هلوسات هو الكتاب الجديد للكاتب اوليفر ساكس الذي يحكي فيه عن الخدع التي يقوم بها العقل البشري والطرق التي يخدعنا بها. يعد اوليفر ساكس من اشهر اطباء الاعصاب الذين درسوا العقل البشري وكتبوا عنه كما انه معروف بمؤلفاته المثيره للاهتمام والتي تتحدث جميعها عن العقل وغموضه وفي هذا الكتاب يحدثنا ساكس عن الهلوسات وتأثيرها علي العقل. بالرغم من اننا عندما نسمع عن الهلوسات او التخيلات تنطبع في اذهاننا صوره سلبيه عنهم لأن كلمة هلوسه مرتبطه في اذهاننا بالاشخاص الذين يتعاطون العقاقير التي تؤثر علي الجهاز العصبي او مدمني المخدرات الا ان ذلك ليس صحيحا تماما فالهلوسات من التجارب التي قد يمر بها اي فرد وليس بالضروره شخص مريض. ولكن تبعا للكتاب فأن المصابين بالعمي والسجناء ومتطوعوا الحرب والاشخاص الذين يروا كوابيس بأنتظام والمصابين بمرض باركينسون( الشلل الرعاشي) معرضين لرؤية الهلوسات اكثر من اي فرد اخر. ويذكر ساكس في كتابه ان ما يمر به الافراد الطبيعيون من هلوسات هو في الغالب من الهلوسات النوميه وهي هلوسات تنتاب الشخص عندما يغلب عليه النوم أو النعاس وهي عباره عن أحداث أو تجارب شبيهة بالحلم وتكون سماتها قوية ومخيفه وتحدث الهلوسات النومية في غضون ثوان أو دقائق معدودة قبل أو بعد النوم, وغالبا ما يجد الفرد في البداية أن بوسعه رؤية أو سماع أو شم شيء ما في غرفة النوم لكن سرعان ما يختفي هذا الإحساس أو يكتشف لاحقا بأنه لم يحدث. ومن الهلوسات الأكثر شيوعا هي سماع الفرد صوت يناديه باسمه أو رنين الهاتف, أو رؤية أضواء بلورية مشرقة أو خافتة معلقة في الهواء تتلاشي ببطء, أو الإحساس بأن أحدا لمس وجهه أو يديه أو أقدامه, أو رؤية شخص بجانب السرير يختفي بسرعة. ويوجد حالتان من الهلوسات النوميه الاولي تدعي الهلوسه النوميه البعديه وتحدث في الفتره التي يصبح العقل نائم بعد ان كان يقظا بينما الحاله الثانيه تدعي الهلوسه النوميه القبليه وتحدث اثناء استيقاظ العقل من النوم. وفي الكتاب يشرح ساكس كيف ان جميع مخاوفنا هي مستمده من عقلنا حيث ان العقل يخلقها لنا ويجعلنا نصدقها ونخاف منها. اما فيما يخص الهلوسات التي يراها المصابين بالعمي او السجناء الخ...فهي تحدث لهم لأنهم يقضون ساعات طويله في الظلام والعزله مما يسبب لهم الحرمان الحسي الذي يجعلهم يروا اشياء لا تحدث في العالم الواقعي. ويعرف الكاتب الحرمان الحسي علي انهعزل الفرد عن مصادر الاحساس مما يؤثر علي درجة الوعي فيؤدي الي فقدان الشعور وتفكك وجدان عمل المخ وبالتالي التفكير فيصل الفرد الي حالة التفكير غير المترابط كما يؤدي الي إغلاق نشاط التكوينات الشبكية ومن ثم تحدث اضطربات في الإنتباه والإدراك. و يضيف ساكس ان من الاسباب التي تجعل الفرد يري هلوسات هو الصداع النصفي وتسمي هذه الهلوسات ب هالات الصداع النصفي وهي اضطرابات بصريه تصاحب الصداع النصفي وتكون عباره عن رؤيه الفرد اضواء مبهرة تأتي علي شكل شوكة السمك. بعض الناس يرون أضواء لامعة في أشكال هندسية أخري أو يصبح نصف مجال الرؤية أمامهم فارغا او رؤية ومضات من الضوء وعند أشخاص آخرين قد يظهر في شكل موجات بصرية كأن الشخص يري خطوطا متموجة تتحرك أمام عينيه يعقبها صداع شديد. كما يذكر ساكس في كتابه ان بعض الهلاوس التي يراها الفرد هي نتيجه لرغبته في رؤية هذه الهلاوس مثل ما يحدث مع الشخص الذي يفقد شخصا عزيزا عليه فأن عقله يتخيل ما يريد ان يراه. و في النهايه يتسائل ساكس هل سيأتي الوقت الذي نعرف فيه كيف نفرق فيه بين الهلاوس والواقع وما إذا كان العلم في المستقبل سيساعدنا لنعرف اكثر عن العقل البشري وغموضه.