أبدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أسفها بسبب سجل حقوق الإنسان الخاص بمصر وللانتكاسات التي وقعت هناك على الرغم مما قالت إنها جهود شخصية بذلتها للضغط من أجل إجراء إصلاحات. وقد تعرضت رايس لانتقادات من بعض النشطاء لعدم ممارستها ضغطا على مصر بما يكفي فيما يتعلق بحقوق الإنسان خشية إثارة استياء البلد الحليف للولايات المتحدة. ووصفت رايس تلك الانتقادات بأنها مؤلمة للغاية. وطلب من رايس التعليق على 'برنامج الحريات' الذي تتبعه إدارة بوش ويشمل تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية في مختلف أنحاء العالم فقالت 'كان الأمر صعبا للغاية في مصر.' وأضافت في إفادة أمام اللجنة الاستشارية التابعة للخارجية الأميركية فيما يتعلق بتعزيز الديمقراطية قائلة إن التقدم الذي أحرز في مصر لم يكن غاية ما تمنيناه وشهدنا انتكاسات هناك كما شهدنا إحباطات. وقالت إنه من الصعب للغاية أن أجلس أمام نشطاء شبان من دعاة الديمقراطية وأن يقولوا أمامي لماذا لم تفعلين ما هو أكثر من ذلك لقضيتنا نيابة عنا. وتابعت أن الولاياتالمتحدة لن تكف عن إقامة علاقات مع الحكومة المصرية ومع ذلك فإنها تناصر قضية الديمقراطية بالنيابة عنهم. وأشارت إلى أنها كثيرا ما ضغطت على الحكومات الصديقة مثل مصر لكي تفعل المزيد بشأن حقوق الإنسان، ولكن مثل هذه الطلبات قوبلت بالرفض. ولكننا نفعل ذلك حتى مع أصدقائنا الذين لا يتمتعون بالحرية. وتعرض ما يسمى ببرنامج إدارة بوش للديمقراطية والحرية لانتقادات في أماكن كثيرة من الشرق الأوسط حيث اعتبر ذلك إملاء ومحاولة من جانب الولاياتالمتحدة لفرض قيمها على الآخرين. ويرى البعض أن جهود الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان إنما هي ممارسة للنفاق في ضوء انتهاكات حقوق السجناء في أبو غريب في العراق والاعتقالات المفتوحة للمحتجزين في معسكر خليج غوانتانامو. ودافعت رايس عن برنامج الحريات الذي تتبناه الإدارة الأميركية، وقالت إن الرئيس أعطاه منحى رسميا من خلال إصدار توجيهات متعلقة بالأمن القومي سترفع عنها صفة السرية قريبا وستعرض على المواطنين. وتابعت أن هذه التوجيهات تخلص إلى أن الدعوة للحرية شيء ضروري للأمن القومي. وأنا أومن بذلك تماما. واعترفت بأن الدعوة للديمقراطية كانت في كثير من الأحوال طريقا وعرة وأن جهود الإدارة الأميركية لم تفلح دائما. وقالت إنه في بعض الأحيان كنا نتهم بالسذاجة بعض الشيء أو التفاؤل أو أيا كان فيما يتعلق بالديمقراطية ولكنني أتساءل عن رأينا فيما سيحدث لو قررت الولاياتالمتحدة الأميركية أن تختار قبول العالم كما هو عوضا عن الإصرار على أن بمقدور العالم أن يصبح كما نريده. ومع قرب انتهاء فترة ولاية إدارة بوش في يناير 2009 قالت رايس إن تعزيز الديمقراطية ينبغي أن يكون مهمة جهات أخرى أيضا غير الولاياتالمتحدة وأن على الدول الأوروبية والآسيوية أن تفعل المزيد.