ذكرت سفارة قطر في الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم الاثنين أن بلادها لم تبادر بالجهود التي أدت إلى صفقة تبادل أسرى بين واشنطن وطالبان، وحرر بموجبها جندي أمريكي مقابل خمسة من عناصر طالبان الأفغانية من سجن غوانتامو، وأنها وافقت فقط على لعب دور الوسيط لأسباب إنسانية. وصرح سفير قطر لدى الولاياتالمتحدة، محمد جهام الكواري، بأن بلاده رأت بأنها "قد تلعب دورا بناءً، كوسيط محايد، ثبت بعد عدة أشهر أنها قد تثمر نتائج إيجابية."
وأضاف قائلا من باراغواي: "لم نأخذ زمام المبادرة لهذا الدور.. أتى إلينا.. عندما أراد الطرفان حل المسألة فيما بينهما، بحثا عمن قد يساعد كطرف يعمل وسيطا بينهما، رأوا بأن ليس لدينا أجندة .. ونحن نظرنا إليها كمسألة إنسانية " وفقا لتصريحه لشبكة سي إن إن.
وخلصت واشنطن إلى أنّه لا غنى عن الدور القطري، في حين نظر مسؤولون قطريون للمشاركة، التي تمت تحت توجيهات الأمير، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كمؤشر إيجابي للدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة الخليجية الصغيرة كوسيط في الأزمات الدولية مستقبلا.
وأضاف الكواري: "هذا يدل على استعداد قطر لتبني مبادرات دبلوماسية قد تقود لنتائج مشروعة على نحو لا يتجاوز القيم الدولية الأساسية."، وأردف: أظهرنا قدرة قطر على القيام بذلك."
والخريف الماضي، طلبت طالبان من الحكومة القطرية إبلاغ واشنطن استعدادها لإحياء المفاوضات المتوقفة بشأن تبادل السجناء، وبالمقابل طلبت الأخيرة دليلا يؤكد بأن الجندي المختطف على قيد الحياة، وهو ما قدمته الحركة في ديسمبر/كانون الأول لتنطلق عقبها مباحثات مفصلة، وفق مسؤول قطري آخر.
ووصف المصدر المباحثات ب"الصعبة" التي تطلبت قدرا هائلا من الصبر.. "لكننا بذلنا جهدا كبيرا.. فريقنا عمل بجد بالغ." كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الدوحةوواشنطن بشأن تفاصيل عملية التبادل، وقال المصدر "احتجنا إلى توقيع هذه المذكرة للتأكيد أن العملية سارت بكيفية صحيحة ولتأكيد مصداقيتنا بأننا سننفذ الاتفاق بالطريقة التي كان الأمريكيون يتوقعونها."
ومطلع مايو/أيار الفائت، وقعت سرا اتفاقية التفاهم في واشنطن، وتوجه فريق المفاوض الأمريكي إلى العاصمة القطرية، الدوحة، في الأسبوع الأخير من الشهر، لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وقدم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ضمانات شخصية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن "الطالبانين" الخمسة لن يعودوا لجبهات القتال، أو لعب دور في أنشطة الحركة، وحظر سفرهم لمدة عام، على الأقل، ومراقبتهم عن كثب بواسطة الجانبين القطري والأمريكي.
وجرى التوصل للمرحلة الأخيرة من الاتفاق من خلال مكالمة هاتفية بين أوباما وأمير قطر، الثلاثاء الماضي، والأربعاء، أرسلت قطر فريقا إلى غوانتانامو لاستلام السجناء الخمسة المفرج عنهم.