نفَت سوريا صحةَ الأنباء التي تحدثت عن وجود مفاوضات سلام سرية بين سوريا والكيان الصهيوني، ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر سوري مسئول نفْيَه ما ورد في تقرير بجريدة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية في عددها الصادر أمس من أن مسئولين صهاينةً وسوريين التقَوا سرًّا خلال الحرب الأخيرة بلبنان؛ بهدف مناقشة ملف الحرب والتأكيد على عدم رغبة أي من الجانبين في فتح جبهة حربية بينهما، وذلك نقلاً عن مصادر دبلوماسية أجنبية. وقال المسئول السوري- الذي لم يتم الكشف عن اسمه- إن ما ورد في الجريدة الصهيونية هو "أنباء عارية عن الصحة"، كما وصفها بأنها "استمرارٌ للأكاذيب التي تطلقها إسرائيل، وتعوَّدنا عليها خلال الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان الشقيق".
يأتي ذلك في الوقت الذي وقَّع فيه 71 من الشخصيات الصهيونية على عريضةٍ تطالب الحكومة الصهيونية بإقامة اتصالات مع سوريا، وتضم تلك الشخصيات عددًا من المثقَّفين وضباط الاحتياط، ومن بينهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال المتقاعد شلومو جازيت.
إلى ذلك أشارت تقارير صحفية صهيونية إلى أن الأنباء حول لقاء تم بين رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت وأحد المسئولين السعوديين صحيحةٌ إلى حدٍّ ما، وذكرت جريدة (هآرتس) الصهيونية في موقعها الإلكتروني اليوم أن مستشار الأمن القومي الأمير بندر بن سلطان كان متواجدًا بالأردن، مشيرةً إلى أنه من المرجَّح أن يكون قد التقى مع مبعوث من جانب رئيس الحكومة إيهود أولمرت، وقد نفَى مكتب أولمرت حدوثَ ذلك اللقاء، كما نفى مسئولٌ سعوديٌّ بارزٌ- في تصريحات نقلتها وكالة (أسوشييتد برس)- حدوثَ أي لقاء بين مع مسئولين صهاينة، واصفًا الحديث عن ذلك بأنه "محض خيال".
وكانت جريدة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية قد نشرت في عدد الأمس أنَّ رئيس الحكومة إيهود أولمرت قد التقى مع أحد المسئولين السعوديين البارزين، مرجِّحةً أنَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في إطار محاولةٍ لتفعيل مبادرة مصرية- أردنية طُرحت قبل أيام قليلة لدعم عملية التسوية في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي نفاه أولمرت للجريدة كما نفاه المسئولون السعوديون.
وفي سياق متصل زعم النائب الأول لرئيس الوزراء الصهيوني شيمون بيريز- في مقابلةٍ أجرتها معه جريدة (جارديان) البريطانية ونشرتها اليوم الثلاثاء 26 سبتمبر 2006م- أنَّ الخطة العربية للسلام بالشرق الأوسط ستواجه متاعب بسبب تحركات الإيرانيين وكلٍّ من حركة المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله.
وفي تعليقٍ له على وقف الصهاينة خِطَطَ الانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية قال بيريز إنَّه من "الصعب للغاية تفكيك "المستوطنات" (الواقعة بالضفة) في تحرك من جانب واحد على غرار الانسحاب الإسرائيلي في عام 2005 من قطاع غزة".
ويعبر ذلك عن تحريض صهيوني صريح ضد حركات المقاومة في الشرق الأوسط، إلى جانب التحريض ضد إيران فيما يُعتبر عنصرًا ضاغطًا على الإيرانيين في أزمة ملفهم النووي مع الغرب.
وفي إطار التشدد الصهيوني أيضًا حذَّر مصدرٌ مقرَّبٌ من رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت الأمينَ العام لحزب الله حسن نصر الله من "مغبَّة الظهور علنًا"، كما رجَّحت الجريدةُ أن يطالب نصرُ الله بتعهد صهيوني رسمي بعدم المساس به، وذلك "عندما تصل تل أبيب وحزب الله إلى مراحل حاسمة في المفاوضات على صفقة الأسرى".