يستخدم خداع العقل في أمور كثيرة مفيدة منها التقليل من الألم في أى مكان، كما تدخل في العديد من الأعمال والمهام، وهي تجربة قام بها فولفانج ميتسجر في الثلاثينات من القرن الماضي ليثبت بها إمكانية حث الإنسان على الهلوسة إذا ما تم فصله عن المؤثرات الحسية التي في محيطه وتؤثر عليه. يمكنك الحصول على ذلك الشعور بالهلوسة بدون تعاطي أي مخدر وذلك بأدوات بسيطة في المنزل، ستحتاج فقط إلى مشغل MP3، وسماعات أذن، وكرة بينج بونج، وإضاءة حمراء. ستقوم بتثبيت السماعات على أذنيك، وتقطع كرة البينج بونج إلى نصفين وتثبتهما بشريط على عينيك بحيث يغطي كل نصف إحدى عينيك بإحكام، وافتح الإضاءة الحمراء لتكون في مواجهتك، اجلس على كرسي واسند بظهرك واسترخ، ومن ثم قم بتشغيل تأثير موسيقي على مشغل MP3 (صوت يحوي ترددات كثيرة متساوية في الحدة مثل صوت أمواج البحر)، واستمتع بالصور التي ستأتيك من أعماق عقلك، والتي ستقترب من حد الهلوسة. الخدع البصرية من أكثر التكنيكات التي تنجح في خداع المخ وإيهامه بصور أو حركات معينة، هي الخدع البصرية، فمثلا إذا أطلت النظر في صورة متحركة لفتاة تدور في اتجاه معين، بعد إطالة التحديق ستتوهم أنها غيرت اتجاهها وبدأت في الدوران عكس الاتجاه الذي تدور فيه. لكن الحقيقة أن الفتاة لم تغير مسارها، فبالرغم من أن الصورة ستكون أمامك ثنائية الأبعاد، إلا أن المخ يفترض أنها ثلاثية الأبعاد، وبالتالي يفسرها على هذا الأساس. الأحاسيس الوهمية لتخدع عقلك وتوهمه بأحاسيس ليست موجودة بالفعل، يمكنك إجراء تجربة بسيطة في منزلك، فقط ستحتاج إلى صندوق ويد مطاطية صناعية، وأحدهم ليساعدك. اسند احدى يديك على منضدة وغط يدك الأخرى بالصندوق بحيث لا تستطيع رؤيتها، ضع اليد المزيفة بجانب الصندوق، واطلب من مساعدك أن يقوم بتدليك يدك واليد الصناعية بنفس السرعة وفي نفس الاتجاه لعدة دقائق، وبعد وقت قصير ستشعر أن اليد الصناعية هي يدك، ولتتأكد من هذا الشعور يمكن أن تطلب من مساعدك أن يطبق حركة تثير الألم على اليد الصناعية كأن يقرصها، وحينها ستشعر أنت بالألم بالرغم عنك. أضواء بيركنجي اكتشف عالم الفيسيولوجي جان بيركنجي يوما ما طريقة فريدة لتحفيز الهلوسة بسهولة بدون مخاطر تناول الكحول أو المخدرات، فقط أغلق عينيك وانظر في اتجاه الشمس، وحرك يديك أمام عينيك المغلقتين بسرعة لعدة دقائق، في النهاية ستشعر برؤية بعض الصور التي ستصبح تدريجيا أكثر حقيقة وتجسدًا. وتفسير ذلك هو أن التحفيز القائم نتيجة تحريكك ليديك وضوء الشمس المنبعث على عينيك المغلقتين، يجعل الخلايا البصرية في القشرة الدماغية في درجة تحفز كبيرة كافية لأن تطلق صورًا وهمية يترجمها الدماغ. تقليص الألم حسناً يمكنك أن توهم عقلك بعدم وجود ألم في منطقة ما من جسدك برغم واقعية شعورك به، فقد أثبت ذلك فريق من الباحثين من جامعة أوكسفورد عام 28، حيث اكتشفوا أن المجهر يمكن أن يقلص الألم. تعاون الباحثون مع مجموعة من المشاركين الذين يعانون ألمًا مزمنًا في الذراع فجعلوهم يقوموا بأداء حركات معينة في ظروف مختلفة – وبدون أي خدع بصرية – وطلب الباحثون من المشاركين أن ينظروا إلى يدهم من خلال مجهر لا يكبر أو يصغر الأحجام، ثم النظر من خلال مجهر يقوم بتكبير حجم اليد، وأخيرًا أن ينظروا من خلال مجهر يصغر حجم اليد. ولاحظ الباحثون أن المجهر المقلوب الذي يقلل من حجم اليد، قلل من حدة الألم التي يشعر بها المشاركون! حتى أنها قللت من حدة شعور أحدهم بتورم يده، واكتشفوا أيضًا أن رؤيتهم لأيديهم من خلال المجهر العادي زاد من شعورهم بالألم، ويفسر الباحثون هذه التجربة بأن مستجيبات الألم يمكن أن تتأثر بمدى إدراك الخطر، أي كلما أحسست بسوء الألم الذي يمر به أحد أجزاء جسدك، كلما حاول المخ بأي طريقة حمايتك من هذا الألم.