، وأن عددا من المصانع يدفن المواد الخطيرة والسامة مثل الحديد الكادميوم والرصاص. ووصف راضي الوضع بأنه خطير للغاية، لأن الرصاص والكادميوم من المواد المسرطنة وتسربت إلي المياه الجوفية، وقال إن الدراسة أظهرت أن محافظة القليوبية أكثر المحافظات تلوثا بمواد النيترات والنيتريت والأمونيا والفوسفات والماغنيسيوم والصوديوم والسلفيا والبيكربونات وتعاني من تلوث بكتيري بنسبة 75%. وقالت الدكتورة عفاف أحمد عبد الرازق، إنها أجرت دراسة علي محطة مياه الإسماعيلية واكشتفت وجود تلوث ميكروبي ومعادن ثقيلة في المياه، وطالبت بتغيير طريقة معالجة المياه المستخدمة حاليا. وغضب الحضور بعد أن غادر القاعة الدكتور مجدي محمد حسني، نائب مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية في وزارة الري، بعد أن ألقي كلمته مباشرة دون أن يرد علي أسئلة الحضور، رغم مشاركته في المؤتمر كممثل لوزارة الري. نظيف ومنصور وافقا علي احتكار عز!! وعلى صعيد الفساد والذي يقوم به هذه المرة رئيس الوزراء؛ قال اللواء توفيق أبو جندية رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، في لقاء مع جمعية الأعمال الفرنسية، إن شركة حديد عز الدخيلة احتكرت أحد أرصفة الميناء لمدة 10 سنوات وبإيجار ثابت بعد حصول الشركة علي استثناء من د. أحمد نظيف رئيس الوزراء، ومحمد منصور وزير النقل، بالمخالفة للقانون الذي يضع حدا أقصي لمدة التعاقد أو الإيجار لا تزيد علي 3 سنوات. وأضاف أبو جندية: «فوجئت بهذا الاحتكار حين توليت منصبي عام 2007، وأصدرت قرارا بإلغاء التعاقد وعرضنا الرصيف للإيجار في مزاد علني فازت به شركات عز واستفادت خزينة الميناء بأكثر من 10 ملايين جنيه سنويا». من جانبه رفض علاء أبو الخير، العضو المنتدب لشركة حديد عز، التعليق علي الخبر. وتابع رئيس هيئة الميناء: «تكلفنا 35 مليون جنيه لتطوير الإدارة الإلكترونية بالميناء لتوفير 10 ملايين جنيه شهريا، كانت تُسرق قبل مشروع الميكنة الإلكترونية الجديد، الذي قامت به شركة صغيرة ليس لها خبرة وهو الأمر الذي انتقده البعض». من جانبه، قال اللواء هشام السرساوي، رئيس قطاع النقل البحري: «إن القطاع أنفق مليارات الجنيهات علي تطوير قطاع النقل البحري، ورغم ذلك فإن الأسطول ينقل 40% فقط من تجارة مصر مع العالم»، وحذر السرساوي من «عجز خطير في عدد العاملين بالمهن البحرية بمختلف التخصصات بحلول عام 2012». وأضاف السرساوي أن قطاع النقل البحري «بدأ يعطي ميناء العريش اهتماما كبيرا خاصة بعد ارتفاع قيمة صادراته»، وأضاف: «نعد هذا الميناء لأن يكون مستقبلا الميناء الرئيسي للمعاملات التجارية بين مصر وفلسطين». جبهة علماء الأزهر تطالب بمحاكمة هشام مصطفى لتطهيرنا من العار
وعلى صعيد احتضان السلطة للساقطين والفاسدين طالبت "جبهة علماء الأزهر" في بيان وجهته إلى الأمة بأن تجعل من محاكمة رجل الأعمال والقيادي البارز بالحزب "الوطني" هشام طلعت مصطفى، "بداية لتطهير مصر وغسل عرضها مما أسمته عار هشام مصطفى ومن معه". وحملت الجبهة في بيانها بشدة على النظام الحاكم في مصر، وأضافت بلهجة تدعو للانقلاب عليه، "إن هذا العهد غير قابل للبقاء والاستمرار، إلا إذا كانت الأمة مصابة في عقلها أو فاقدة وعيها وشعورها أو ميتة النفس والروح أو مغلوبة على أمرها". وتابع البيان: من الذي يسوغ أن يتحكم فرد أو عدة أفراد بأنواع الطعام والشراب، في الوقت الذي يموت فيه الآلاف غرقا وجوعا واحتراقا، ومن الذي يسوغ أن يعبث مسئول أيا كان مركزه من السلطة أو أبناؤه بالمال عبث المجانين والناس لا يجدون من القوت ما يقيم صلبهم من الكسوة أو ما يستر عوراتهم. وندد البيان بمن قال إنهم "يدفعون الملايين من أقوات الناس للفرج الحرام وللدم الحرام في زمن استباحت فيه الحرمات وذبحت المرؤات وانتهكت الأعراض ونهبت الخزائن وأسبغ على الساقطات نعت وشرف الشهداء"، في إشارة إلى ما نُسب لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي من وصفه المطربة اللبنانية سوزان تميم ب "الشهيدة". وناشدت الجبهة، قضاة مصر والصحفيين والإعلاميين والمحامين، أن يتصدوا "لمنتهكي حرمات الأمة وناهبي ثرواتها وأن يؤدوا لله في أمتهم زكاة وظائفهم ومناصبهم وأن يقاتلوا بكل الأسلحة المتاحة لديهم من أسمتهم بالساقطين الذين لا شرف لهم". واتهمت الجبهة في بيانها العنيف، السلطة ب "احتضان الساقطين على حجرها وإفساح المجال لمن أسمتهم بالمخانيث الذين لا يحسنون شيئا غير التبذير والفجور والخمور". وفي المقابل، أشارت إلى قيام السلطة ب "إقصاء أهل الأمانة والنبوغ والدراية وتقريب أصحاب النفوس الخسيسة والعقول السخيفة والضمائر النتنة من الذين لا هم لهم إلا ابتزاز الأموال وإرضاء الشهوات ولا يملكون من فنون الدنيا غير فن التملق والتآمر على الأبرياء والشرفاء خاصة وأنهم يتصفون بقلة الحياء وفقدان الشعور".