أكد تقرير أمريكي أن الدبلوماسية هي الحل الأمثل للتعامل مع العالم الإسلامي في نشر الديمقراطية، خاصة مع الدول الحليفة لواشنطن مثل مصر والسعودية، ودعا التقرير إلى خلق فرص عمل للشباب العربي والمسلم لإبعادهم عن العنف. واهتم التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز بتدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي، خاصة في ظل إدارة الرئيس جورج بوش. وطالب التقرير، الذي أعده مجموعة من السياسيين والباحثين الأمريكيين، بضرورة إعادة النظر في الإستراتيجية التي اتبعتها واشنطن، ولا تزال، في حربها المزعومة على ما يسمى بالإرهاب، وأوصى التقرير الرئيس المقبل للولايات المتحدة بالتخلي عن استخدام سياسة التعذيب، وتعيين مبعوث خاص خلال ثلاثة أشهر معنى بانطلاق مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير ذكر نتائج استطلاع رأي أجراه القائمون على التقرير في مجموعة من الدول الإسلامية، كشف أن التصورات السلبية عن أمريكا جاءت نتيجة سياساتها، وليس بسبب المعتقدات الدينية أو الثقافية السائدة في العالم الإسلامي، واستند التقرير إلى أنه بتغيير سياسات واشنطن ستتغير بمنطق الأشياء الصورة السلبية للولايات المتحدة لدى العالم الإسلامي. ودعا التقرير إلى اللجوء لحلول دبلوماسية في تعامل واشنطن والغرب مع العالم الإسلامي خاصة إيران، كما حث على إقامة استثمارات كبيرة في سبيل التنمية الاقتصادية في الدول الإسلامية لخلق وظائف للشباب المسلم. وعرضت الصحيفة وجهة نظر مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والتي دارت حول أن المشكلة تكمن في السياسات لا الثقافات، وقالت أولبرايت: إن الخلاف يعود إلى السياسات المتبعة والقرارات التي تتخذ من كلا الجانبين، سواء كانت واشنطن أو الدول الإسلامية، وأكدت أولبرايت أن الخلاف بين واشنطن والعالم الإسلامي لا شأن له بتضارب الثقافات أو الحضارات، بدليل وجود انسجام بين كثير من الدول الإسلامية ودول أمريكا اللاتينية على سبيل المثال. من جهتها، قالت داليا مجاهد، المدير التنفيذي لمركز جالوب للدراسات: إن أغلب استطلاعات الرأي تشير إلى أن الشعوب المسلمة تشعر بعدم احترام الولاياتالمتحدة لها، وإن هذا الشعور تزايد مع الاحتلال الأمريكي للعراق ومع نشر صور فوتوغرافية تظهر أساليب التعذيب التي استخدمها الأمريكان ضد المعتقلين العرب في سجن أبو غريب، وأضافت أن الاستطلاعات أكدت أن المسلمين رغم ذلك معجبون بالقيم الديمقراطية التي تدعو لها أمريكا داخليًا، إلا أن هناك فجوة كبيرة بين هذه القيم والطريقة التي يتعامل بها الأمريكان مع المسلمين. التقرير الذي عرضته واشنطن بوست خرج بأربع توصيات، تدور جميعها حول اعتماد الدبلوماسية كوسيلة رئيسية للنهوض بالحكم في دول العالم الإسلامي، خاصة الدول الحليفة لواشنطن وعلى رأسها مصر والسعودية، وطالب التقرير بمضاعفة الاستثمارات الأجنبية في تلك الدول لخلق مزيد من فرص العمل للشباب بالشكل الذي يحول بينهم وبين العنف، كما دعا التقرير إلى تكثيف دور وسائل الإعلام للتعريف بالصورة الحقيقية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي. وقالت الصحيفة: إن التوصيات التي انتهى إليها التقرير، أرسلت إلى كل من المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية جون ماكين، ومنافسه الديمقراطي باراك أوباما، مشيرة إلى أن تلك التوصيات لاقت قبولاً من كليهما. التقرير الذي جاء بعنوان "اتجاه جديد في العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي"، شارك في إعداده كل من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بالإضافة 33 آخرين، ضمنهم سياسيون وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فضلاً عن رجال دين وباحثين أكاديميين.