حمّلت جماعة الإخوان المسلمين ماوصفته بالمعاملات الربوية مسئولية الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها دول العالم. وقال الدكتور عبد الحميد الغزالي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية "إن كبيرة الربا وراء كل الشرور الاقتصادية التي تعاني منها البشرية، وذلك لعلم الله الأزلي بمن خلق وهو اللطيف الخبير وقد أعلن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلي الله عليه وسلم حربًا علي مقترف الربا حتي تطهر المجتمعات البشرية بالابتعاد عنها"، جاء ذلك في الرسالة الأسبوعية للجماعة التي كلفa بكتابتها للمرة الأولي من المرشد العام محمد مهدي عاكف. ودعا الغزالي في رسالته التي حملت عنوان"الأزمة المالية العالمية ..التشخيص والمخرج"، دول العالم إلي التفكير الجاد في دراسة تطبيق ما وصفه بالنظام الإسلامي وقال:"النظام الإسلامي بعيد عن سعر الفائدة الربوي وقائم علي معدل الربح كأداة فاعلة لادارة النشاط الاقتصادي المعاصر الذي يستند إلي القيام باستثمار حقيقي لتوسيع القاعدة الإنتاجية وليس علي اساس استثمار مالي قوامه المضاربات" وذكر الغزالي عددا من العوامل التي ساعدت علي هذا الوضع المأزوم للاقتصاد العالمي، من بينها استخدام أدوات مالية مبتكرة يرفضها الشرع الحنيف وهي المشتقات والخيارات والتحوطات ضد تغيير سعر الفائدة وهو ما وصفه بالمتاجرة في المخاطر وقال الغزالي:"قامت هذه الأدوات علي إعادة بيع القروض العقارية وغيرها من القروض المشكوك فيها في شكل أوراق مالية وتم تداول هذه الأوراق وتنطوي بالطبع هذه المعاملات علي محظورات يحرمها نظامنا الإسلامي فهي بيع الإنسان مالم يملك وبيع الدين بالدين "مشيرا إلي أن بعضها ينطوي علي ربا صريح. وحدد الغزالي عدد من المحاور لتجنيب العالم «كسادا عظيما» علي حد تعبيره، وهي وقف المضاربات وبالذات المشتقات ومحاسبة المسئولين في الجهاز المصرفي وتشديد رقابة البنك المركزي علي العمل المصرفي، وتفعيل السياسات المصرفية الخاصة بإدارة السيولة والعائد ومخاطر الائتمان والاستمرار في ضخ السيولة في شرايين الاقتصاد، إلي جانب التفكير في دراسة تطبيق ماسماه بالنظام الإسلامي